يقال إن ملكاً له وزير خاص مرافق له حظيٌ عنده ... وكان هذا الوزير كثيراً ما يكرر قول : لعله خير ...
فكلما جاءه خبر سيء من الملك قال : لعله خير ...
فحصل أن قطعت إصبع الملك فعاده الوزير وقال : لعله خير يا مولاي ...
فقال الملك مغضباً : وأي خير في قطع إصبعي ... فأمر به فسجن ... فقال الوزير : لعله خير .
وبعد مدة خرج الملك للصيد فتاه الطريق فوقع في قبضة قبيلة من عبدة الأوثان فأمسكوا به وعزموا على تقريبه للآلهة المزعومة ... فلما تفحصوا القربان وجوده مقطوع الإصبع فكرهوا أن يقدموا لآلهتهم قرباناً مقطوع الإصبع ... فأطلقوه ...
فعاد الملك لبلده وأول ما أمر به أن يطلق الوزير من سجنه ... فأطلقه وخلع عليه . وتأسف منه واعترف ان قوله في الأمر خير صحيح ... ولكنه سأله فقال : ما الخير في سجنك لأني عندما سجنتك قلت لعله خير ...
فقال الوزير : لو كنت خارج السجن لرافقتك في صيدك وكنت أنا القربان بدلاً منك ...
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره ... لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره ...
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : فإن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرج في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
وللجميع تحياتي