النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بوابة تاي خه وجناح تاي خه

  1. #1
    محمد الدارى
    زائر

    بوابة تاي خه وجناح تاي خه


    QUOTE=bualaa][align=center]بوابة تاي خه وجناح تاي خه [/align]




    كانت بوابة تاي خه مكانا يلتقي الإمبراطور فيه بوزراءه كل صباح ويعالج شؤون الدولة. وكان يوضع هنا عرش وطاولة خصيصا للأمبراطور.

    وعلى جانبي البوابة تمثالا أسد نحاسي مفعمان بالمهابة. إنهما أكبر تمثالي أسد في المدينة المحرمة. وكان الصينيون القدامى يعتقدون بأن الأسد حيوان مقدس يمثل الكرامة والوقار، ويمكنه أن يجلب الحظ ويبعد الشر. لذلك، يضع أمام كل بوابة هامة داخل القصر الإمبراطوري تمثال أسد وذلك من أجل الحفاظ على وقار الإمبراطور.

    يقع ميدان تاي خه خلف بوابة تاي خه. إنه ميدان كبير ممهد بالطوب. وتبلغ مساحته ثلاثين ألف متر مربع. ويعتبر الطريق الأوسط الممهد بالصخور البيضاء طريقا خاصا للإمبراطور. وفي المناسبات الاحتفالية الضخمة، يقف المسؤولون المدنيون والعسكريون على جانبي الطريق الاوسط ويقدمون التحية للإمبراطور. تصوروا كيف كان هذا المنظر مهيبا.

    إن العمارة العالية والكبيرة فوق قاعدة الرخام الأبيض والمكونة من ثلاث طوابق هي جناح تاي خه. إنه أكبر قاعة وأعلاها مستوى في المدينة المحرمة. ويسميه عامة الناس ب "القاعة الذهبية المقدسة".

    يرمز جناح تاي خه إلى السلطة الإمبراطورية العليا في عهدي أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين. وتحمل المرافق حوله نفس الدلالة الرمزية. توضع ثمانية عشر وعاء نحاسي على القاعدة خارج القاعة. تسمى هذه الأوعية ب "دينغ"، وتعتبر رمزا لسلطة الدولة. وعلى الجانبين أمام القاعة سلحفاة نحاسية وكركي نحاسي ، ويرمز ذلك إلى الحكم الإمبراطوري المستقر والطويل الأمد. ومن المعروف أن الإمبراطور كان يسمى بإبن السماء في الصين منذ القدم. وكلما تقام مراسم كبيرة، تحرق أغصان الصنوبر والسروة داخل السلحفاة النحاسية والكركي النحاسي وأوعية "دينغ"، إذ ينبعث منها دخان أزرق، ويهيئ ذلك بيئة سحرية تلمح إلى أن الإمبراطور مكلف من السماء.

    يعتبر جناح تاي خه أكبر عمارة خشبية الهيكل محفوظة في الصين في الوقت الحاضر. يبلغ ارتفاعه خمسة وثلاثين مترا، ومساحته ألفين وثلاثمائة وسبعة وسبعين مترا مربعا. ويمثل أسلوب تشييده والمواد المستخدمة فيه الدرجة العليا في الصين. وعلى سقف الجناح تماثيل حيوانات مختلفة الأشكال. يرمز عدد هذه التماثيل إلى درجة الجناح. وإن عدد هذه الحيوانات على سقف جناح تاي خه أكثر من عدد مثيلاتها على سقوف الأجنحة الأخرى في المدينة المحرمة، ويعني ذلك أن جناح تاي خه أعلى الأجنحة درجة فيها. ولا تعتبر هذه الحيوانات حيوانات مباركة يمكنها إبعاد الأشرار فحسب، بل يمكنها منع سقوط القراميد من على السقف.

    توجد اثنان وسبعون عمودا خارج جناح تاي خه. يبلغ طول كل عمود من الأعمدة اثني عشر مترا، وقطر دائرته أكثر من متر. وهناك ستة أعمدة مطلية بتيانين ذهبية داخل الجناح، أما الرسوم داخل الجناح وخارجه فهي رسوم " شيوانغ لونغ خه شي" بمعنى "تنينان مع ختم الإمبراطور" التي تعتبر رسوما أعلى درجة في المجتمع الإقطاعي الصيني. وإن أبواب ونوافذ هذا الجناح متميزة أيضا إذ نقشت عليها تنانين ذهبية. وعلى إطارات الأبواب والنوافذ تلصق لوحات نحاسية مطلية بالذهب لتقوية هياكلها. وما يلفت أنظار الناس أكثر في هذا الجناح هو عرش مذهب موضوع فوق قاعدة خشبية في الوسط ومنقوش عليه تنانين. وعلى دائرة وسط سقف الجناح رسمت تنانين ذهبية أيضا حيث يتلألأ ضياؤها وينعكس على بعضها البعض. وبذلك، يصبح الجناح جناحا ذهبيا حقيقيا. هل سمعتم أن قصور الأباطرة الصينيين ممهدة بطوب ذهبي؟ في الحقيقة أن الطوب الذي استخدم في جناح تاي خه يسمى ب "الطوب الذهبي"، لكنه ليس طوبا مصنوعا من الذهب، بل يصنع من مادة تنتج في مدينة سو جو جنوب الصين فقط، ولونها برتقالي. ولأن إجراءات صنع هذا النوع من الطوب معقدة للغية وتكاليفه باهظة جدا، فيسمى بالطوب الذهبي. ويساوي سعر طوبة واحدة تستخدم في جناح تاي خه سعر خمسين غراما من الذهب.

