النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رحلتي إلى الأرجنتين والشيلي. تقرير رقم 1

  1. #1
    مسافر جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    2

    رحلتي إلى الأرجنتين والشيلي. تقرير رقم 1


    مرحبا بكم في الحلقة الأولى من تقريري: رحلتي إلى الأرجنتين والشيلي


    الفكرة

    ما زلت أتذكر ذلك اليوم حين حطت بي الطائرة في مطار بوينوص أيرص Buenos Aires لأول مرة. كان ذلك في 6 يناير 1999. وكانت أول مغامرة لاستكشاف أمريكا الجنوبية. سحرتني مميزات تلك البلاد من جمال طبيعتها، كرم
    سكانها وتعدد ثقافاتها وتقاليدها فأصبحت منذ ذلك الوقت الوجهة المميزة لقضاء إجازاتي. ونظرا لانعكاس الفصول بين النصف الشمالي والنصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث أن فصل الشتاء في النصف الشمالي يوازيه فصل
    الصيف في النصف الجنوبي، فإنها أصبحت ملجئي المفضل للهروب من برد أروبا. كنت كل مرة أجوب فيها تلك البلاد وأنتقل من مكان إلى آخر راكبا الحافلة أستاء نوعا ما من سرعة وتيرة السفر، وذلك أن كل شبر من الأماكن
    التي نمر بها تستحق وقفة قصيرة أو طويلة للإستمتاع بمميزاتها الطبيعية. أفضل هواياتي هي ركوب الدراجة الهوائية. لذلك فكرت يوما: لمالا أسافر إلى هناك بدراجتي وأقوم برحلة بطيئة ؟ في ذلك الحين ولدت الفكرة ولم يمض وقت طويل إلا وقد تمخظت الفكرة عن مشروع مدروس بكل تفاصيله، وبدأت الإستعدادات
    رحلات الدراجة الهوائية

    تعرفت على الدراجة الهوائية مباشرة بعد قدومي للإقامة في هولندة في التسعينيات من القرن الماضي. في البداية كنت أستعملها للتنقلات اليومية. إلا أنها سرعان ما تحولت إلى وسيلة للقيام بجولات ترفيهية خارج المدينة، خاصة في فصل الصيف حينما يكون الجو جميلا وتكون الطبيعة في أرقى حلتها. وكنت كل مرة أكتشف المزيد من المزايا التي يمتاز بها ركوب الدراجة الهوائية. فأية رحلة بالدراجة الهوائية تعتبر نزهة ورياضة في آنواحد. التنزه بالدراجة الهوائية له نكهة خاصة. الدراجة تجعلك تحس بالإنسجام مع المحيط الذي تتجول فيه وكأنك جزء منه. بإمكانك التوقف بكل سهولة عند كل صغيرة وكبيرة. ثم أن التجول بالدراجة يجعلك تتفادى كل مناطق الإزدحام والقلق، وتقوم بجولتك والأعصاب هادئة. أما من الناحية الجسمية، فإنك تحس في نهاية المطاف بالرضى عن لياقتك البدنية.
    بعد الجولات الصغيرة، بدأت تستهويني المغامرة في رحلات طويلة فانطلقت في رحلات الآلاف كيلومتر. تتوفر أروبا على شبكة كثيفة من الطرق الخاصة بالدراجات الهوائية. وهناك طرق معروفة تمتد من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق تخترق عدة بلدان ولها شعبية كبيرة. وكانت اول تجربتي بهذه الطرق رحلة قمت بها عبر طريق الراين، وهو طريق يمر على ضفاف نهر الراين وينطلق من هولندة، يمر على ألمانيا وينتهي في سويسرا.

    التخطيط والإستعداد

    خريطة الطريق

    بعد أن ولدت الفكرة وجدت نفسي أمام عدة خيارات: ما هي الدولة أو الدول التي ستكون مسرحا لرحلتي؟ الإختيار لم يكن سهلا. كل دول أمريكا الجنوبية تسحرني وكل واحدة لها خصاصيات منفردة. كانت مدة إجازتي ثلاثة أشهر. ولذلك كان علي أن أحسم في إقليم معين. والخيارات كانت على النحو التالي: 1 المكسيك و أمريكا الوسطى. 2 فنيزويلا، كولومبيا والإكوادور.3 الإكوادور، البيرو وبوليفيا. 4 الشيلي والأرجنتين. وأخيراوصلت إلى حل مرضي، وهو أن أبدأ في الجنوب، أي الأرجنتين والشيلي، وأتجه نحوالمكسيك في مراحل. وهذه ستكون المرحلة الأولى، وستتبع في السنوات القادمة مراحل أخرى.

    أثناء التخطيط لهذه المرحلة كان عندي محددين إثنين. أن تكون نقطة البداية هي مدينة أوشوايا Ushuaia في الأرجنتين، وأن تمر الرحلة عبر الطريق الجنوبي في الشيلي. فأوشوايا Ushuaia لها جاذبية خاصة كأقصى مدينة جنوبية على اليابسة. وهو مقصد مشهور عند هواة الدراجة الهوائية. كثيرون يبدؤون في أماكن متفرقة كل واحد حسب سعة جيبه ووقته ولكن المقصد يكون في غالب الأحيان أوشوايا. أما الطريق الجنوبي في الشيلي فهو أيضا مشهور عند الدراجين، و هو يعتبر ذروة المغامرة. طوله 1250 كلم، منها 1000 كلم غيرمعبد. ويمتاز بطبيعته العذرية حيث آثار الإنسان قليلة جدا


    فطريقي يبدأ إذن في أوشوايا بالأرجنتين، ويتجه نحو الشمال الغربي ليلتقي بالطريق الجنوبي (الشيلي)، وهذه المرحلة أسميها مرحلة الرياح العاتية والقفار. اماالطريق الجنوبية بالذات فإنه يمكن تسميته بمرحلة الأمطار والغابات الدائمة الإخضرار. ثم يعود الطريق من جديد إلى الأرجنتين ليصل إلى صان مارتن San Martin de los Andes عبر طريق البحيرات السبع، الذي هو أيضا طريق جميل من حيث المناظر الطبيعية. وهنا تبدأ مرحلة الشمس المحرقة . هذه الرحلة إذن هي مغازلة للطبيعة وتحدي لها في آن واحد.

    أما نقطة النهاية فلم تكن معروفة أثناء التخطيط. كان الحد الأدنى التقديري هومدينة صان مارتين San Martin de los Andes على بعد نحو 3500 كلم من نقطة الإنطلاق. وهناك كان سيبدأ تخطيط جديد حسب الوقت الذي سيتبقى لي. نظريا رشحت عدة مدن أخرى لتكون خط النهاية كميندوصا Mendoza و صان خوان San Juan في شرق ووسط الأرجنتين أو بهواخو Pehuajo وخونين Junin في إقليم بوينوص أيرص Buenos Aires. كل شيء يتعلق بالحالة الصحية وتقلبات الطقس وتنوع التضاريس، وهي العوامل التي تحدد وتيرة التقدم في مثل هذه الرحلات.

