زيارتي الى جامع السلطان أحمد
هذا الجامع أيقونة تركية على مستوى المعمار الاسلامي، يطلق علية الجامع الأزرق، لطالما كنت اتمني أن أزور هذا الأثر الذى لا تأتي تركيا أو اسطنبول في الحديث الا ويتم ذكر جامع السلطان احمد ذو القبة الذهبية، ولا ننسى أنه ليس اكبر المساجد في تركيا فقط بل في العالم.
قرأت أن السبب في بناء المسجد بهذا الحجم العملاق هو أن الامبراطورية العمانية تعرضت للهزيمة، فاراد السلطان ان يمحو عار الهزيمة بهذا البناء الضخم، وللغرابة تم البناء ولم يتم محو الهزيمة، تقدر تقول وجهات نظر سلطانية.
حينما تدخل المسجد تراه عبارة عن مستطيل أحد ضلعية 72م والآخر 64م، حيث يتسع المسجد ل 10 آلاف مصلي، أما في المنتصف فتجد قبة يبلغ ارتفاعها 43م وقطرها 23,5م، تحيط بالقبة أربع أنصاف قباب كما أن كل ركن من اركان المسجد مغطي بقباب صغيرة.
تمتاز القباب الصغيرة باحتوائها على عدد كبير من النوافذ تصل ل 260 نافذة، المميز في هذه النوافذ أنها من الزجاج الملون المزخرف الذى اهدته البندقية للسلطان احمد، كما تمتاز النوافذ بانها توزع الضوء بطريقة عبقرية بالنهار اما بالليل فيتم اضاءة المسجد عن طريق ثريات مطلية بالذهب ومرصعة بالحجار الكريمة، هذا طبعا قبل الكهرباء الان لكن ما زالت هذه الثريات تحتفظ بجمالها ورونقها حتي الان بشكل مذهل.
أما جدران المسجد نفسها فمغطاه ب 21,043 بلاطة مصممة بأكثر من خمسين تصميم بشكل عبقري يوحي بعظمة الفن الاسلامي حقا، هذه البلاطات بها آيات قرآنية وزخارف ونقوش ملونة لأشهر الخطاطين والرسامين وقتها.
تفاجء حينما تري محراب المسجد وهو محراب من الرخام معشق بالذهب منحوت بشكل بديع ومذهل، تتساءل اي صبر كان يمتلكه الفنان الذي قام بهذا العمل البديع، تزين المحراب لوحتان عليهما آيات قرآنية، أما الجدران المجاورة للمحراب فهي مغطاة بالسيراميك.
أما المنبر فهو منبر ذهبي مزخرف بطريقة بديعة والجميل في الامر أن المنبر تم تصميم مكانه وزاويته كي يتمكن جميع المصلين من رؤية الامام، كما لا ننسى ان الجامع يحتوي على ضريح السلطان احمد وعدد من المدارس الدينية وسبيل يوفر الماء للعابرين، هذا المسجد تحفة لا يكفيها الكلام.