النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ارخبيل جالطة .. محمية دولية و بوابة البلاد التونسية

  1. #1
    خبير سفاري تونس
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    47

    ارخبيل جالطة .. محمية دولية و بوابة البلاد التونسية



    ارخبيل جالطة

    تقترب شيئا فشيئا من الجزيرة... بعد إبحار 7 ساعات في المتوسط وجسدك يهتز وسط المركب الصغير بفعل دوار البحر الذي لازمك وأجبرك على النوم.. خاصة لمن كان يركب البحر للمرة الأولى...

    تطأ قدماك ذاك الميناء الصغير شبه المهجور... يستقبلك فريق من المهندسين التابعين لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي كما يستقبلك النورس في السماء... مرتفعا طورا ومنخفضا طورا آخر حتى يكاد يلامس خيالك وكأنما يرحب بقدومك... فيعلو مع اقترابك صوته في الهواء الطلق... وتحلق حولك الفراشات بألوان لم ترها قبل لتقول لك في صمت أنت هنا في جزيرة النوادر جزيرة المآلف البحرية... على اليابسة بالساحل الشمالي للوطن...





    الجزيرة الرئيسية من Google Earth


    جالطة، الجزيرة البركانية التي لا يُعرف عنها سوى أنها كانت في يوم من الأيام منفى في زمن الاستعمار... جالطة التي تعاقبت عليها الحضارات من الفترة البونيقية والرومانية الى مخلفات الجالية الايطالية... ها هي اليوم تدخل قائمة المحميات الطبيعية البيئية... تعيش فوق جبالها ومرتفعاتها أنواع نادرة جدا من النباتات والحيوانات والحشرات والزواحف المهددة بالانقراض... بحيث يمنع فيها الصيد برّا وبحرا وجوّا... كما يمنع فيها قتل الحيوان أو نقله الى خارج الجزيرة.

    «جالطة» الجزيرة الأم للأرخبيل حيث تجاورها جزيرتا «الجاليطون» و»الفوشال» وثلاث جزيرات صغرى أطلق عليها اسم جزر الكلاب... لم تعد تحمل ذاك المعنى فقط من المنفى... ومرتفعاتها تطل من بين ثنايا أحجارها لتبرز لك تاريخا... كشفته سيول الأمطار التي جرفت أجزاء منه... تاريخا لم يدخل بعد الى متاحفنا... فتعجز عن الوصف كما تعجز عن التعبير... وتحتار في اختيار النقطة التي ستكون لك البداية في الحديث عن هذا المكان... الذي تزوره لأول مرة... بغير تلك الصورة التي رسمتها على كراسك المدرسي...

    تزور جزيرة.. ليست اليوم الا مستقبلا للسياحة «الايكولوجية» في تونس... فتتداخل كل تلك الصور التي مرت من أمامك طيلة الأيام الثلاثة التي قضيتها تجاور أطلال المنازل... ومخلفات حضارات مرت بالمكان... وما تبقى من المقبرة الرومانية والمقبرة البونيقية... مرورا بتلك الكهوف العجيبة... والمرتفعات التي يمتد فيها نظرك الى الأفق البعيد... الى اللاحدود... فلا يحدّك الا البحر يمينا والجبال يسارا... بعد أن أدهشتك تلك الهياكل العظمية التي تنتظر أنامل باحثينا وعلمائنا المختصين في الآثار وعلومها، ليكشفوا لنا عن تاريخها... وهويتها.

    حضارات عدة تعاقبت على هذا الأرخبيل الذي لا يبعد الا 81 كلم عن بنزرت و40 كلم عن شاطئ سيدي مشرق ويطل شامخا على الساحل الشمالي لبلادنا... الا أننا نفتقده على خرائط أبنائنا المدرسية... حين يسألوننا أين هي جالطة من تونس الخضراء...

    وأين يقع هذا الأرخبيل... فتبحث لهم عن «جالطة» فلا تجدها إلا مذكورة في تاريخ كفاحنا المسلّح ضد الاستعمار..
    جالطة أو الأفضل أن نطلق عليها «بوابة الخضراء».. تسكنك في صمتها.. تتسلل إلى داخلك.. تتغلغل في أنفاسك بتلك النسمات.. من هذه النقطة يبدأ الوطن.. يابسة ثم بحرا.. ثم يابسة حتى تصل إلى آخر نقطة ببرج الخضراء والمهم أن انتماءك للوطن يبدأ من هذا المكان...




    منتجع بيئي

    «بوابة الخضراء».. جالطة تطل منازلها المتناثرة هنا وهناك على البحر.. فتراها مازالت شامخة.. رغم قسوة الطبيعة شتاء.. كما تتناثر على سواحلها مراكب الصيد التي تلجأ إليها مساء للاحتماء من رياح «الشرش» وغدر الأمواج فبوابة الخضراء تحميهم حتى داخل أعماق المتوسط..