    معدات السفر

    أما من ناحية المعدات، فالأسئلة التي كانت تواجهني هي: ما نوع الدراجة؟ ماذا عن الخيمة؟ كيس وحصيرة النوم؟ اللباس؟ أدوات المطبخ؟ الإلكترونيات من جهاز ملاحة وموسيقى ؟ قطع الغيار للدراجة؟ أدوات الإصلاح؟ فأنت في مثل هذه الرحلات تقضي وقتا طويلا في اماكن غير معمورة، حيث الإعتماد على النفس هي الطريقة الوحيدة لحل المشاكل. وفي المقابل هناك حد طبيعي لما يمكن أن تحمله معك. فأنت لا تسافر في سيارة ذات الدفع الرباعي بل على الدراجة الهوائية ولايمكن أن تحمل أكثر من طاقة ركبتيك. إذن فخفة الوزن مع الجودة العالية هماالمعياران الأساسيان الذان يجب أن يتوفرا في معدات هذه الرحلة.

    فيما يخص الدراجة فالإختيار الرئيسي يكون بين الإطار الحديدي و إطار الألومنيوم. هذا الأخير يمتاز بخفة وزنه، ولكن إذا حدث وأنكسر فإن إصلاحه غير متوفر في كل الأماكن. من الصعب أن يتكسر الإطار، لكن قد يحدث وخاصة تحت ضغط الثقل والطرق السيئة أو نتيجة السقوط. ثم يأتي الخيار الثاني ويخص حجم العجلات: 26 أو 28 إنتش inch؟ الأولى تمتاز بصلابتها وتحملها للثقل بينما عجلاتها العريضة تعمل على توفير بعض الإستقرار فى الطرق الغير معبدة. أما الثانية فتمتاز بسرعتها على طرق الأسفلت. الخلاصة التي وصلت إليها هي أن للرحلة في أروبا تفضل دراجة الألومنيوم 28 إنتش. فهنا لا تحتاج إلى حمل معدات كثيرة، و في حالة كسر في الإطارفإمكانية تلحيمه متوفرة في كل مكان. أما إذا كنت تنوي السفر إلى أفريقيا، آسيا أوأمريكا الجنوبية فيفضل الحديد الصلب 26 إنتش. من هذه الفئة الأخيرة يوجد عدة أسماء في السوق الأروبية: كوغا Koga Myata- صانتوص Santos - فارراد ما نو فاكتور Fahrradmanufaktur. استقر رأيي على الأخيرة. أما الأكياس فهم من أورتليب Ortlib ويمتازون بمتانتهم ومقاومتهم للمياه.

    ثم الخيمة، فهي ستكون بيتي خلال معظم أيام الرحلة، أحيانا سوف لا يكون هناك أي خيار ثاني. إذن يجب أن تكون قادرة على مقاومة الرياح والأمطار. أما كيس وحصيرة النوم فيجب أن يكونا قادران على توفير النوم المريح. فيما يخص المطبخ فهناك مواقد خاصة لمثل هذه الأسفار. تشتغل بمعظم أنواع المحروقات. من الإلكترونيات أخذت معي جهاز ملاحة GPS، آلة تصوير، ناوتبوك Notebook، مپ3 MP3. رغم أن الطريق لم يكن فيها أي تعقيد فإن جهاز ملاحة مفيد لتحديد الموقع أو لتقدير المسافات. لعل السؤال الذي يطرح الآن هو كيف يمكن شحن هذه الأجهزة في مناطق يقل فيها العمران والكهرباء؟ والجواب هو: دينامو العجلة.فباستعمال محول خاص يمكن شحن هذه الأجهزة الصغيرة بواسطة الطاقة التي يولدها الدينامو.

    شيء مهم أيضا هو سلسلة لربط الدراجة، فقد اشتريت واحدة من آخر ابتكارات تكنولوجيا الأمن. إذ أنها تتوفر علي جهاز يتحسس أية حركة تقوم بها الدراجة فيصدر إنذار بقوة 110 دسبل.لكن لا أدري ماذا سوف أعمل إذا أيقظني هذا الجهاز في الخلاء يوما، ورأيت عصابة قد ذهبت بدراجتي. ربما المقصود هو أن أكون حاضرا لوداعها وإلقاء النظرة الأخيرة عليها، وهذا بطبيعة الحال إذا تركوني سالما!

    أخيراً وصل اليوم الموعود. في 29ـ12ـ2012 كانت الحقيبة جاهزة والدراجة في صندوقها وأنا في كامل الإستعداد للذهاب إلى المطار. أسئلة كثيرة كانت تشغل بالي أهمها: هل سيتحقق الحلم أو على الأقل الحد الأدنى من الحلم وأصل بسلام إلى صان مارتن San Martin de los Andes أو أبعد؟ هل ستواجهني مصاعب في الطريق؟ وهل أنجح في تجاوزها؟ هل ستتحمل الدراجة كل هذه المسافات بدون أعطاب؟

    هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا التقرير الذي أضع بين أيديكم



    أولا، دعوني أعرفكم بمحدثكم
    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-I0k4smtx_OI/UtcL68t3LNI/AAAAAAAAALc/ImI3z1sGbKQ/w1277-h802-no/24%2BMe%2Bwith%2BFitz%2BRoy%2Bon%2Bthe%2Bbachgroun d.JPG[/imgr]


    وبدراجته

    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-_JvEADgIKSM/UtcCmy1JgKI/AAAAAAAAAI8/FpR9hlHh_ho/w1278-h847-no/2%2B%282%29.JPG[/imgr]


    وبخيمته

    https://www.youtube.com/watch?v=e-tG4l6Ugl0


    وبمطبخه

    https://www.youtube.com/watch?v=Tt3q19gID6U


    وبلمحة من الطريق

    https://www.youtube.com/watch?v=kW8hFwNs8HM

    وبالتخطيط الأولي للرحلة

    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-Fgx_FGjwzug/UtcB-G1wmXI/AAAAAAAAAF8/dbfnEJzjoEk/w470-h653-no/1.gif[/imgr]





    30-12-2012

    الوصول إلى بْوِينُوصْ أَيْرِصْ Buenos Aires



    بعد رحلة ليلية طويلة حطت بنا الطائرة في مطار بْوِينُوصْ أَيْرِصْ الدولي إِسِيْسَا Buenos Aires Ezeiza وكانت الساعة قد تجاوزت التاسعة والنصف.إنه إحساس جميل أن تخرج من بوابة الطائرة وتجد في استقبالك جوا صيفيا حارا ينسيك على التو البرد القارس الذي كنت تعانيه قبل ساعات قليلة.إن هارحلة سحرية! لقدد خلت يوم أمس إلى الطائرة وأنا ملفوفا في عدة طبقات من الألبسة الشتوية، وهأنذا أخرج منها وعلي قميص واحد فقط. إنه نفس الإحساس الذي انتابني حينما وطأت رجلي هذه الأض لأول مرة: الإحساس بالدفئ والحرية! اتجهت إلى شباك ختم الجوازات، ومنه إلى بهو الأمتعة. سرعان ما ظهرت حقيبتي. أماالدراجة، فقد طال انتظاري لها وبدون جدوى. تقدمت للإستفسار فقيل لي أنها ستأتي إلى الجناح الخاص بالأمتعة ذات الحجم المخالف. قصدت المكان المخصص لذلك فوجدتها في انتظاري. بعدزمن قليل كنت أتمشى في قاعة المطار أدفع العربة وفوقها حقيبتي وصندوق الدراجة العريض . كانت القاعة مزدحمة والضجيج عاليا. كنت أتقدم بصعوبة وما إن رأيت مقهى بجانبي حتى التجأت إليه ، فطلبت قهوة وبعض الفطائر في شكل نصف هلال. مقاهي الأرجنتين لا تخيب أملك، فالقهوة عندهم جيدة. أماالفطائر الهلالية الشكل فهي حلوة لمرافقة قهوة الصباح والعشية.