    إذن، ما دور هذا الجناح العظيم؟ إنه جناح يتلقى الإمبراطور فيه تهاني المسؤولين الكبار في المناسبات الضخمة مثل تتويج الإمبراطور الجديد والاحتفال بعيد ميلاد الإمبراطور وغيرهما من المناسبات الكبرى. وكان أربعة وعشرون إمبراطورا من أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين يقيمون في هذا الجناح مراسم ضخمة.
    [align=center]حناحا جونغ خه وباو خه [/align]


  2. #2
    محمد الدارى
    زائر



    جناح جونغ خه

    جناح جونغ خه عبارة عن مبنى ذي أربعة أفاريز. وكان الإمبراطور يستريح هنا ويتلقى تهاني المسؤولين التنفيذيين قبيل بدء المراسم الضخمة. ثم ينطلق منه ويذهب إلى جناح تاي خه لتلقى تهاني المسؤولين الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، له أدوار أخرى. مثلا تنص لوائح أسرة تشينغ الملكية على إعداد وتعديل شجرة نسب العائلة الملكية المسماة ب "يوي دياي" كل عشر سنوات. وبعد إنجاز إعدادها، يراجعها الإمبراطور في جناح جونغ خه. وكلما يمنح لقب الإمبراطورة الأم، يقرأ الإمبراطور التقرير الخاص بهذا الصدد. ووفقا للتقاليد الصينية، يذهب الإمبراطور كل سنة إلى معبد شيان نونغ الواقع جنوب مدينة بكين لأداء طقوس الزراعة أي يمارس أعمال الزراعة بنفسه تعبيرا عن اهتمامه بالزراعة. وقبل طقوس الزراعة بيوم، يأتي الإمبراطور إلى جناح جونغ خه لفحص الأدوات الزراعية والبذور. وإلى جانب ذلك، يدقق الإمبراطور في هذا الجناح مراث قبيل ذهابه إلى معبد الأرض ومعبد تاي مياو ومعبد شه جي.

    هناك عرش إمبراطور داخل جناح جونغ خه. وتوضع أمام العرش وعلى جانبيه "دوان" و"الفيل المقدس" و"جوسق البخار" التي تمثل سلطة الإمبراطور. إن "دوان" هو عبارة عن حيوان ذي قرن واحد تقول الأسطورة إنه حيوان مبارك يمكنه أن يمشي يوميا تسعة آلاف كيلومتر ويجيد مختلف اللغات في أنحاء العالم. ويرمز ذلك إلى أن الإمبراطور مثقف وحكيم وله أخلاق سامية. ويتميز الفيل بطبيعته اللطيفة وأرجله الضخمة والقوية، فيشعر الناس بقوة واطمئنان. وإن عرضه أمام العرش يرمز إلى استقرار البلاد وسلامة المجتمع ومتانة السلطة. وعلى ظهر الفيل قنينة مملوءة بمحاصيل الحبوب. إنه يرمز إلى أن البلاد تحصل دائما على حصاد وافر من كل محاصيل الحبوب. أما جوسق البخار، فيشعل فيه البخار لتعطير الهواء.

    يعتبر جناح باو خه آخر الأجنحة الثلاثة الأمامية في المدينة المحرمة. وكلما تقام مراسم ضخمة في عهد أسرة مينغ الملكية، كان الإمبراطور يلبس الزي الرسمي في هذا الجناح. وبعد انتهاء المراسم، يغير زيه الرسمي ويرتدي ملابسه العادية. وفي عهد أسرة تشينغ الملكية، كان هذا الجناح يستخدم على نطاق أوسع حيث يقيم الإمبراطور مأدبة فاخرة عشية عيد الربيع وبمناسبة عيد الفوانيس الذي يصادف الخامس عشر من الشهر الأول كل سنة حسب التقويم القمري التقليدي الصيني على شرف الأمراء والوزراء من الأقليات القومية الصينية. وقبيل زفاف إبنة الإمبراطور، يقيم الإمبراطور أيضا في هذا الجناح مأدبة تكريما لزوج إبنته وأبيه وأفراد عائلته الآخرين.


