Суусамыр
Suusamyr
وادي سوسمر
لعل هذا المكان هو أجمل ما رأت عيني في قيرغيزستان، ورغم أنني عبرته ولم ألبث فيه كثيراً، إلا أنه لو عاد بي الزمان لجعلت له يوماً كاملاً لا يُشاركهُ فيه غَيره.
يمتد الوادي مسافة 150 كلم ويقع على ارتفاع ما بين 2000 إلى 3200 متر فوق سطح البحر، ويجري عليه نهيرٌ عذب.
كأن جبال تيان-شان تُطلّ بأعناقها على أهل الوادي
يوزعون أعمارهم على اللحظات، لا يعرفون الساعات
ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
لما رأوني أقبلت نحوهم أسرعوا فدخلوا تحت هذه الطاولة
لم يألفوا الغريب
لحم أرانب لو شمّه جائع لخرّ على ركبتيه.
كانت صاحبة الفناء تصرّ على ضيافتي باللحم والإقط، وكنت أعتذر لها بلطف، وأتبسّم لها حتى ترضى.
حين هممنا بالمغادرة سألت السائق عن سبب مجيئي فقال: هو فقط سائح ويحب أن يأتي ويسلم عليكم ويرى كيف تعيشون.
فرحت بذلك وقالت: الكثير يمرّون من هنا ولا يهبأون.
يقول المستغرب الياباني نوبو آكي نوتوهارا الذي عاش في بلاد العرب أربعة عقود عن بدو الصحراء:
"من تجربتي في البادية عرفت معاناة الضجر والملل. وعرفت مرارة مرور الوقت الفارغ إلا من الجلوس والانتظار. البدو عندهم وعي خاص بهم لمجرى الوقت، إنه مفهوم مختلف عن الساعة، اليوم، الأسبوع، وهكذا. إنهم يعيشون في ديمومة وقتهم الخاص حيث تنمو الأعشاب وترعى الأغنام. عندما يقيم مدني مع البدو وهو يحمل معه وعيه للزمن فإنه سيجد نفسه قلقاً وسيتضاعف قلقه مع مرور الوقت. البدوي يرشف القهوة والشاي ويتمتع بالحديث دون أن يشعر مثلنا بالقلق بسبب مرور الوقت البطيء، ولكن الغريب بالنسبة لي هو أن البدوي يعيش كل يوم كيوم جديد، فهنا في الصحراء يسقط تقسيم الزمن إلى ماضٍ، حاضر، ومستقبل، ويصبح الزمن امتداداً واتصالاً على شكل دائرة حيث تتعايش الأسطورة مع الواقع"
استفدت هذا الاقتباس من كتاب لذيذ أوصي بقراءته:
نُهير
السؤال السعودي المعروف: على كم الذبيحة؟
طيب تأمل جمال المنظر أولاً يا أخي
هذا مما تُحبس له الأنفاس!
ما يمنعك أن توقف سيارتك على جانب الطريق ثم تسير حتى تُصافح الثلج بيديك؟
Snapchat: sarhaniy
.