    بعد استراحة قصيرة استأنفت السير واتجهت للخروج وكان من حين لآخر يقترب مني أشخاص وهم يصيحون "تاكسي تاكسي". تفاوضتمع بعضهم وكان الثمن مرتفعا شيئاً ما.فقصدت الباص، وهو خاص بالرحلات بين المطار والمحطة الرئيسية في وسط المدينة، والثمن كان 70 دولارأقل من التاكسي.كان من الممكن أن أركب دراجتي وأتجه نحو المدينة. لكن لم أتشجع. وصل الباص إلى محطة وسط المدينة، فتفاجأت برفض التاكسيات حمل الدراجة نظرا لكبر حجمها. تركت حقيبتي في المستودع وركبت الدراجة في اتجاه المنزل العائلي الذي سيكون مقر إقامتي خلال الأيام الثلاثة القادمة. كانت الحرارة مرتفعة والأسفلت كان كالجمر. لحسن حظي فقد كانت حركة المرور ضئيلة، وهذا راجع لٱحتفالات رأس السنة حيث أن معظم الناس في عطلة. شخصيا أعتبر أسلوب السياقة في الأرجنتين سيئ وخاصة في المدن الكبرى، وهوموضع قلق كبير لعاشقي الدراجة.وصلت إلى منزل عائلة كِينْتَانَا Quintana بسلامة. هذه هي المرة الثالثة التي أقيم فيها مع هذه العائلة. وجدت في استقبالي نِيلِي Nely و پِيپِي Pepe . شربنا القهوة فرجعت مرة أخرى إلى المحطة لاستعادة بقية أمتعتي من المستودع. فيه نوع من العناء بالمقارنة مع تاكسي مباشر من المطار، ولكن لا حرج إذا كانت إجازتك تفوق عن ثلاثة أشهر.

    استرخيت لبعض الوقت، وفي المساء قصدت حي پَالِيرْمُو Palermo للقاء بعض الأصدقاء. يتميزهذا الحي بازدحام الحياة الليلية. إذ يوجد به أجمل المقاهي والمطاعم. كذلك تكثر فيه المطاعم الشرقية.من عادة الأرجنتينيين أنهم يأكلون عشائهم في وقت متأخر. وكانت الساعة العاشرة حينما دخلنا إلى مطعم أرميني بحثا عما نأكل.

    نظراً لمعرفتي الجيدة للمدينة، فإنني لم أقم بجولة سياحية عبر معالمها.هذا ينطبق على كل رحلتي. حيث سترون فيها قليل من العمران وأثر الإنسان. أما إذا كان هناك طلب لمثل هذه المعلومات، فإنني مستعد لتقديمها عند نهاية التقرير. في بوينوص أيرص، خصصت الوقت المحدود الذي كان في سعتي للقاء الأصدقاء والإستعداد لمواصلة الرحلة إلى أُوصْوَايَا Ushuaia


    31-12-2012
    احتفالات رأس السنة في فصل الصيف!

    ٱستيقظت من نومي متأخراً. وبعد تناول الفطور خرجت لجولة في المركز التجاري بقرب محطة أُونْصِي ONCE. كنت أريد شراء كيسا لاستعماله في سفري إلى أُوصْوَايَا.فالحقيبة سأتركها هنا لاستعمالها في رحلة العودة. إذلا يمكن أن أحملها معي على طول سفري. ماإن خرجت من المنزل حتى بدأ المطر ينهمربكثافة و في وقت قصير أصبحت الشوارع كالسيول. وصلت إلى أُونْصِي وكان وقت الظهيرة، ورأيت أن بعض المتاجر تهم بغلق أبوابها. إنه آخر أيام السنة، وأصحاب المتاجر يريدون الإلتحاق بعائلاتهم للإحتفال.اشتريت الكيس ورجعت إلى المنزل. وهناك كانت الحركة تعبر عن يوم العيد. أمابالنسبة لي فإنها أول مرة أحتفل فيها بعيد نهاية السنة في فصل الصيف. كنت متشوقاً للتعرف على أجواء هذا الحفل في مثل هذا الجو. ففي أروپا تكتسي هذه الأيام حلة جميلة، وتختتم بليلة السنة الجديدة بكل ألوانها وسلبياتها طبعاً. لكن البرد القارس يعكر جو هذه الحفلة شيئاً ما، وكنت أتخيل أن الحفلة في بوينوص أيرص ستكون أجمل.

    كنت الضيف الأجنبي الوحيد لدى هذه العائلة.عندالظهيرة كانت العائلة مجتمعة حول مائدة الغذاء وكان النقاش حول الإستعدادات طبعا. بالإضافة إلى نِيلِي Nely و پِيپِي Pepe كان هناك أيضاً إبنهم مَارْتِينْ Martin وخطيبته كْرِيسْتِينَا Cristina الذان أتا من مدينة كَاتَامَارْكَا Catamarca في الشمال، وابنتهم فِيكْتُورْيَا Victoria التي تسكن في نفس الحي.في المساء ستلتحق أيضا إبنتهم الثانية صُولْ Sol وزوجها خُولْيُو Julio وأيضا نَاتْشُو Nacho زوج فيكتوريا .

    إنتهت الدردشة حول المائدة، فخرجت للذهاب إلى المطار لبعض الإستفسارات حول شروط نقل الدراجة عند شركة الطيران لاَنْ LAN .فٱستأناف الرحلة إلى أُوْصوَايَا لن يكون عبر المطار الدولي إِسِيْسَا بل عبر مطارخوُرْخِي نْيُوبِرِي Jorge Newbery الذي يقع على بعد كيلمترات قليلة عن وسط المدينة. وصلت إلى المطار فاتجهت إلى مكتب لاَنْ، وحصلت على جميع المعلومات ثم عدت أدراجي إلى المنزل. فيمثل هذه الأسفار يجب التأكد من كل التفاصيل في الوقت المناسب حتى لا تقع في حالات محرجة أثناء الرحلة: كيف يجب أن يكون حجم الدراجة؟ وزنها؟ الثمن؟ الدفع بالعملة المحلية أو بالدولار؟

    في طريق العودة مررت بوسط المدينة لأتحسس أجواء الإحتفال. كانت الساعة تقترب من الثامنة. لكن استغربت الحالة التي وجدته عليها. كان كل شيء مهجورا! المقاهي القليلة التي كانت ما زالت مفتوحة بدأت تغلق أبوابها، وفي أنفاق الميترو كنت أكاد أكون المسافر الوحيد! ماهذا هو الإحتفال الذي كنت أتخيله! فأمستردام في مثل هذا الوقت تكون في ذروة الصخب!