    جناح باو خه

    وابتداء من عام 1789 في عهد الإمبراطور تشيان لونغ من أسرة تشينغ الملكية، أصبح هذا الجناح موقعا للامتحان الوطني العام "ديان شي" وهو أعلى درجة من امتحانات "كه جيو" التي كانت تجري على مختلف المستويات في أنحاء البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن نظام امتحانات "كه جيو" بدأ في عهد أسرة سوي الملكية، واستمر أكثر من ألف وثلاثمائة سنة في تاريخ الصين الإقطاعي. وحتى عام 1905 في عهد الإمبراطور قوانغ شيو من أسرة تشينغ الملكية، حل محله التعليم المدرسي، وألغي نظام امتحانات "كه جيو". وكانت امتحانات "كه جيو" اسلوب اختيار الأكفاء للحكومة الملكية، وهو الطريق الوحيد لأن يصبح متعلم عادي مسؤولا إداريا في الحكومة الملكية. وكان الامتحان الوطني العام "ديان شي" يقام كل ثلاث سنوات. وكان الفائزون بالمراتب الثلاث الأولى يسمون ب "جوانغ يوان" و"بانغ يان" وتان هوا" على التوالي.

    ويختلف الأسلوب المعماري لجناح باو خه عن الأجنحة الأخرى في المدينة المحرمة، حيث ألغيت مجموعة من الأعمدة داخل الجناح. الأمر الذي جعل هذا الجناح أوسع وأكثر إضاءة. وهو موقع مثالي لإجراء الامتحانات وإقامة المآدب.

    يسمى الميدان المستطيل الشكل خلف جناح باو خه شارع "خنغ جيه" أي الشارع الأفقي. إنه خط فاصل بين الجزءين الأمامي والداخلي من المدينة المحرمة حيث تعتبر المنطقة جنوب هذا الشارع جزءا أماميا بينما تعتبر المنطقة شماله الجزء الداخلي أي منطقة الإقامة والعيش للإمبراطور وزوجته وحظاياه.
    [align=center]بوابة تشيان تشينغ وجناح تشيان تشينغ [/align]


    [img]http://ar.chinabroadcast.cn/mmsource/images/2004/06/11/0611qianqinggong.jpg[/img

  3. #3
    محمد الدارى
    زائر

    بوابة تشيان تشينغ هي البوابة الرئيسية للقسم الداخلي من القصر الإمبراطوري. إنها مكان كان أباطرة أسرة تشينغ الملكية يجتمعون فيه مع كبار المسئولين خصيصا لاتخاذ القرارات الهامة. وفي فترات الأباطرة كانغ شي ويونغ تشنغ وتشيان لونغ الطموحين، تم التوصل هنا إلى قرار بمقاومة الغزو الروسي وقرار باستعادة سيادة جزيرة تايوان بالقوة وغيرهما من القرارات الهامة. ولكن بعد منتصف عهد أسرة تشينغ، لم تعد البوابة تشهد إتخاذ قرارات هامة رغم أن الأباطرة جيا تشينغ وداو قوانغ وشيان فونغ كانوا ملتزمين أيضا بالاستماع إلى تقارير حول شئون البلاد في ذات المكان.

    هناك ممر ممهد بالمرمر الأبيض وراء البوابة ويبلغ طوله خمسين مترا ويصل مباشرة إلى السلم المؤدي إلى العرش داخل جناح تشيان تشينغ. ويهدف بناء مثل هذا الممر هنا إلى إظهار عظمة وكرامة " الأسرة الأولى في العالم ". إن الغرف الشرقية المحيطة بجناح تشيان تشينغ كانت مخصصة لمستلزمات الحياة اليومية للأباطرة، فيها صيدلية ملكية وموضع للساعات الأوتوماتيكية ومستودع لملابس الأباطرة ومدرسة خاصة بالأمراء والأميرات، وتستخدم هذه الغرف الآن كمتحف للأدوات النحاسية. أما الغرف الغربية، فكانت مخصصة لعمل الأباطرة اليومي، وفيها غرفة لمطالعة التقارير ومكتبة وغيرهما، وتستخدم هذه الغرف الآن كمتحف للفخاريات والخزفيات.

    إن جناح تشيان تشينغ مكان كان يعمل فيه الأباطرة وينامون، وأصبح مكانا لاقامة حفلات ملكية كبيرة بعد أن نقل الامبراطور يونغ تشنغ من أسرة تشينغ مكان نومه من هنا إلى جناح يانغ شين. وسبق أن أقام كل من الإمبراطورين كانغ شي وتشيان لونغ هنا " مأدبة ألف مسن " منفتحة على جميع أصحاب الشهرة والسمعة الواسعة الذين تتجاوز أعمارهم ستين عاما، وذلك لإظهار الاحترام للمسنين والاهتمام بالشعب.

