تقرير و زيارة م/ اسلام علي ابوزيد
تقديم : م/ محمد منصور
موقع المسجد على خرائط جوجل
https://goo.gl/maps/Xr1naz7kfPJ7Ed747
اصطحبني صديقي M Hosny El Nadouri في جولة في ازقة و شوارع الإسكندريه القديمه ، و عندما وصلنا للمسجد اشار لي بسعادة ، هذا هو ... مبدئيا من اهمية المسجد وبإعتباره اقدم مافي هذا الشارع فلقد سمي الشارع بإسمه " شارع مسجد تربانة " ، والمسجد يحتل موقعا متميزا فهو على " قمة " الشارع ويطل على ناصيتين ، وهو من المساجد المعلقة .
ما يميز المسجد انه ليس له طراز محدد ، فهو مسجد " كوزموبوليتاني " مثله مثل الإسكندريه
ففيه تجد التأثر بالعماره المغربيه والعثمانيه والمملوكيه و المصريه الخالصة ، بل ويمتد التأثير إلى الحضارات الرومانيه و اليونانيه و الفرعونيه .
المسجد مليئ بالزخارف الجميلة وباب المسجد قصه في حد ذاته ، ولكن مع الأسف كان وقتها تحت الصيانة .
اما اكتر ما لفت انتباهي في هذا المسجد المئذنه العجيبه المعلقة ، جسم المئذنه على الطراز المملوكي، وهي تعد أقدم مئذنة باقية لهذا النموذج. وهي تتخذ شكل شمعة ذات ضلوع بارزة، تنتهي بخوذه بصلية ملساء تخرج منها أطراف خشبية كانت لتعليق القناديل في ذلك الزمان.وفي نفس الوقت بها زخارف على الطراز المغربي والمئذنه نفسها ترتكز على عمودين رومانيين تاريخيين ، يبدو انه قد تم جلبهما من احد المباني المتهدمه وقتها . وتحت العمودين في الدور الأرضي يتجلى التأثير الفرعوني في البناء حيث يوجد عمودين على شكل مسلتين فرعونيتين .
سرحت كثيرا في هذه المئذنه اللتي تلخص تنوع هذه المدينه العريقه ولم افق إلا على صوت صديقي يناديني لكي نذهب ونكمل طريقنا .
وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة قرون على تشييده، يقف هذا المسجد الأثري بطرازه المعماري الفريد في شارع فرنسا بمدينة الإسكندرية ، في قلب حيها التركي، محاولا أن يستعيد روح وملامح العصر العثماني في ثاني كبرى مدن مصر.
يعد «تربانة» من أقدم مساجد الإسكندرية الباقية. ولقد كشفت أحدث التنقيبات الأثرية عن صهريج أسفل المسجد عمره 326 سنة، تقدر مساحته بنحو 100 متر مربع، كان مخصصا لخدمة المصلين. وهو مكون من 8 أروقة عرضية و6 أروقة طولية، ويضم أعمدة ذات تيجان مزخرفة.
شيد المسجد أحد التجار المغاربة، واسمه إبراهيم تربانة عام 1097 هـ - 1685م، وكان من أثرياء المدينة التي تحولت إلى أهم ميناء تجاري في شمال أفريقيا بعد الفتح الإسلامي وانتشار الإسلام في شمال القارة السمراء.
واجهته الجنوبية الغربية هي الواجهة الرئيسية، التي تنقسم إلى قسمين: قسم سفلي فيه محال مسقفة بأقبية متقاطعة وقبب من الآجر، وسبيل مبني على نمط الأسبلة المملوكية، وفي وسط الواجهة فتحة شباك مستطيلة ذات حليات نحاسية يتقدمه حوض من الرخام، ويوجد أعلى الشباك عتب خشبي تعلوه 3 صفوف من المقرنصات ذات عقود منكسرة، وعلى جانبيها زخارف بالطوب المنجور باللون الأحمر والأسود بالتناوب. ويتوج المدخل عقد مدائني محدد بالطوب المنجور، وتوجد زخارف هندسية عبارة عن مربعات ومثلثات، أيضا بالطوب المنجور باللونين الأحمر والأسود، وهو يؤدي إلى حجرة بها الصهريج
وفي هذا المسجد ظاهرة غير موجودة في باقي مساجد الإسكندرية، إذ توجد على جانبي المدخل الرئيسي للمسجد قاعدتان مربعتان على كل منهما برمق من الخشب الخرط، تتوسطها فتحة باب مستطيلة يغلق عليها باب خشبي غير مزخرف، يعلوه عتب خشبي تعلوه نافذة مستطيلة من خشب خرط دقيق نفذ عليها كتابات بالخط الكوفي المربع (ادخلوها بسلام آمنين)، وعلى يمينها ويسارها مربعان يعلوهما مستطيلان مزخرفان بأوراق نباتية وكتابات كوفية بالجص باللون الأسود على أرضية حمراء وأطباق نجمية، وتوج المدخل بعقد مدائني تتدلى منه عقود مدببة مرتكزة على وتد خشبي ذي مقرنصات
ويمكن الدخول إلى المسجد عبر مدخلين، أما سقف إيوان الصلاة فهو مكون من البراطيم الخشبية، ويتميز بزخرفة نادرة بالألوان الزيتية وعناصر هندسية على طراز الأسقف العثمانية. كذلك توجد دكة للمؤذنين يمكن الصعود إليها عن طريق سلم خشبي تعلوها زخارف بالألوان الزيتية، وهي على نمط الدكك العثمانية إلا أنها تعرضت التلف في الألوان والزخارف، وهي أقدم نموذج باق من هذا النوع المزخرف بمساجد الإسكندرية.
أخيرا، مع أن مسجد تربانة يقع في أكثر مناطق الإسكندرية حيوية ويؤمه الكثير من أهالي الإسكندرية فإن قيمته الأثرية والمعمارية غائبة عن الجميع، و حتى الآن المسجد غائبا أيضا عن الخريطة السياحية الإسلامية بالإسكندرية رغم ندرتة وجماله واهميته التاريخيه .
المقدمه من تعليقي عندما رأيت المسجد لأول مره
والباقي منقول بتصرف من جريده الشرق الأوسط
كل الشكر و التقدير الصديق اسلام على المعلومات القيمة و تعريفنا بهذا المكان النادر و الذى يطلق عليه اخر مساجد العثمانيين فى مصر و نتمنى ان تعود الصلاة اليه قريبا
صور من شبكة الانترنت
![]()