    في المنزل كانت العائلة كلها مجتمعة وكان الجو احتفاليا. نيلي كانت مشغولة بإعداد أكلة العيد، تدخل إلى المطبخ وتخرج وهي في ذروة الإبتهاج ، وبقية أفراد العائلة يتجاذبون أطراف الحديث ويتناقشون في شتى المواضيع. هذا إذن هو احتفال رأس السنة في الأرجنتين. حفل عائلي قبل كل شئ. نعم هناك زيارة الملاهي في الليل، لكن الحياة العامة لم تكن بمثل الصخب الذي تكون عليها أمستردام. بعد منتصف الليل خرجت مع مارتين، خوليو وناتشو لزيارة بعض الجيران، وكان أحدهم يشتغل في إذاعة محلية فما إن سمع أنني سأقوم برحلة عبر الأرجنتين على الدراجة الهوائية حتى أسرع وأخذ جهازالتسجيل فأجرى معي حوارا حول المشروع.



    1-1-2013

    الإستعداد للسفر إلى أُوْصوَايَا

    رحلتي إلى أوصوايا ستكون غداعلى الساعة السادسة صباحا، لذلك فأنا اليوم مشغول بترتيب أوامري. ٱرتأيت أن أذهب اليوم بالدراجة إلى المطار لأضعها في الصندوق وأودعها بمستودع الأمتعة لتكون غدا جاهزة للرحلة. كانت حركة المرور ضئيلة لأنه يوم إجازة. والأجمل هو أن هناك طريق خاص بالدراجات يمر على بعد نصف كلم من المنزل ويوصل حتى المطار.هذا تغيير إيجابي لم أكن أحلم به. فالمدينة تتوفر الآن على شبكة متواضعة من الطرق الخاصة بالدراجات الهوائية. أتمنى أن تكبر في المستقبل حتى يكون التنقل بالدراجة آمنا. لذلك فقد وصلت إلى المطار في وقت وجيز.ثم شرعت في العمل لجعل الدراجة تناسب حجم وسعة الصندوق: خفض الكرسي والمقود وجعل هذا الأخير في وضعم وازي للإطار، ثم إخراج الهواء من العجلات فخلع الدواستين، وهو أحيانا يكون أمرامستعصيا ولكنه شرط ضروري. أتممت عملي فوضعت الصندوق فوق العربة واتجهت إلى مكتب لاَنْ. سألت أحد المسؤولين ما إذا كانت كل الشروط مستوفية فأكد لي ذلك و ذكرني بثمن النقل. تركت الدراجة في المستودع وأخذت الباص إلى پَالِيرْمُو للقاء آخر مع الأصدقاء

    رجعت إلى المنزل في وقت متأخر.تكلمت إلى مركز التاكسيات فطلبت تاكسي لصباح الغد وشرعت في إعداد أمتعتي. نزلت إلى قاعة الجلوس لأودع العائلة، لكن الجلسة طالت شيئاً ما، وبقينا في الأخيرأنا ومارتين وخطيبته نتجاذب أطراف الحديث حتى سمعنا دق جرس الباب. كانت الساعة تشير إلى الرابعة والربع بالضبط، ولا شك أن هذا هو التاكسي الذي سيوصلني إلى المطار.

    2-1-2013
    إلى أوْصوَايَا

    في المطار كانت الصفوف متقاربة، لذلك ولأن الدراجة عريضة كان من المستحيل علي أن أنظم للصف. تقدمت إلى موظفة فشرحت لها حالتي لكن بلا جدوى، فقد أكدت على ٱلتزام الصف. بدوري أكدت لها أن ذلك شيء مستحيل وأنني سأبقى أنتظر خارج الصف حتى يجدون حلا لحالتي الخاصة. رجعت إلى مكاني ووقفت أنتظر. فيآخر نداء عبر المكروفون تقدمت من جديد لنفس الموظفة وسألتها عما إذا كانوا قد وجدوا حلا. طبعا الإنظمام إلى الصف أصبح الآن مستحيلا ليس فقط بسبب حجم الدراجة بل كذلك لأن المسافرين أمامي يسجلون للرحلة القادمة وسوف لا يصل دوري في الوقت المناسب لرحلتي. طلبت الموظفة من أحد الحراس أن يفتح لي بعض الحواجز فتقدمت للمكتب. وضعت أكياسي والدراجة على الميزان فسلموني فاتورة لأدفع بها ثمن نقل الدراجة في مكتب آخر. كل هذا كان يتطلب وقتا كثيرا والوقت كان يظغط. رجعت إلى الميزان فسلمت لي الموظفة بطاقة الركوب، إلا أنها طلبت مني الإنتظار حتى تتأكد أن الدراجة قد مرت فعلا في سْكَانِيرْ. كانت تشك في ذلك لحجم الصندوق. نظرت من نافذة وراء مكتبها إلى بهو الأمتعة، فعادت وقالت لي: "لا..فالصندوق لا يمر في سْكَانِير ْوأنا مضطرة لإلغاء رحلتك لأن الطائرة على وشك الإقلاع". فشرعت تناقش ذلك مع زميلها. كانت الصدمة! غضبت فبدأت أشرح لهم كل الإحتياطات التي قمت بها حتى أستوفي جميع الشروط وأتفادى مثلهذه الحالات. فاتصلوا بالمسؤولين عن سكانير، وبعد دقائق حضر أحدهم واصطحبني إلى بهوالأمتعة. قاللي أن الحل الوحيد هو إخراج الدراجة من الصندوق وتمريرها في سكانير لوحدها. لكن كانت محاولة فاشلة. ثم خفضت الكرسي والمقود بعض سنتمترات إضافية، وبعد دفع من جهة وجذب من جهة أخرى نجحت المحاولة. أعدت الدراجة الى الصندوق، وكان الباص ينتظرني لإيصالي إلى الطائرة
    دخلت الطائرة وكان الراكبون كلهم في أماكنهم. لاشك أنهم كانوا ينتظرونني. بمجرد دخولي بدأ الإقلاع. دامت الرحلة ثلاثة ساعات ونصف وكانت رحلة هادئة جدا. نزلن افي أوشوايا فٱتجهت إلى بهو الأمتعة. كانت أكياسي هي أول ما خرج. أما الدراجة فانتظرت حتى توقف الحزام وبدون جدوى! فكرت:لعل هناك جناح خاص للأمتعة الكبيرة. وبعدالإسفسار اتضح أن الطائرة لم تحمل أية دراجة! ولكن قيل لي أن هناك رحلة ثانية لنفس الشركة ستصل بعد ساعتين . بصيصمن الأمل. كنت تارة أشرب قهوة وأحيانا أقوم بجولة خارج قاعة المطار. من هناك كنت أنظر أمامي وأستمتع بلوحة طبيعية جميلة عبارة عن جبال شاهقة تكلل قممها الثلوج الأزلية وعند قدمها وبمحاذاة قناة بِيجْلْ Beagle Channel تقبع أُوْصوَايَا، المدينة الساحرة التي تجلب الزوار من كل حد وصوب. بعكس بوينوص أيرص، فالحرارة هنا منخفظة، وهذا أمر بديهي فالمسافة إلى أَنْتَرْكْتِكَا Antarctica تبلغ 1200كلم. وصلت الرحلة الثانية فقصدت بهو الأمتعة. وبينما كنت أنتظر رأيت أحد العاملين يتقدم نحوي بعربة وفوقها الدراجة! أخرجتها من الصندوق وأعدت كل أجزائها إلى أماكنهم فوضعت عليها الأكياس وركبتها قاصدا المدينة. وصلت إلى الفندق وكنت مرهقا، حيث أن الليلة الماضية لم أنم فيها ولو دقيقة واحدة. بعدالأكل إلتجأت إلى السرير واستسلمت لنوم عميق. استيقظت وكانت الساعة تقترب من منتصف الليل.أكلت مرة أخرى، واستسلمت للنوم مرة أخرى.