    هناك لوحة مكتوبة عليها عبارة "العدل والنور" فوق عرش الإمبراطور داخل الجناح. ولهذه اللوحة علاقة وثيقة بنظام سياسي هام لأسرة تشينغ، الا وهو نظام الاختيار السري لولي العهد والذي أنشأه الامبراطور يونغ تشنغ. وحسب نظام اختيار ولي العهد المعمول به قبل ذلك، يقوم الإمبراطور بإختيار ولي العهد من بين أبناءه ثم يعلن اسمه، وفي معظم الأحوال يقع الاختيار على أكبر أولاد الامبراطور. وكان الامبراطور كانغ شي قد عانى كثيرا في هذا السياق، حيث قام إبنه الأكبر بحشد أنصاره لتوطيد مكانته كولي عهد في حين تقاتل أولاده الآخرون طمعا في العرش، فكان الامبراطور كانغ شي مضطرا إلى خلع إبنه الأكبر من منصب ولي العهد ثم عاد وعينه كولي العهد ثم خلعه مرة أخرى، ولم يتخذ قرارا نهائيا لترشيح ولي العهد حتى السنوات الأخيرة من حياته. وقبل وفاته، أصدر أخيرا مرسوما بتعيين إبنه الرابع خلفا له، وها هو الامبراطور يونغ تشنغ. وبعد حوضه تجربة نزاع سياسي شرس، قرر يونغ تشنغ بعد صعوده إلى العرش تحويل نظام اختيار ولي العهد من نظام علني إلى آخر سري، حيث يختار الإمبراطور ولي العهد من الأمراء بعد إختبارات شاملة لهم ويوقع مرسوما بهذا الشأن من نسختين، يحمل معه واحدة ويحفظ الأخرى في صندوق يحفظ وراء اللوحة المكتوبة عليها عبارة "العدل والنور". وبعد وفاة الإمبراطور تأخذ النسختان من المرسوم الامبراطوري بمعرفة المسئولين الكبار والأمراء والنبلاء سويا ثم يتم التحقق منهما قبل أن يعلنوا اسم الإمبراطور الجديد. وكان الإمبراطور تشيان لونغ أول الأباطرة الذين تم اختيارهم بهذا الشكل، وبعده الأباطرة جيا تشينغ وداو قوانغ وشيان فونغ. وعلى فكرة، هناك عادة متعلقة بجناح تشيان تشينغ، وهي لا بد من نقل جثمان الأباطرة بعد وفاتهم إلى هذا الجناح للحداد هنا أينما كان مكان وفاتهم.

  4. #4
    محمد الدارى
    زائر

    جناحا جياو تاي وكون نينغ




    قصر جياو تاي

    إن أسماء الأجنحة الثلاثة مقتبسة من كتاب التنجيم الصيني القديم "يي جينغ"، حيث يعني "تشيان" السماء و"كون" الأرض و"جياو تاي" التقاء السماء مع الأرض. ويقع جناح جياو تاي بين جناحي تشيان تشينغ وكون نينغ.

    تعد الإمبراطورة السيدة الأولى، وتتحلى بمكانة عالية جدا في عالم الحظايا. وبمناسبة الأعياد الهامة مثل عيد رأس السنة الجديدة وعيد ميلاد الإمبراطورة وعيد الانقلاب الشتوي، تتلقى الإمبراطورة في هذا الجناح التحيات والتمنيات من قبل الحظايا والمسئولين.

    رغم صغر جناح جياو تاي، إلا أن الأثث فيه متنوعة ومتعددة. وتوجد في الطرف الأيمن ساعة رملية تقليدية صينية، وصنعت هذه الساعة في فترة حكم تشيان لونغ ويبلغ تاريخها أكثر من مائتي سنة، إلا أنها محفوظة بشكل جيد، وتعد من الآثار الثمينة جدا في القصر الإمبراطوري. وتوجد في الطرف الأيسر داخل الجناح ساعة أوتوماتيكية كبيرة صنعتها هيئة الصناعة التابعة للبلاط الإمبراطوري. وجودة الساعة جيدة، حيث يكفي لف زنبركها مرة واحدة لكل ثلاثة أيام وتعمل بشكل جيد جدا وصوت دقاتها مرتفع صاف.

    هناك صناديق متصلة مع بعضها حول العرش، فهي كانت لحفظ الأختام الخمسة والعشرين التي استخدمها الامبراطور تشيان لونغ. وتعرض هذه الأختام الآن في متحف التحف والآثار الثمينة. إذا لماذا حدد الإمبراطور تشيان لونغ عدد أختامه بخمسة وعشرين؟ ذلك لأن عدد خمسة وعشرين هو مجموع واحد وثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة أي مجموع الأرقام الشمسية كما سماها الناس آنذاك، فكان هذا العدد مقدسا. وتبنى الإمبراطور تشيان لونغ هذا العدد لعدد أختامه واستخدم الأختام الخمسة والعشرين في المجالات المختلفة : العسكرية والسياسية والثقافية والزراعية وغيرها.


    قصر كون نينغ

    أما جناح كون نينغ، فكان مكان نوم للإمبراطورة في عهد أسرة مينغ الملكية. وأجرى إصلاح كبير على الجناح مع مجئ أسرة تشينغ الملكية وحول معظم الجناح إلى مكان لعبادة الشامانية، مع تخصيص غرفة دونغ نوان كغرفة زفاف تبيت فيها الإمبراطورة الجديدة في الأيام الثلاثة الأولى بعد إتمام زواجها بالإمبراطور ثم تنتقل منها إلى مسكنها في الأجنحة الستة الشرقية أو الأجنحة الستة الغربية. ويوجد في غرفة الزفاف الآن سرير يسمى "سرير التنين والعنقاء" وناموسية تسمى "ناموسية عشرات الأولاد". وعلى فكرة، كانت نفقات زواج الإمبراطور مدهشة، مثلا: كلفت مراسم زفاف الإمبراطور تونغ جيه في عام 1872 خمسمائة وخمسين ألف كيلوغرام من الفضة البيضاء، وكلفت مراسم زفاف الإمبراطور قوانغ شيوه نحو مائتين وثمانين ألف كيلوغرام من الفضة البيضاء وذلك في عام 1889 حينما كانت البلاد تتعرض للغزو المستمر وتفتقر جدا إلى الأموال.