    سابقا كان الوصول إليها نوعا من المغامرة.. رغم أن إدراجها ضمن قائمة المحميات الطبيعية كان قبل 28 عاما.. إلا أن الانطلاق الحقيقي في انجاز المشروع كمحمية بحرية وساحلية بدأ منذ 3 أعوام.. بتمويل مشترك مع الصندوق الفرنسي للبيئة العالمية.. الأرخبيل الذي تسكنه عدة عائلات تونسية وتحرسه خفر السواحل في أوج استعداده بفضل خبرات مهندسينا والمختصين في المجال البيئي لاستقبال السياح وعشاق المغامرة والغطس والباحثين عن المعطيات العلمية النادرة في هذا المنتجع البيئي..

    كل السمك ممنوع..!

    تقضي بين أحضانها ساعات من الهدوء حتى تخال نفسك وحدك تجلس إلى صخورها.. ورغم ذلك لا يسعك إلا أن تحسّ بالأمان.. فتنام هادئا كما لو أنك فلم تنم منذ سنوات.. فجرا تغادر الجزيرة إلى المركب لتتجوّل عبر محيطها الممتد إلى عدة كيلومترات فتعبر جزيرة الجاليطون حيث يطل منها ذاك المنار الذي شيّد في أعلى التلة قبل 169 عاما إلى جزيرة «الفوشال» التي تجاورها.. مرورا بثلاث جزيرات صغيرة من الناحية الشمالية لجالطة يطلق عليها جزر الكلاب.. نسبة إلى كلاب البحر التي كانت متواجدة بكثرة حولها.. يرتفع بك المركب فوق سطح المياه الباردة يلطم وجهك رذاذ الأمواج فترى كهوف عجل البحر المسجل ضمن السلالات المهددة بالانقراض.. رغم أن آخر مرة شوهد فيها هذا الحيوان البحري كان سنة 86 على ساحل «جالطة»... اختفى عجل البحر وبقيت تلك الكهوف على حالها تطل من أسفل الجبل.. فلا ترى إلا الأوعية البلاستيكية المتناثرة من حولك لاصطياد «لنقوست» حيّا.. فموسم صيده على الأبواب..


    هنا يمنع صيد السمك.. في محيط الأرخبيل لمسافة تقارب 3 كلم.. حتى وإن كنت ضيفا على أهالي الجزيرة... فلا يمكنك إلا أن تأكل لحم الضأن أو الدجاج... أو أن تشتري سمكا من مراكب الصيب التي ترسو بالميناء فالجانب البحري المتاخم للأرخبيل محضنة هامة للأسماك.. والأنواع الحيوانية البحرية والطحالب النادرة.. حيث توجد معاشب «بوزيد ونيا»... يقول عنها وليد المهندس المختص في المجال البيئي والنباتات «إنها محمية طبيعية... إلا أن المشروع يسمح فقط بممارسة أنشطة سياحية ايكولوجية محددة كالملاحة والغوص بحيث تجلب في بعض المواسم نسبة هامة من السياح... يغوصون داخل الأعماق لاكتشاف تلك الأنواع الجد نادرة تحت الماء... وذلك بالمنطقة البحرية شمال الجزيرة... هذا دون اعتبار الأنشطة العلمية التي تقام فوقها...

    نباتات نادرة

    عبر مرتفعات الجبل يمكنك ان تشاهد ما لم تره قبل... فيالق من مئات رؤوس الماعز المتوحش الذي يعيش في أعلى الجبل... يبلغ وزن كبيرها حوالي 180 كلغ... يقتات من النباتات ويشرب من مياه العيون الجارية من «عين الكرمة» و»عين النخلة» و»عين سيدي أحمد» الى غيرها من العيون التي لم يقع اكتشافها بعد... فالحياة موجودة هنا فوق هذا الارخبيل... طيور تحلق فوقك لا تعرفها سابقا وسحليات تمر بين الحشائش مسرعة... وسلاحف مختلفة الأحجام يمكنك مشاهدتها لكنك لا تلمسها احتراما للمحمية... كما يوجد النوع النادر من السحلية المنقرضة المنقّطة (الوزغة)... كما توجد نبتة صالح الأنظار المخصصة لعلاج أمراض العيون... ونبتة الذرو لعلاج الاسنان... والزيتون الجاري والتوت (نوع نادر لا يوجد الا في جالطة) والعنصل (بصل فرعون) وأزهار مختلفة يقول عنها المختصون إنها لا توجد الا هنا... بفضل المناخ المتميز للجزيرة.














































    اخيرا فيديو عالي الجودة للسواحل الشمالية لولاية بنزرت و جزر جالطة التابعة لها
    تظهر ايضا في الفيديو بحيرة اشكل و بحيرة بنزرت و بحيرة سجنان و مدينة بنزرت الساحلية


    https://www.youtube.com/watch?v=IatQEiJCQ1M


    التعديل الأخير تم بواسطة كارتاقو ; 2015-03-14 الساعة 09:35 PM

  2. #2
    [رئيس مجلس الادارة] الصورة الرمزية ابن الخضراء
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    تونس الخضراء
    المشاركات
    21,768

    بسم الله الرحمان الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    ---------------
    بارك الله فيك أخي الكريم على هذا التقرير ...
    بالفعل هناك أماكل سياحية في تونس جميلة جدااا ...
    ان شاء الله تزدهر السياحة في هذا الموسم ...

    و ننتظر منك المزيد ...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X