    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-Xon7T_3KhB0/UtcQ63VJ8uI/AAAAAAAAANI/F0dnYKbhY7Q/w1278-h838-no/5.JPG[/imgr]


    [imgr]https://lh6.googleusercontent.com/-BDLngVkg4V4/UtcRBzGyojI/AAAAAAAAANQ/4klMCwFX5Xk/w1278-h831-no/5%2B%282%29.JPG[/imgr]



    3-1-2013

    Ushuaia
    يوم في أُوْصوَايَا

    استيقظت باكرا وذهبت إلى قاعة الأكل لتناول الفطور.كنت من الأوائل، فبدأت دردشة مع العاملين في الفندق حول المدينة ومعالمها. كنت أنظر إلى الحديقة عبر النوافذ الزجاجية وأتسائل عمن يكونا صاحبا الدراجتين اللتين أراهما واقفتان هناك. إنهما من صنف دراجات الرحلات. استفسرت فقيل لي أنهما لزوج سويسري، وصلا هنا منذ بضعة أيام لبداية الرحلة إلى الشمال، لكن إحدى الدراجات أصيبت بعطب أثناء النقل بالطائرة وهما الآن ينتظران أن تصلهم قطع الغيار من أوروپا. يالها من بداية مخيبة ! إنهم سينتظران على الأقل أسبوعين. خرجت إلى الحديقة وبدأت أتصفح الدراجتين فاكتشفت بأحدهما أن البراغي التي تربط رف الأمتعة الخلفي بالإطار قد تكسروا

    هذاهو اليوم الوحيد الذي تبقى لي إذن لاستكشاف المدينة ونواحيها.أخذت الدراجة واتجهت غربا عبر الطريق رقم 3في اتجاه المنتزه الوطني أرض النار. ماإن جرجت من المدينة حتى انقطع الأسفلت، وأصبحت الدراجة تتذبذب على الطريق. لكن علي أن أصبر وأتمرن، فهذه الرحلة تتظمن أكثر من 1000 كلم من الطرق الغير معبدة .كانت المناظر جميلة لكن حينما أردت التقاط الصور، اكتشفت أنني نسيت البطارية في جهاز الشحن في الفندق! رجعت من المنتزه عند الظهيرة. وبعداستراحة خرجت لجولة أخرى في المدينة وماحولها. أمافي المساء فكنت أستعد للترحال من جديد. فالمغامرة ستبدأ غدا! التخطيط للمغامرة صعب جدا. فنصيب المجهول كبير جدا.وهذايتطلب أخذ جميع الإحتياطات. تحاول قرائة كل ما ينشر لتكوّن فكرة مفصلة عن الطريق الذي ستسلكه. لكن لا تستطيع التنبأ بكل شيء. فأول تجمع سكني بعد الخروج من أُوْصوَايَا هو تُولْوِينْ Tolhuin، وهي بلدة تقع على بعد 100 كلم.أي مسافة يوم واحد.هذا يعني أن يكون لديك من المأكولات والمشروبات ما يكفي ليوم واحد. لكن إذا حدث وتأخرت في الطريق بسبب الأحوال الجوية أو عطب فإنك ستصبح في مشكل كبير.لذلك يجب دائما أن يكون معك أكثر مما تحتاجه.كذلك يجب أن يكون معك بصفة دائمة احتياطي لحالة الطوارئ، يعني إذا وقع ما لا يحمد عقباه في المناطق النائية. فهذه مغامرة فردية، وبخلاف مغامرات التلفزيون فلا يوجد معي أي طاقم مرافق للتدخل حينما تدعو الضرورة. كذلك فإن هذه المناطق لا يوجد فيها تغطية للتلفون النقال. فحتى إشارات الراديو تنقطع بمجرد الإبتعاد عن المدينة

    في المساء ذهبت إلى سوپرماركت supermarketقريب ورجعت بأكياس ثقيلة فيها كل ماسأحتاجه خلال الأيام القليلة التالية. وفي الفندق كنت منهمكا على جوجل Google maps في فحص دقيق للطريق التي سأسافر عبرها في اليوم الموالي

    [imgr]https://lh3.googleusercontent.com/-eVixq-AneRQ/UtcQZ1bGp7I/AAAAAAAAArM/KD5Sw8y0Tgo/w1278-h704-no/3.JPG[/imgr]


    [imgr]https://lh3.googleusercontent.com/-bNI5lm2w7Vs/Utvz-SPRlpI/AAAAAAAAAwQ/-zASmxd7nX4/w1277-h847-no/4.JPG[/imgr]



    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-S59RWP9TSJw/UtcT6q59edI/AAAAAAAAAOQ/ZFrwCBSPA28/w1277-h849-no/5%2B%283%29.JPG[/imgr]



    [imgr]https://lh5.googleusercontent.com/-rdCDrNDTToQ/UtnVbCPOHvI/AAAAAAAAArU/s6KgSQ8sWBU/w1278-h848-no/5%2B%283%29.JPG[/imgr]



    4-4-2013

    أُصْوَايَاـ تُولْوِينْ:103 كلم

    وأخيرا بدأ الحلم يتحقق! بعدالفطور أعددت وجبة تتكون من دجاج وأرز للطريق، رتبت كل أكياسي ووضعتهم على الدراجة، ودّعت من كان في الفندق واتجهت إلى الطريق رقم 3 في اتجاه الشرق. فكرت: أخيراتخلصت من متاعب السفر بالطائرة واعتنقت الحرية! كم كنت سعيدا وأنا أدفع الدواسة للمرة الأولى هذا اليوم معلنا تدشين هذه الرحلة! لكن سرعان ما بدأ ينتابني القلق. كانت حركة المرور كثيفة والطريق ضيقة والشاحنات كثيرة! كان هذا يسبب لي بعض العصبية والخوف. إلا أنه بمجرد مغادرة محيط المدينة أصبحت حركة المرور تخف. أزدعلى ذلك فجنبات الطريق رغم أنها كانت غيرمعبدة فقد كانت في حالة جيدة ومرتفعة إلى مستوى الطريق المعبد حيث كنت أخرج من الطريق وأرجع إليه بدون صعوبة.

    بعد 20 كلم التقيت بدراج أرجنتيني انطلق من مدينة مِنْدُوصَا بوسط غرب الأرجنتين وهاهوالآن يقترب من نهاية رحلته. قدم لي نصائح قيمة حول استعمال الطريق، ثم طمأنني حيث أنه لاحظ احتراما كبيرا من جهة سائقي السيارات والشاحنات. ولكنه شكى لي من كثرة استعمال الأرجنتينيين للبوق (الكلاكسون)غالبا للتشجيع، لكن إذا أتى من الخلف فلا يمكن أن تعرف هل هو تشجيع أو إنذار بخطر، فتضطرأحيانا للخروج من الطريق دون أن يكون هناك داعي. أما في المنعرجات حيث تنعدم الرؤية فيجب دائما الخروج من الطريق إذا كانت هناك سيارة تأتي من الخلف حتى لا تعرقلها في التزام يمينها. بعد التشجيع والتبريك غادر كل واحد إلى حال سبيله

    بعد 20 كلم أخرى بدأ الطلوع إلى الممر الجبلي جَارِيبَالْدِي.كانت هناك أجزاء من الطريق لها انحذار قوي وتطلب جهدا عاليا. وصلت إلى أعلى الجبل فأحسست أن الكالوريات توشك أن تنفذ. فقررت أن أستريح لتناول الغذاء. أثناء الإستراحة توقفت عندي سيارتين وكانتا لعائلة من صَانْتَا فِي قاصدين أوصوايا. سألوني عن رحلتي فأخذوا صورة جماعية معي وواصلوا طريقهم .