    كان معظم النشاطات التي شهدها جناح كون نينغ في عهد أسرة تشينغ هي تقديم القربان، مرتين كل يوم، واحدة في الصباح والأخرى في المساء. ويشارك الإمبراطور والإمبراطورة بأنفسهما في مراسم تقديم القربان ثلاث مرات في اليوم الأول من السنة القمرية وفصلي الربيع والخريف. وكانت مراسم تقديم القربان سحرية ومعقدة، حيث يقدم الكعك والخمر، فضلا عن أن الخنازير تذبح وتسلق لحومها بدون أي تابل ولو ملح، ثم يأمر الإمبراطور الأمراء والمسئولين والنبلاء بدخول الجناح لأكل هذه اللحوم الغريبة الطعم، وحينئذ سيعطيهم خصيان القصر قليلا من الملح إذا كانوا قد تلقوا رشاوى منهم.

    إن بوابة كون نينغ بوابة فاصلة بين الأجنحة الثلاثة المذكورة آنفا والحديقة الملكية الواقعة جنوبا. تبلغ مساحة الحديقة إثني عشر ألف متر مربع، حيث أشجار الصنوبر والسروة وأزهار نادرة وأحجار غريبة الأشكال وجبال ونهيرات اصطناعية ونحو عشرين مقصورة وجوسقا وعلية إضافة إلى أكثر من مائة وستين شجرة قديمة تتجاوز أعمار معظمها ثلاثمائة سنة. وتوجد في الحديقة خمسة أماكن سياحية: في الوسط جناح تشين آن وإلى الشرق علية جيانغ شيوه وجبل دوي شيو وإلى الغرب مقصورة يانغ شينغ ومقصورة يان هوي.


    [align=center]جناحا يانغ شين [/align]


  5. #5
    محمد الدارى
    زائر

    جناح يانغ شين مبنى على شكل حرف H ، أي له قاعتان متصلتان: أمامية وخلفية. بني الجناح في عهد أسرة مينغ وتم ترميمه في فترة حكم يونغ تشنغ من عهد أسرة تشينغ. بعد أن صعد إلى العرش في عام 1722، ق07رر الإمبراطور يونغ تشنغ أن يقيم هذا الجنااح بدلا من جناح تشيان تشينغ الذي أقام فيه والده كانغ شي لمدة ستين عاما حتى وفاته. ومنذ ذلك الحين، أصبح هنا مقر السلطة الأعلى. وكان الإمبراطور يعمل في القاعة الأمامية من الجناح، وينام في القاعة الخلفية. ويوضع وسط قاعة العمل عرش حيث يعالج الإمراطور الشئون السياسية اليومية ويستدعي الوزراء والمسئولين. ووسط سقف القاعة زخرفة لا ترى إلا فوق العرش الإمبراطوري. ووراء هذا العرش حاجز مصنوع من خشب ثمين جدا ونحت عليه شعر ألفه الإمبراطور تشيان لونغ بعد تحقيقه نصرا حاسما على قبيلة جونغار المتمردة، وفي وسط الحاجز تعلق لوحة كتبت عليها كلمات "الاعتدال والعدل والكرم واللطف" بقلم الإمبراطور يونغ تشنغ. أما تحت اللوحة فتوجد رفوف كتب مصنوعة من خشب الصندل الأحمر.

    وإلى غرب الجناح غرفة "النوادر الثلاثة". كانت الغرفة مكانا يتعلم فيه الأمبراطور فنون الخط والرسم، وسبق للإمبراطور تشيان لونغ أن حفظ هنا عملا لكل من الخطاطين الكبار الثلاثة في عهد جين وهم وانغ شي تشي ووانغ شيان تشي ووانغ شون وتعبتر الأعمال الثلاثة من الأعمال النادرة.

    إن غرفة تي شون ضمن جناح يانغ شين مقر إقامة الإمبراطور. ومن عادات أسرة تشينغ الملكية أن يبيت الإمبراطور والإمبراطورة في غرفة الزفاف بجناح كون نينغ في اليومين أو الأيام الثلاثة الأولى بعد الزفاف، ثم ينتقلان إلى جناح يانغ شين هذا، حيث تسكن الإمبراطورة في غرفة تي شون هذه لمدة نحو ثلاثة أشهر، ثم تنتقل إلى مسكنها الدائم في الأجنحة الستة الشرقية أو الغربية. أما الغرف شرق غرفة تي شون على طول الرواق، فهي مساكن مؤقتة للحظايا اللواتي يجئن إلى جناح يانغ شين انتظارا لاستدعائهن من قبل الإمبراطور.

