بسم الله الرحمن الرحيم
في شتاء ألفين و رابعة , الخامس والعشرين من شهر يناير , كشت على تركيا وكانت من اكوس الكشتات ( يسمع بالمقدمة )
الساعة تشير الى الثانية ليلاً
مستعد للسفر إلى تركيا وشنطتي في يدي متحمس بالحيل ومن زود الحماس كل ماواجهة واحد في المطار يدربي راسه قلت له انا طالع تركيا اي خدمه ( مايصلح يسافر ولا حتى حفر الباطن )
دخلت للمنطقة اللى فيها موظف الجوازات قلت له أنا الحين رايح تركيا
وترااااني طفشاااان ياخوي ماتلاحظ ان مهوب وقته ؟؟
بس وش يسوي اللى عندي بزنس ( ايه هين )
بحلق موظف الجوازات بعيونه فيني شوي من فوق لتحت ثمن من تحت لفوق بعد البحلقة بوس بطن يده ثم كف يده
قال تفضل رح الحق , لاتفوتك الطيارة ( يبي يصرفني )
الساعة الثالثة فجراً
تعلن الخطوط التركية عن موعد إقلاع رحلتها والمتجهه بمشئة الله إلى ( اسطنبول ) على السادة المسافرين التوجه الى البوابة رقم خمسطعشر .. طن طن
في هذه اللحظة اختلطت المشاعر فتارة فرح وطرباً , وتارة خوفاً و سعابيلاً تقوطر وتتوجس من المجهول , وتارة حزن عميق على فراق الاهل والاحباب
توجهت إلى البوابة ومن ثم إلى باب الطائرة وفي هذه الاثناء استقبلتني مضيفة تركية في الباب قالت لي ( ولكم ) ... فما كان مني الا أن تعاملت مع الموقف بما يقتضية ورددت عليها بحده قائلاً ( ياويلكم أنتم ,, يا أنا يا تركيا وتشوفين ياست هانم )
فما كان منها الا ان بوست على بطن يدها وكف يدها ورفعت اصبعها السبابة الى السماء في اشارة منها إلى التندر ثم قالت كلام مدري وشهو بالضبط بس والله واعلم انها غسلت شراعي لانها كانت معصبه
انخت مطاياي في الجهة اليمنى من الطائرة في المقعد 41 A على الدريشة بدأت مشواري مع الرحلة مستعيناً بالله.
اقلعت الطائرة بعد أن ذكرت دعاء السفر والابتسامة شاقة وجهي نصفين
بعد هنيهه من الاقلاع كعادتي حفظني الله ـ غططت في سبات عميق طولة ثلطعشر متر
وبعد قرابة الساعتين استيقضت ثم نمت أخرى ثم استيقضت ثم نمت
ثم استيقضت هذه المراه واقفاً كالاسد المهاب الحامي لعرينة
وزئرت معترضاً بغلظة على الكابتن وملاحية معترضاً على التأخر وطول المسافة
الا أن لم احداً يعرني اي اهتمام وسفهوني سفهاً لم ارا سفهاً مثله وفي مقدمتهم المضيفة التى اعطتني اشكلاً كبيراً لم ارا اشكلاً مثله
فما كان من أحد السعوديين من بني جلدتي الا أخذ بيدي واجلسني قائلاً ( تلايط , واقضب ارضك لا يلعنون خيرك
)
وبينما نحن نتجاذب اطراف الحديث أنا ممسكاً بطرف والمسافرين بالطرف الأخر قطع علينا قائد الطائرة ذلك الموقف المهيب
قائلاً:
( ايه المسافرون الفقة الفقة , نحن فوق اسطنبول ثم اردف قائلاً ايه الجحلط ولايهون اخونا السمرمدي وخا ابن ابي صافي استعدوا للهبوط , واسترسل في حديثة حتى قال درجة الحراة الآن 1ـ تحت الصفر , و الساعة تشير إلى الثامنة بتوقيت اسطنبول )
علماً ان الظلام لم ينجلي بعد , ولكن بحكم نخوتنا العربية مشيناها له ( لاياشيخ , تراه مايدري انك كمخه , الا قال الساعة اربعة الفجر عشان يريح ضميرك )
في هذه اللحظة بدأت اتساءل مالذي خلاني اجي هنا
ياهووووو أنا صاحي والا مجنون اجي تركيا لوحدي
طيب لو انقتل وش اقول لاهلي ( لا ياشيخ
طيب لو انسرق
طيب بحكم اني حلو وأهبل لو يختطفوني بنات والا رجال وش اسوي
وبدأت الاسئلة تتوالى والاحتمالات تتداخل ..
طيب ولماذا ؟ .. وماذا يريد؟ وهل يفعلها ؟
عندها بدأت دقات القلب تتزايد , والبدن يقشعر , والخوف الجمني الجاماً , فلم اتمالك نفسي من شدة الموقف فبكيت بكاء طفلة يتـمت , وأم ثكلت , وزجة رملت , بكاء بكاءً لا يليق إلا بالنساء ( حشا ماصارت سياحة وتمشيه )
"مرحباً بكم تراحيب المطر أنتم في مطار اسطنبول الرجاء البقاء في مقاعدكم حتى تطفى اشارة احزمة المقاعد " هكذا قال قائد الطائرة المساعد
بعد هنيهه اطفئت إشارت احزمة المقاعد وتأهب الجميع للنزول من الطائرة
في هذه اللحظة وانا في هذا الموقف المهيب بدأت اقلب ناظري يمنه ويسره واثناء ذلك اذ برجلٌ ذو شارب معكوف الى الاعلى ينظر الي وهو يُفتل شاربة
قمت من مكاني واتجهت ليه وقلت له بلطف
وش فيك تناظرني اذا تبيني ارجع السعودية الحين ارجع بس اهم شئ لاتزعل , فما كان منه الا أن فعل كسابقية بوس بطن يده ثم قبل كف يده .. وقال يارب لك الحمد والشكر
صورة من اسطنبول العتقية في منطقة اكسراي