    بعد الأكل بدأت بالنزول وكان الطريق يمر بجانب بحيرة. كان المنظر رائعا. بعد ذلك أصبح الطريق مستويا تتخلله من حين لآخر مرتفعات صغيرة. هن اتوقفت عندي سيارة وسألني صاحبها عما إذاكنت الدراج الأرجنتيني الذي خرج اليوم من أوصوايا ويقصد لاَكِيَاكَا La Quiaca في الشمال. أجبت بالنفي. فأعطاني قنينتين من الماء وقال: "لقد سمعت بالخبر وأتيت إلى الطريق لعلني أراه فأشجعه. لكن أنت أيضا تستحق هذا الماء"، ثم استأنف طريقه. وصلت إلى تولوين والساعة قد تجاوزت الخامسة. سألت سيدة عن المخيم فقالت لي بأن أتجه إلى شاطئ البحيرة. كان الطريق في حالة سيئة. وبعد بضعة كيلومترات التقيت برجل يأتي من جهة الشاطئ فسألته للتأكيد فنفى أن يكون هناك مخيم وقال أن المخيم الوحيد يقع على بعد 17 كلم فرجعت أدراجي. لكن لم أكن مرتاحا لأنني كنت قد قرأت أن هناك مخيم. في طريق العودة التقيت بشابين فسألتهما نفس السؤال فأكدا لي وجود المخيم. مرة أخرى غيرت الإتجاه وأخذت الطريق إلى الشاطئ، وفعلا وجدته! إنه مخيم جميل والأماكن محمية من الرياح. لكن كنت النزيل الوحيد. سألت صاحب المخيم عن ذلك، فأجاب أن عطلة نهاية الأسبوع ما زالت في بدايتها وأن لمصطافين لم يصلوا بعد. ليس هناك مطعما ولا مقهى بالقرب ومركز المدينة يبدو بعيدا بسبب ذلك الطريق الوعر. اعتمدت على نفسي فأعددت أكلة خفيفة واستسلمت للنوم العميق


    [imgr]https://lh3.googleusercontent.com/-2ccNE0qJHXg/UtnV9w4N_PI/AAAAAAAAAq8/k89ZHWfkZbY/w1278-h846-no/7.JPG[/imgr]



    [imgr]https://lh3.googleusercontent.com/-rOyAnKVTFvg/UtcUL8s4VcI/AAAAAAAAArE/TYd-ME4nQMM/w1277-h819-no/7%2B%283%29.JPG[/imgr]



    5-1-2013

    تولوين Tolhuin ـ Viamonte بِيَامُونْتِي: 50 كلم
    استيقظت في الصباح على صوت المطر فوق سطح خيمتي فلم أتشجع للخروج وشرعت في القرائة. ولما خرجت في الأخير لاحظت وجود عدة خيام من حولي. إن صاحب المخيم كان على حق حينما قال لي أن المصطافين سيصلون ابتداء من المساء. بعدالفطور رجعت إلى الخيمة في انتظار توقف المطر. طال الإنتظار ولم أغادر المخيم إلا عند الظهر. وصلت إلى مركز المدينة ثم بدأت الأمطار من جديد. فدخلت إلى مطعم لتناول الغذاء. وعند مغادرتي اشتريت إِمْپَانَاذَاصْ Empanadas للأكل في الطريق، ومن إحدى المتاجر اشتريت المشروبات واتجهت إلى الطريق رقم 3في اتجاه رِيُو غْرَانْدِي Rio Grande. باستثناء بعض الهضبات فالطريق مسطحة، إلا أنه بهذاالتأخير فإنني لا أستطيع الوصول إلى هذه المدينة اليوم. بعد بضعة كيلومترات التقيت بزوج برازيلي انطلقا من البرازيل منذ خمسة أشهر قاصدين أوصوايا. تبادلنا المعلومات حول الطريق، فأخبراني بوجود مخيم حوالي 50 كلم قبل رِيُو غْرَانْدِي. وبالفعل حينما وصلت إلى هناك قررت اختتام حلقة اليوم والتجأت إلى المخيم. سألت أحد المشرفين عن إمكانية التخييم فأشارإلى طريق ملتوي يلج في الغابة وقال: "إتبع هذا الطريق وبإمكانك أن تضع خيمتك في أي مكان تشاء". سألته عن الثمن، فأجاب أنه سيمر علي في المساء، لكنه لم يمر


    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-pqu5CSDpdnU/UtiWJ6zbXHI/AAAAAAAAAYQ/WohvGwWfyAQ/w1278-h808-no/8.JPG[/imgr]


    [imgr]https://lh6.googleusercontent.com/-nxw9p9Mtd_w/UtiV_0IaTnI/AAAAAAAACvo/fie-Lt7osC0/w1191-h753-no/9.JPG[/imgr]

    التعديل الأخير تم بواسطة Mojico ; 2014-12-11 الساعة 12:23 AM

  2. #2
    [ عضو مجلس الإدارة ] الصورة الرمزية منصور عاشق الترحال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    5,034

    اولا مرحبا بك ماجيو فى منتدى سفارى و يشرفنا انضمامك

    ثانيا انا على شوق لمعرفة التقاصيل و المغامرات و خاصة ان الرحلة فى بلاد بعيدة نادرا ما تجد معلومات عنها او تقارير باللغة العربية و الاحلى ان وسيلة الانتقال دراجة هوائية

    انا شوفت فيديو الطريق شىء خيالى


    لطفا يمكنك مراجعة اللينك ده هيساعدك فى تحميل الصور و عرضها بطرقة جذابة و مرتبة يا حبذا لو تكتب بفونت اوضح

    http://www.sfari.com/forums/sfari3/travel18442
    التعديل الأخير تم بواسطة منصور عاشق الترحال ; 2014-12-11 الساعة 12:04 AM

  3. #3
    مسافر جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    2

    رحلتي إلى الأرجنتين والشيلي. تقرير رقم 1

    [FONT="Simplified Arabic"][SIZE="5"]
    6-1-2012

    بِيَامُونْتِي-رِيُوغْرَانْدِي:58 كلم

    لليوم الثاني أستيقظ على صوت تساقط المطر، والجديد هذا اليوم هو هبوب الرياح. وأجمل شيئ في هذه الحالة هو الإستلقاء على الحصيرة والقرائة. أكره جمع الأمتعة أثناء هطول المطر. كل أكياسي مقاومة للماء، إلا أنه بتكرار فتحها وإغلاقها أثناء الجمع فقد يمكن أن يتسرب الماء إلى داخلها. وأخيرا توقف المطر، وفي طريقي لمغادرة المخيم مررت علي مكتب الإستقبال فسألت المشرف كم أدفع، ففوجئت أنه لا يريد مني شيئ. ثم سألني عن بلدي، فقلت له المغرب، فصاح وقال بأنني أول مغربي يمر بهذا المخيم. قال لي أن أنتظر، فذهب إلى المنزل وعاد بك لأفراد عائلته لأخذ صورة تذكارية!