    [align=center] أجنحة يي كون وتي خه وتشو شيو [/align]





    جناح تشو شيو

    إن جناح يي كون جناح من الأجنحة الستة الغربية. يقع إلى شماله جناح تيه خه وجناح تشو شيو، وتشكل هذه الثلاثة وحدة كاملة من حيث التوزيع المعماري، حيث كانت مكان إقامة الإمبراطورة وحظايا الإمبراطور. وكانت الإمبراطورة الأم تسي شي من أسرة تشينغ قد قضت معظم حياتها في الأجنحة الستة الغربية، وما زال الأثاث في هذه الأجنحة على ما كان عليه عندما احتفلت به عيد ميلادها الخمسين.

    وكلمة "يي" من إسم الجناح "يي كون" تعني المساعدة، ومعنى "يي كون" مساعدة الإمبراطورة. وفي عيد ميلاد الإمبراطورة الأم تسي شي الخمسين، أتى الأمراء والوزراء والمسئولون والنبلاء هنا للاحتفال والتعبير عن تهانيهم لها. وعلى فكرة، كان البلاط الإمبراطوري يحدد عيد الصفاء والنقاء كعيد الأرجوحة أيضا، وبحلول هذا العيد، كانت تنصب الأرجوحات في معظم أنحاء الأجنحة الستة الغربية والشرقية وتوجه الحظايا والخادمات بعضهن البعض إلى هذه اللعبة. وحتى الآن، ما زالت هناك حلقتان حديديتان صدأتان على الأعمدة الأمامية لقاعة الجناح. قيل إن الإمبراطورة وان رونغ زوجة بو يي الإمبراطور الأخير لأسرة تشينغ كانت تحب التأرجح جدا، وكانت هذه الإمبراطورة الشابة تستخدم هاتين الحلقتين الحديديتين في نصب الأرجوحة لتتمتع بهذه اللعبة وتلعب في الهواء الطلق...

    وراء جناح يي كون جناح تي خه. كان هذا الجناح بوابة باسم "تسو شيو"، وحول إلى جناح في عهد أسرة تشينغ. وعندما كانت الإمبراطورة الأم تسي شي تقيم في جناح تسو شيو وراء هذا الجناح، خصص هذا المكان للأكل، أي مطعمها الخاص. وكانت تسي شي تتناول ثلاث وجبات يوميا، وفي كل وجبة تعد لها عشرات الأنواع من الأغذية الرئيسية إضافة إلى نحو عشرين أو ثلاثين طبقا، وهناك شخص يجرب كل هذه الأطعمة قبل أكلها للتأكد من سلامتها وخلوها من المواد السامة. كما أن أدوات الأكل دقيقة الصنع وثمينة، ومعظمها مصنوعة من الذهب والفضة واليشم والجاديت(وهما نوعان من الأحجار الكريمة) إضافة إلى بعض الأدوات الخزفية والمينية. يوجد على جانبي واجهة الجناح زوج من العنقاء الفضية الدقيقة الصنع. وفوق الواجهة لوحة كتبت عليها كلمات "غابة العنقاء". كانت العنقاء في الماضي رمزا للمرأة النبيلة والمجيدة، فالمقصود من كل هذا الإشارة إلى أن هذا المكان موطن للعنقاء.

    وشمال جناح تي خه جناح تسو شيو. ويعني تسو شيو حفظ الإمبراطورة والحظايا الحسان. وعندما كانت تسي شي إحدى الحظايا سكنت هنا، ولما أصبحت الإمبراطورة الأم في سنواتها الأخيرة، سكنت هنا لمدة أيضا. وما زال الجناح الآن كما كان عليه في عام 1884 عندما احتفلت بعيد ميلادها الخمسين. ولهذا الجناح خمس غرف، في الغرفة الوسطى عرش حيث كانت تسي شي تتلقى التحيات من قبل الحظايا والمأمورين. وإن الغرفة الشرقية تسمى بغرفة دونغ نوان، وهي مكان كانت تسي شي تستخدمها لعبادة البوذا فقط. وفي داخل الغرفة مكان صغير فيه منصة، فهي محراب كانت تسي شي تحرق فيه البخور لعبادة البوذا. كما نحتت على جدران الرواق على جانبي الفناء أشعار ومقامات تهنئة ألفها الوزراء والمسئولون بمناسبة أعياد ميلاد تسي شي.


