النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: أعمال العشر الأواخر في رمضان

  1. #1
    مسافر مشارك
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    335

    أعمال العشر الأواخر في رمضان


    أعمال العشر الأواخر من رمضان
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين وعلى آله وصحبة الغر الميامين .

    أيها الأخوة المسلمون : موضوع حديثنا هذا اليوم عن أعمال العشر الأواخر

    للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص ، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة . والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف في هذه الدقائق على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك :

    1 ـ فمن أهم هذه الأعمال : { إحياء الليل } فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما ، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت : لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان } فعلى هذا يكون إحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ، ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث .

    وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لا شك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه

    2 ـ ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر : إيقاظ الرجل أهلة للصلاة .

    فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر .

    3 ـ ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.

    4 ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر : الإعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة .

    وإنما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .

    وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.

    قال الإمام الزهري رحمة الله عليه : { عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } .

    ومن أسرار الإعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث « ألا و أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب »

    فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب و النكاح فكذلك الإعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله .
    ومما


    يجدر التنبة علبه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه
    ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى .
    { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }

    فهذا شهر القرآن , وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين .

    وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال ( إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال « يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما » رواه مسلم

    ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة , وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله
    .

    وقد أفاد الحافظ بن رجب رحمه الله أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث إنما هو على الوجه المعتاد أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يكره وعليه عمل السلف .

    نسأل الله الكريم أن يوفقنا إلى طاعته ويستعملنا في مرضاته ويسلك لنا مسلك الصالحين ويحسن لنا الختام ويتقبل منا صالح الأعمال إنه جواد كريم.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    نقل عن احد الأخوه

    التعديل الأخير تم بواسطة قلب الحنان ; 2008-09-20 الساعة 05:09 PM

  2. #2
    ©؛°¨°؛©][مشرفة سفاري ماليزيا][©؛°¨°؛© الصورة الرمزية samsoma
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    ماليزيّة الهوى .. جدّاوية الجوى
    المشاركات
    6,621

    رد

    يعطيك العافية

    الله يجزيك كل الخير على النصائح الرائعة

    جعلها في ميزان حسناتك

    تقبلي مروري


  3. #3
    ©؛°¨°؛©][عضو سفاري الفخري][©؛°¨°؛© الصورة الرمزية abo saif
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    بريطانيا "لندن"
    المشاركات
    10,464

    جزاك الله خير

    وجعلها في موازين حسناتك

    نسأل الله ان يعتق رقابنا ورقابكم من النار

  4. #4
    مسافر مشارك
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    335

    الله يتسجيب لنا ولكم
    جزاكم الرحمن كل خير

  5. #5
    كبار شخصيات سفاري الصورة الرمزية قلب الحنان
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    7,831

    يجدر التنبة علبه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه

    جوزيت من ربي الفردوس

    حبيبة قلبي على رقي الطرح

    وعظم المنقول

    اختي مووون ثقل الله به موازيين اعمالك


    تقبل الله منا ومنكم صالح العمل

    واعاننا على الطاعات وثبتنا وسددنا

    وجعلنا ربي وايكم من عتقائه في هذه الايام الفاضلة

    سلمت يمنا وبورك في منقولك


    اعتذر لتدخلي في تنسيق النص فقط واللون
    التعديل الأخير تم بواسطة قلب الحنان ; 2008-09-20 الساعة 05:21 PM

  6. #6
    قلم متميز الصورة الرمزية صميم الذات
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    1,064

    بارك الله فيك أختنا ونفع بك
    موضوع شامل وكامل ، نسأل الله أن يعيننا على طاعته وشكره وذكره وحسن عبادته
    وأن يجعلنا وإياكم من عتقائه من النار ، ويختم بالصالحات أعمالنا ، ويغفر لنا
    جزاك الله خيراً وكتب لك الأجر والمثوبه

  7. #7
    كبار شخصيات سفاري الصورة الرمزية فارس فرسان سفاري
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    على صهوة جوادي أجوب به فى ربوع سفاري
    المشاركات
    4,903

    اخى الكريم مون نقل رائع
    و جزاك الله كل خير انت و الاخ المنقول عنه الموضوع
    و اعاننا الله و اياكم لتنفيذ ما قلت
    و كل عام و انت بالف خير

  8. #8
    مسافر مشارك
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    335

    الله يجزيكم الخير ويوفقكم لما يحبه ويرضاه
    وكل عام وانتم بخيره ، اعاده الله عليكم سنين طويله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X