    غادرت وعدت من جديد إلى الطريق رقم 3. أماالمناظر فقفار في قفار ممتدة إلى نهاية الأفق ومابعده. لكن بعد بضعة كيلومترات تفاجأت بمنظر جديد، فلقد أشرفت على المحيط الأطلسي وفي نفس الوقت بدأ الطريق ينعرج في اتجاه الشمال الغربي فبدأت أحس بقوة الرياح وهي تقاوم تقدمي. لكن لم أستغرب، فهذه المرحلة هي مرحلة الرياح العاتية. والرياح السائدة هنا هي الرياح التي تهب من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، أي أنني سأكون في الايام القادمة أسبح ضد التيار!لهذاالسبب فمعظم الدراجين يفضلون الإنطلاق من الشمال حتى أنهم إذا صادفتهم الرياح القوية فإنها غالبا ما ستكون في صالحهم. لقدفكرت في هذا الخيار. وكانهذا يحتم علي أن أبدأ الرحلة من الشمال على الأقل في أوائل شهر دجمبر حتى أنجح في الوصول إلى أوصوايا في أواخر شهر فبراير. فالوصول بعد هذا الشهر غير محبذ نظرا لبرودة الجو. لكن وبحكم عملي فأنا لا أستطيع أخذ إجازتي في شهر دجمبر. لذا فأنا مرغم علي البداية في الجنوب والسباحة ضد التيار.

    عامل آخر انظم إلى الرياح ليزيد من صعوبة رحلة اليوم. فاليوم هو آخر أيام عطلة نهاية الأسبوع، لذا فالطريق مزدحمة، أظف إلى ذلك فحالة الجنبات هنا سيئة، ثم أنه بفعل صوت الرياح فإنني لا أحس بالسيارات التي تأتي من الخلف حتى أراها بجانبي. وصلت إلى ريو غراندي وكنت مرهقا رغم قصر المسافة التي قطعتها. بحثت عن مخيم فقيل لي أنه لم يعد يشتغل. فالتجأت لأول فندق صادفته في طريقي، وكان منزلا صغيرا ويسود فيه جو عائلي



    7-1-2013

    ريوغراندي ـ الحدود الأرجنتينية الشيلية:65 كلم


    استيقظت باكرا لانطلاقة جديدة، إلا أنني كنت أحس بالرغبة في يوم استراحة، لذلك تكاسلت وترددت شيئا ما. كنت كلما ألقيت نظرة على الخريطة وفكرت في أحوال الطريق الذي سأجتازه خلال الأيام القليلة القادمة إلا وازداد تكاسلي. فقد كنت أحس بنوع من التعب. وهذاأمر بديهي بعد هذه البداية. ثم أن ليلة أمس لم أنم مبكرا وأشعر الآن بنقص في النوم. أزدعلى ذلك، فلم أكن متحمسا لمجابهة الرياح من جديد. كنت أرى أنه من الضروري تخصيص هذا اليوم للإستراحة لاستسعادة القوي. ذلك أن الأيام القادمة ستكون صعبة نوعا ما. أولا فمعظم الطريق إلى Porvenir پُورْبِينِيرْ (240 كلم) في الشيلي غير معبدة. ثم أن اتجاه السير سيكون مباشرة ضد اتجاه الرياح التي يمكن أن تعرقل تقدمي وتأخر وصولي بأيام. أضف إلى هذا فبٱستثناء بعض المتاجر الصغيرة بمركز الحدود فإنه لا يوجد أي مكان للتبضع على طول الطريق. وهذا يعني حمل الكثير من الطعام والشراب، أي المزيد من الثقل. وهذابدوره سيتطلب مني المزيد من الجهد.
    عند الظهيرة كنت أتمتع بأكل پِيزَا شهية في قاعة الأكل وأدردش مع أهل البيت والنزيل الوحيد الذي وجدته هناك. وهذاالأخير كان قد عاش لسنوات في إسپانيا واختلط كثيرا مع المغاربة فتعلم منهم عدة كلمات بدأ يعرضها علي. وقبل أن أنتهي من الأكل قررت فجأة: سأغادر اليوم إلى الحدود!ذهبت بسرعة إلى سوپرماركت ورجعت بأكياس ثقيلة فيها كل ما أحتاجه للرحلة الطويلة إلى پوربنيرفي الشيلي. ودعت أهل الدار، ركبت الدراجة وغادرت.عند مروري بمركز المدينة توقفت عند بائع ساندويش. اشتريت ما يكفيني لرحلة اليوم، واتجهت من جديد إلى الطريق رقم 3 في اتجاه الشمال. مررت بمحطة بنزين وكنت محتاجا للتر من البنزين أستعمله للطهي. لكن لم أريد حمل المزيد من الثقل، فسألت عن المحطة القادمة، فقيل لي أن هناك محطة أخرى عند الحدود، فٱستأنفت الطريق. لحد الآن أستعمل الغاز الطبيعي. إلاأنني أرى أن القنينة التي اشتريتها في أوشوايا ب45 پِيصُو Peso على وشك النفاذ رغم الإستعمال القليل.أماالبنزين فثمنه 7 پِيصُوويدوم أطول.

    كانت الرياح قد هدأت شيئا ما وحركة المرورضئيلة. في وقت معين مرت بي سيارة فوقفت على بعد بضعة أمتار، فخرجوا من كانوا بداخلها وكانت عائلة من بوينوص أيرص، فسألوني عن هويتي ورحلتي ودردشنا قليلا ثم أعطوني سندويش وكوكاكولا وٱستأنفوا رحلتهم. كنت أتقدم بسرعة لا بأس بها. لكنبعد 65 كلم كانت الشمس قد غربت، وأحسست بالنوم يطاردني، ولما رأيت مكانا جميلا بجانب الطريق توقفت، فجهزت بيتي واستسلمت للنوم العميق.

