مرة تلو مرة نعود باستمرار إلى هذا الدار المفضل..حيث تجمعنا الأخوة..وتربطنا أطيب الذكريات.. هنا..وهنا فقط..يكون هذا الـ"سفاري" دار الثقافة والفكر..نبع المعرفة والكلمة والأدب..لكل العرب..
كم من أسماء لمعت ولا زالت تلمع في سماء "سفارى" ..أسماء طبعت أحرفها بخيوط من ذهب..ولم تغب عن الخاطر لحظة..أسماء أخوة وأخوات أفاخر بهم العالم.. من جديد..أترقب معانقة أحرفهم الغالية لصفحاتي بكل لهفة وتشوق..كأني أرى الابتسامة تعلو شفاههم وهم يقرءون كلماتي هذه التي تعيد شريط ذكريات الماضي الجميل....لن اذكر أسمائهم.. لكني أراهن بأن ترحيبهم وردودهم لن تتأخر طويلا هنا..سترون!!!
أحبتي اليوم أعود إليكم مجددا وفي حوزتي تقرير آخر..تقريري هذه المرة من بلاد الكيوي..يأتي كتكملة للمشوار الذي بدأته معكم من استراليا "استراليا كما رأيت"..ومن ثم ماليزيا "باقات من عبق الأزهار الماليزية"..تقريري هذه المرة يحمل اسم عزيز على قلبي وهو "برقيات رومانسية من نيوزيلند" كما كان الطابع الغالب على الرحلة..منذ لحظاتها الأولى! فقد احسنت اختيار رفيقة دربي..عندما ابتسمت لي الحياة..ابتسامة رأيتها انعكست على شفتيها.. فأشرقت الدنيا أمامي من بعد الظلام!!
على ذاك الطريق اللي يسمونه غرام أحباب
وطت رجلي على دربه ولاأدري وش نوى فيني
تبعته لآخر دروبه .. ألين أن القمر قد غاب
تعب قلبي ، ولا تعبت مسافاتٍ توديني
لقيت الليلة الجردا : هدب ظل وسما واعشاب
بعد ذاك الظلام اللي يتوهني عناويني
صدفتك معجبه فيني وياليت..الغرام : اعجاب
وتراك انتي الهنوف اللي هقيتك تستحقيني
عطيتك عشق من قلبي..وسلمت لغلاك رقاب
وغيرك يحترق قلبه ولا يقدر يحاكيني
أنا قبلك صدفت عيون لكن ويش جاب لجاب؟
ترى كل العيون اللي لقتني ما تكفيني
رماني حظي العاثر عليك وجيت لك طلاب
ولا أنتي اللي عشقتيني ولا انتي اللي عتقتيني
(حامد زيد)
كتبت لكم هذه الأسطر وأنا على متن طائرة خطوط الكاثي باسيفيك المقلة لنا من هونج كونج إلى أوكلاند..وسأقوم بالنشر على سفاري بعد وصولي إلى فندق حياة ريجنسي..بعد الاسترخاء من عناء هذه الرحلة الطويلة..والغير مملة بالمرة!!! وكما قال جميل (صاحب بثينة):
لكل حديث بينهن بشاشة***وكل قتيل عندهن شهيد
واخيرا اعتذر للقراء الكرام ان رأوا مني تقصيرا او لمسوا امتداحا لعملي فالانسان مجبول على استحسان ما يختار..وكلي امل ورجاء ان يسعد القراء بما اخترت وانتقيت واقتطفت لهم..وان يجدوا المتعة فيما اخترت..وان يوفقوا للحكم عليه حكما صادقا امينا..فان وجدوا صدق ما ادعيت كنت محظوظا وسعيدا وحمدت الله على ذلك..وان وجدوا خلاف ما زعمت..فارجوا ان يلتمسوا لي العذر فقد تختلف اذواق الناس وتتباين اهواؤهم..وعزائي انني اجزم باني بذلت غاية جهدي..واقصى حدود طاقتي لاقطف لكم خير ما يمكن قطفه..والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
إلى ذلك الحين أترككم لأعود إليكم بأول برقية..فــ كونوا بالقرب!
تحياتي لكم من أوكلاند..