    [align=center]أجنحة تاي جي وتي يوان وتشانغ تشون [/align]





    مناظر داخلية لجناح تشانغ تشون

    ينتمي جناح تاي جي إلى الأجنحة الغربية الستة، ويوجد شماله جناح تي يوان وجناح تشانغ تشون، إنه دار مكوّنة من ثلاثة صفوف ومكان سكنت فيه زوجات ومحظيات الأباطرة في عهدي أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين. إنه هادئ وأنيق. وكان اسمه جناح وي يانغ في بداية إنشائه في عهد أسرة مينغ الملكية. وعن هذا الجناح قصة: في عهد أسرة مينغ الملكية هناك فتاة ولدت في جنوب حوض نهر اليانغتسي، وفي صغرها بسبب فقر عائلتها بيعت الى خصي بمدينة هانغتشو. وبعد بلوغها أرسلها الخصي الى البلاط للمشاركة في منافسات اختيار المحظيات، وأخيرا اختيرت فعلا، وأصبحت محظية لامبراطور شيان تسونغ في عهد أسرة مينغ الملكية. وكانت السيدة شاو غير مرتاحة في بداية دخولها الى القصر. وفي ذلك الحين كانت محظية الامبراطور شيان تسونغ السيدة وانغ طاغية في القصر، ولا تتجرأ محظية على منافستها في كسب ود الامبراطور. درست السيدة شاو الشعر منذ صغرها، وقيل إنها كانت تخطط ألف قصيدة لأسرة تانغ الملكية الصينية. وعندما كانت تنشد قصيدتها الجديدة عن أوراق الشجر الحمراء ذات عصر، سمعها الامبراطور الذي كان يتجوّل في الحديقة الامبراطورية. وتأثّر الامبراطور شيان تسونغ بموهبتها الأدبية وجمالها، وبدأت تحظى بحبّ الامبراطور وصارت محظية تشين وسكنت هنا. وبعد فترة أنجبت ولدا وارتقت الى مرتبة محظية عليا. ولكن لم يمض وقت طويل حتى توفّي زوجها الامبراطور، واعتلى الامبراطور شياو تسونغ العرش، حيث اختير ابنها الأمير شينغ للسفر الى مستعمرة هوبي جنوب الصين، ولم تستطع مرافقته واضطرت الى فراق ابنها. وتوفّي ابنها بسبب مرض في هوبي بعد اثنتين وثلاثين سنة، فظلت المحظية شياو تبكي كل يوم، وبعد سنتين أصبحت مكفوفة. وتوفّي الامبراطور شياو تسونغ من جراء مرض بعد خمس عشرة سنة من اعتلائه العرش. ولم يكن له ابن ولا شقيق، لذلك قرّر الوزراء أن يعتلي تشو هو تسونغ - ابن الأمير شينغ، حفيد المحظية شياو العرش، وهو الامبراطور جا جينغ. عندما جاء الامبراطور جا جينغ الى جدته الشمطاء والمكفوفة، بكت المحظية شياو مرحا. وبعد اعتلائه العرش عيّن الامبراطور جا جينغ جدته شاو الامبراطورة الأم. وأمرت بعدم الذهاب الى جنوب حوض نهر اليانغتسي لاختيار وصائف. وبعد وفاة الامبراطور الأم شاو غيّر الامبراطور جا جينغ اسم المكان الذي سكنت فيه جدته وولد والده فيه الى "جناح تشي شيانغ".

    شمال جناح تاي جي جناح تي يوان. كان هذا الموقع باب يسمى "تشانغ تشون"، وتم ترميمه وأصبح يشكله الحالي في أواخر عهد أسرة تشنيغ الملكية. ويبرز الجزء الشمالي من الجناح، وإن الجزء البارز منه كان مسرحا. ما زالت في المدينة المحرّمة الحالية خمسة مسارح، وهذا واحد منها كان مخصصا للامبراطورات والمحظيات. وبمناسبة عيد ميلاد الامبراطورة الأم تسي شي الخمسين في اليوم العاشر من أكتوبر القمري الصيني عام 1884، بدأ تقديم عروض هنا قبل ذلك بخمسة أيام، واستمرت تلك العروض لأكثر من نصف شهر. وفي الأيام العادية ومن أجل التسلية والترفيه أمرت الامبراطورة الأم تسي شي صغار الخصيان أو الموهبين في فنون السمر الشعبي بالعاصمة بتقديم عروض. ودعت الأمراء والوزراء وزوجاتهم الى القصر لمرافقتها في مشاهدة العروض.

    وشمال جناح تي يوان جناح تشانغ تشون. وكانت الامبراطورة شياو شيان زوجة الامبراطور كانغ شي تسكن فيه. وبعد وفاة الامبراطورة شياو شيان أمر الامبراطور كانغ شي بعرض زيناتها وحاجاتها اليومية هنا، كما عُلّقت صورتها هنا في الأعياد إحياء لذكراها.

    وفي الممر حول جناح تشانغ تشون عُلقت لوحات جميلة مغطاة بالزجاج على الجدار. واستوحيت هذه اللوحات كلها من الرواية الكلاسيكية الصينية المشهورة "أحلام القصور الحمراء". قيل إن الامبراطورة الأم تسي شي كانت تحبّ مطالعة هذه الرواية كثيرا، وتم رسم هذه اللوحات بموافقتها وباقتراح من المحظيتين جين وتشين – محظيتي الامبراطور قوانغ شوي. إن هذه اللوحات الحية تجسد جوهر حضارتنا التقليدية.
    [align=center]جناحا نينغ شو وخوانغ جي [/align]