    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/s9S9goSS_OXRYZO6eRxIVnLLK233pDlVDVNBsObCEtw=w1277-h849-no[/imgr]

    [imgr]https://lh5.googleusercontent.com/-N4gDxTJBrT8/Utvy7P0HlII/AAAAAAAADDg/9o4Lv7UbMsI/w1277-h820-no/DSC00360.JPG[/imgr]


    8-1-2013

    الحدودـ Onaisen أُونَايْصِنْ 66 كلم


    8-1-2013
    ريوغراندي ـ الحدود الأرجنتينية الشيلية:65 كلم


    استأنفت الطريق إلى الحدود الأرجنتينية الشيلية فوصلت إلى مركز الحدود الأرجنتيني بعد ساعة. فكانت محطة البنزين أول ما أمر به، فأتجهت إليها لشراء البنزين. لكن، وأنا أقترب كنت أرى منظرا أقلقني بعض الشيء، وكان قلقي يزداد بعد كل خطوة. كنت أرى السيارات تقترب من المظخة، وبعد تبادل بعض الإشارات مع أحد العمال يستأنفون سيرهم على التو. ياإلهي ماذا حصل؟ أليس عندهم بنزين؟ وعند وصولي سألت العامل فأكد لي صحة ظنوني، فكدت أنهار. ما العمل؟ هل سأعود 80 كلم إلى الوراء إلى ريوغراندي Rio Grande من أجل ليتر واحد من البنزين؟ هل سأغامر إلى پُورْبِينِيرْ بقنينة غاز توشك على النفاذ؟ المغامرة ستكون سليمة إذا كانت الحالة الجوية جيدة. أما إذا هبت رياح قوية فالندم سيكون النتيجة. حيث أن الرحلة ستدوم أكثر من المقرر وأصبح بلا غاز. بينما كنت شارد الذهن أفكر في هذه الخيارات الصعبة حتى بادرني العامل وهو ينظر إلى القنينة الحمراء بيدي بالسؤال: "أتريد فقط أن تملأ تلك القنينة؟". فأجبته وبصيص الأمل عندي لم يكن أكثر من نجم بعيد في ليل داكن: "نعم". مد لي يده فأعطيته القنينة، واتجه إلى المظخة فبدأ يظخ. لكن ولو قطرة واحدة ثم انتقل إلى المظخة الثانية، فوضع الأنبوب في القنينة وما إن بدأ يضخ حتى رأيت بنزين الخير ويملأ القنينة. كم كانت فرحتي كبيرة!


    ذهبت إلى محل للأكلات الخفيفة فاشتريت سندويشات إضافية وبضعة قنينات الماء والعصير واتجهت إلى شرطة الحدود لختم جوازي. بهذا أكون قد خرجت من ولاية أرض النار Tierra del Fuego الأرجنتينية ودخلت إقليم مَاجِلاّنِسْ Magellanes الشيلي. أما التغيير الثاني فهو الأهم وهو أن الطريق غير معدة لحوالي 158 كلم، وأنا قلق حول مدى تأثيرها على جسمي، وخاصة تأثير تذبذب الدراجة على الظهر والمعصمين.


    بعد حوالي 15 كلم وصلت إلى المركز الحدودي الشيلي. وهنا اصطدمت بمشكل أكبر وهو أن المأكولات الطازجة من خضر وفواكه ولحوم والحليب ومشتقاته تمنع من دخول البلاد. حكيت قصتي للمفتش وحاولت إقناعه، لكنه أعطاني خياران فقط: إما أكل كل ما عندي من ساندويش وفواكه قبل اجتياز الحدود، أو إيداعها بسلة المهملات. لكن هذا مستحيل فالطريق تحتاج إلى أكل. وخاصة الفواكه حيث أنني لا أراها تباع هنا في هذه الأكشاك قرب الحدود. وهنا تدخلت سيدة من النوع الحنون وكانت تتتبع حديثي مع زميلها فتبادلا بعض الكلمات فسمحولي بالحفاظ بكل ما كان لدي. لم أكن جاهلا بهذا القانون، لكن النسيان هو السبب. والحل في مثل هذه الحالات هو المعلبات، حيث أنها تعتبر سليمة من أي مرض.


    غادرت مركز الحدود فتواريت شيئا فشيئا في القفار. الأرض هنا منبسطة وتتخللها هضبات ومرتفعات صغيرة. هناوهناك ترى ثعلبا يغازل الطيور أو يطارد فريسة صغيرة. ومن حين لآخر ترى قطيعا من اللاّمَا تأكل العشب أو تركض من هضبة إلى أخرى. أما الحيوان المفترس الوحيد في هذه المنطقة، أي الْپُومَا، فإنني لم ألتقيه بعد، ولاأنا مشتاق للقياه!


    رغم أنني كنت في الشيلي فإن معظم السيارات والشاحنات التي تشاركني الطريق فهي أرجنتينية، وهذا لأن هذا الطريق هو الممر البري الوحيد الذي يربط ولاية أرض النار الأرجنتينية بباقي التراب الأرجنتيني. ولكن بعد نحو 20 كلم من المركز الحدودي الشيلي افترقت طرقنا، حيث تتجه السيارات التي تقصد الأرجنتين شمالا، وواصلت أنا طريقي نحو الغرب إلى پُورْبِينِيرْ فدخلت في أقصى درجة العزلة، حيث أن حركة المرورشبه منعدمة.


    كانت قوة الرياح متوسطة، تتطلب بعض الجهد لكن لا تعرقل التقدم. من الصعب في مثل هذه الأراضي المنبسطة أن تجد مكانا محميا من الرياح. ولمامررت بقنطرة صغيرة وكان الوقت الظهيرة وقد أدركني الجوع، قررت الوقوف للإستراحة والأكل. ثم أصبحت استراحة طويلة. اتخذت من أكياسي وسادة فاستسلمت لقيلولة. استيقطت وقد بدأت الرياح في الهدوء، فكانت فرصة لتسجيل الكيلومترات بسرعة أعلى. لكن عند المغرب بدأت الرياح من جديد وكنت قد وصلت إلى مفترق الطرق أُونَايْصِنْ Onaisen .وجدت هناك ملجأ لانتظار الباص، فاتخذته بيتي لهذه الليلة.


    [imgr]https://lh3.googleusercontent.com/-dxOJ9_iXlsE/UtvzBr_T8DI/AAAAAAAACwA/kRTRMzmOUPA/w1278-h784-no/DSC00364.JPG[/imgr]


    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-vUZWmYJ4K5s/UtiVxIaFArI/AAAAAAAAArs/L2Y4UQMOPsk/w1278-h830-no/10.JPG[/imgr]


    [imgr]https://lh6.googleusercontent.com/-rXlYKFdqeIs/UtiU_rDhc0I/AAAAAAAAArk/B3QW7aQZGrM/w1278-h847-no/11.JPG[/imgr]

    [imgr]https://lh5.googleusercontent.com/-0OLK2tvKe48/UtcUmAo6fcI/AAAAAAAAAr8/Tc_tYdxCaLE/w1278-h817-no/12.JPG[/imgr]

    [imgr]https://lh6.googleusercontent.com/-finq94lXfsM/UtiUtBsTWpI/AAAAAAAAArc/9XGlN3Fd4mQ/w1278-h847-no/13.JPG[/imgr]

    https://lh5.googleusercontent.com/-k...o/DSC00385.JPG

    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-fZ51KFFoNu4/Utvz13E566I/AAAAAAAACvw/EfhyzXPNn_4/w1278-h812-no/15.JPG[/imgr]





    [imgr]https://lh4.googleusercontent.com/-byaFGk29sxk/UtiUmNs-VuI/AAAAAAAAAr0/_SOX5uE3daI/w1278-h846-no/14.JPG[/imgr][imgr]https://lh6.googleusercontent.com/-Cr7ZCPYgJUc/UtiUD7RVJaI/AAAAAAAAAsE/QxSh-af9GVY/w1278-h806-no/16.JPG[/imgr]


    [imgr]https://lh6.googleusercontent.com/-2m9UH1QrR7Q/UtiT_-qJ7SI/AAAAAAAAAsM/ypW_FtPwMMA/w1278-h840-no/17.JPG[/imgr]

  4. #4
    مسافر فعال الصورة الرمزية الذاهبه1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    314

    جميل لو بس تم تصغير الصوووووووووور

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X