القصر الصيفي: Summer Palace
أكبر حديقة محفوظة بالصين وأسمها بالصيني YiHeYuan ياهي يوان وبترجمتها تعني حديقة الانسجام أو حديقة الصحة .
والحديقة واقعة في الحافة الغربية لبكين بين الطرق الدائرية رقم 4-5 وقريبة من التلال الغربية وتبعد عن وسط بكين بمسافة 12 كيلومتر.
وهي ليست بعيدة بل تعتبر داخل بكين.
وعند الدخول خذ تذكرة تشمل الدخول للقصور الداخلية والتي تشتمل إبداعات الإمبراطورية من تحف وتصاميم جميلة .
وأفضل مدخل لها من البوابة الشمالية وليكن طلبك من الفندق كتابة اسم الحديقة مع الإشارة للسائق باسم البوابة الشمالية لأنها الأفضل بالزيارة.
والحديقة هي سكن صيفي للحكام والتي تحتوي على بحيرة ضخمة بها من التكامل البيئي والتصاميم الهندسية المتمثلة بالجسور المتنوعة الأشكال والتي تربط المناطق المميزة للحديقة .
هنا نرى القصر الرئيس في الحديقة وهو بقرب البوابة الشمالية وبه من التصاميم الغريبة والعجيبة والتي تستحق العنوه .
والحديقة والقصر تعرضتا أيام الغزو الانجليزي والفرنسي لبكين عام 1860م للحرق مما دعا أرملة الإمبراطور كيجي CIXI في عام 1888م من جمع الأموال لترميم الحديقة وهي على الوضع الحالي.
وقد ضم هذا الإرث التاريخي لمنظمة الأمم لمباني الإرث العالمي في عام 1999م
وببساطة ممكن أن يقال عن هذا المكان أنه متحف للبستنه الصينية بما جمع من نوادر الأشجار المعمرة والنباتات.
وزهرة اللوتس وكانت زيارتي للحديقة وقت تفتح أزهارها وقد اكتست جوانب البحيرة بمناظر الزهرة وهي تتفتح ببهاء وجمال وانتماء للحديقة التي احتوتها.
والقصر الصيفي قد بني في القرن الثاني عشر كقصر إمبراطوري وبعد عدة مئات من السنين وحتى القرن التاسع عشر ليصبح بحديقته الغناء قصرا وحديقة بكل الجمال على مساحة 304 هكتار وبحيرة تتربع على أربعة أخماس المكان.
ويكثر في الصين استخدام الممرات المغطاة للمشاة وهي معتنى بها هنا كثيرا فقد اشتملت على التصميم الفريد والنقوش المائية علة كل عوارض الممرات وبرسومات مختلفة لاتتشابه الواحدة مع الأخرى .
ولفت نظري إلى ربط الأشجار وخنقها كما ترون بالصورة بحبال الألياف والظاهر والله اعلم انه لتقوية جذعها.
وهنا الجسر الرخامي ذي السبع عشر قنطرة والذي يصل إلى جزيرة وسط البحيرة بها معبد.
البحيرة قد استغلت للزوار بإيجاد المراكب التنينية والتي تشعرك بالتراث الصيني وبأسطورة التنين العابر للبحيرات .
المكان يعطي إحساس وافر بالراحة والانسجام مع الطبيعة وهو مايضفيه أيضا الهدوء والاتساع بين أطراف البحيرة والتي يمتد الناظر بعينيه لمسافات تريح العين والنفس.
مما رأيته أن الفنان الصيني في تصميمه للإضافات البشرية في الحديقة قد روعي فيها عدم تنافر العين فالجسر هنا يرى وكأنه يخرج من الماء بطريقة سلسة وتناغم مع ما حوله من الأشجار.
مجموعة من الجسور والتي تخصصت بها حديقة القصر الصيفي بانحناءات هادئة تنساب على شكل دوائر وأقواس وبألوان حجرية طبيعية متكونة من الحجر والرخام الطبيعي .
تصاميم فريدة ومتنوعة من الجسور الصينية الشكل والطراز بنيت بانسجام مع المكان بحيث إن العين لا ترى أي نشاز، والراحة في النظر تكمن في الإبداع والاختيار للفنان الصيني والمحب للطبيعة فالجمال هو السمة الكاسحة لكل الحديقة .
وكثير من الممرات المبلطة بالحجر وهي تنثني في طرقات متخللة الماء وقد تشابك من يمينها ويسارها أنواع غريبة من الأشجار المتنوعة والتي أضفت للممر رونقا وأصبحت كمعرض لفن بستاني فريد وحق لها أن تكون تحفة بستانية بمثل ما احتوت من كمية متنوعة وفريدة من تلك الخضرة اليانعة .
وأما شذى الزهور ونسمات الهواء العليل المصحوبة برطوبة البحيرة كلها تنسجم لتلطف هواء بكين الجاف وتعطي زائرها العبق والراحة والانسجام
وأما زهور اللوتس التي تحيط بنا في ثنايا البحيرة وذراها وهي تعطرنا بروائحها الشذية وبألوانها البهية وقد غطت بعض مناطق المياه بكثافة ولكن برونق وجمال تتميز به حديقة القصر الصيفي .
سبحان من خلق سبحان من صور سبحان البارئ سبحان الله
وللحديقة ارث نباتي منذ القدم وهو مما حافظ على وجوده رغم مرور السنين ويتمثل بأشجار (انسنت ويلوز) والتي زرعت أبان الإمبراطور كوينلونجز بين عام (1736-1796) وهي تمثل الأقدم والأكبر بين مجموعات الأشجار تلك .
وتم الحفاظ عليها والاعتناء بها بتسويرها ودعم أغصانها المائلة وتغطية جذعها الهرم من الأمطار .
وتعيش قريباتها الأصغر من أشجار(انسنت ويلوز) ذوات المائة والخمسون سنة في صف على جال البحيرة وقد ركبت لها السيقان والعوارض لمدهم بالانتصاب للزوار والقادمين.
وأما تحفة الحديقة فهو هذا المركب الرخامي والذي بني عام 1755م وهو بطول 36 مترا غطي بالكامل من الخارج بالرخام ومن الداخل ركبت عليه مجموعة من المرايا لنقل صورة ماء البحيرة لراكبيه وتعطي للجالسين شعورا بتموج الماء وهم بداخل المركب .
وهنا المبنى المسمى (عطر البوذا) والذي بني على ارتفاع 42 مترا وقد زينت أسقفه بالبلاط المفخور والمطلي بالزجاج ، ويحتوي على 1008 شباك يطل منها على الحديقة بأكملها .
كما أن القصر احتوى على ممرات بسلالم متدرجة لاتتعب سالكها .
الممرات والسلالم الطويلة والتي لم تترك بدون تزيين وزخرفة
وفي الاستراحة وجدت هذه الصورة لأحد الزوار وقد اخذ يأكل بأخشاب الأكل الصينية والطبق كان عبارة عن بيضة مسلوقة!!
ونحن بالمطعم أمامنا قطع اللحم والخضار ولم نستطيع أن تلقف إحداها وهو ماشاء الله عليه يأكل بيضة مسلوقة بأخشاب.
وهنا نتوقف لحين الانتهاء من الجزء الثاني من مدينة بكين والمناطق خارج المدينة وأهمها سور الصين المعروف ذي الـ6500 كيلومتر طولا ونلتقي بالود وعلى المحبة ولا تنسونا من خالص دعائكم وحفظنا الله وأياكم من كل مكروه .
أخوكم وائل الدغفق
نهاية الجزء الأول من بكين عاصمة الصين