    جناح نينغ شو في القصر الامبراطوري

    كان في موقع جناح نينغ شو جناح رن شو وغيره من المباني في عهد أسرة مينغ الملكية. وفي فترة حكم الامبراطور تشيان لونغ لأسرة تشينغ الملكية أعيد بناؤه ليصبح مكان سكن أمه الامبراطورة الأم شياو هوي تشانغ. وفي عام 1771 أعاد الامبراطور تشيان لونغ تصميم هذا المجمع السكني لكي يسكن فيه بعد تنازله عن العرش. عندما كان تشيان لونغ صغيرا، أحبه جدّه الامبراطور كانغ شي كثيرا، وأحضر الى القصر وهو في الثانية عشرة من عمره وبدأ يترعرع داخل القصر، وأحيانا كان يدرّسه الامبراطور كانغ شي شخصيا. وعندما كان يخرج الامبراطور كانغ شي للصيد في الخريف، كان يأخذه معه أيضا. بقي الامبراطور كانغ شي على العرش احدى وستين سنة، وتوفّي وهو في التاسعة والستين من عمره، وحزن تشيان لونغ عليه كثيرا. ومن أجل التعبير عن احترامه لجده كانغ شي، أقسم تشيان لونغ بعيد اعتلائه العرش عام 1736 على التنازل عن العرش الى ابنه بعد اعتلائه العرش لستين سنة، أي لن يتجاوز فترة حكم جده. لذلك جاء تصميم هذا المجمع من المباني عموما مقلدا لترتيب المباني على خط مركز المدينة المحرمة والأجنحة الشرقية الستة والأجنحة الغربية الستة، وفي النصف الأمامي جناح هوانغ جي الذي كان يتلقى فيه الامبراطور الأب التهاني وجناح نينغ شو الذي كانت تقدم فيه القرابين لآلهة دين سا مان. وعلى خظ مركز البلاط الداخلي في النصف الخلفي جناح يانغ شينغ وقاعة له شو وقاعة يي خه. وفي الجانب الشرقي مقصورة تشانغ ين – أكبر مسرح داخل المدينة المحرمة، ومبنى فان هوا ومبنى فو ري. وفي الجانب الغربي حديقة أنيقة – حديقة جناح نينغ شو، أي حديقة تشيان لونغ. واستغرق بناء هذا المجمع ستة أعوام، وتبلغ مساحته حوالي خمسين ألف متر مربع.

    وبني جناح نينغ شو تقليدا لجناح كون نينغ الواقع على الخط الوسط للمدينة المحرمة وكان مكانا يعبّد فيه الامبراطور الأب تشيان لونغ آلهة دين سا مان.

    إن تقديم القرابين الى آلهة دين سا مان من عادات أبناء قومية مان، وحافظوا على هذه العادة بعد دخول أسرة تشينغ الملكية الى مضيق شان هاي قوان. ويحكى أن أبناء قومية مان خصصوا هذه العادة لردّ جميل طير سحري كان قد أنقذ أجدادهم. وعند تقديم القرابين كانوا ينصبون عامودا خارج الجناح ويعلقون لحوما عليه ليأكلها الطير السحري. أما الآن، فقد أصبح جناح نينغ شو الغرفة الثانية للمعروضات بمتحف التحف.

    يقع جناح هوانغ جي وسط بوابة نينغ شو وجناح نينغ شو. إنه مكان كان الإمبراطور تشيان لونغ يعقد فيه المجالس عندما أصبح الامبراطور الأب. وإن شكله المعماري وزيناته مماثلة لجناح تاي خه الواقع في الجزء الأمامي للقصر الإمبراطور والذي كانت تقام فيه مراسيم هامة للأباطرة.

    وبعد تنازل الامبراطور تشيان لونغ عن العرش أقام في جناح خوانغ جي حفل آلاف الشيوخ. ووقف الحاضرون في مواقع مختلفة حسب درجاتهم: وقف الأمراء والنبلاء والوزراء داخل الجناح، ووقف السفراء الأجانب في الممر خارج الجناح، أما الجنود والعاملين وعامة الجماهير فوقفوا خارج باب نينغ شو. ودُعي أكثر من ثلاثة آلاف شيخ لحضور هذه الحفلة، وتجاوزت أعمار جميع الحاضرين ستين سنة، ومنهم شيوخ فوق التسعين والمائة. ومنحهم الامبراطور تشيان لونغ ألقابا رسمية وتمائم يشمية الخ.

    وفي الذكرى الستين لميلاد الامبراطورة الأم تسي شي في عام 1894، اندلعت الحرب الصينية اليابانية، ولكن الامبراطورة الأم تسي شي لم تراع وضع البلاد وأقامت حفلة كبيرة هنا للاحتفال بعيد ميلادها. وبعد عشر سنوات، أي بعد توقيع أسرة تشينغ الملكية على "معاهدة شين تشو" التي مسّت سيادة البلاد، أقامت الامبراطورة الأم هنا حفلا للاحتفال بعيد ميلادها السبعين مرة ثانية، والتقت بالتتابع سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا واليابان والنمسا والبرتغال وهولندا.

    وأصبح جناح هوانغ جي الآن غرفة العرض الأولى بمتحف التحف.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X