السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
عندما يسرق البهاء بايدي السفهاء
سأحكي لكم حكاية..
حكاية سفهاء سرقوا منا البهاء
العقلاء سفرهم للطبيعة والجمال ومعانقة البهاء..
والسفهاء سفرهم للرذيلة والمجون..وقتل الطبيعة والجمال سرقة ذلك البهاء
من هناك حيث لا حدود للجمال فكل ما حولك جميل و كل نسمة هواء تشعر معها بامل جديد .
كنا هناك
من مكان من اجمل الاماكن و في وقت من احلى الاوقات مع صحبة من خيار الرجال حيث كانت تداعبنا زخات المطر و الغيم ذهب ليرسم لنا لوحة جميلة و ساحرة في لحظة غروب لا ينسى
قضينا في ذلك المنتجع الجميل الفائق الروعة ثلاثة أيم مليئة بالهدوء والطبيعة وكل اناشيد المطر
حتى سكن بالقرب منا تلك الشلة (الفاسدة) فاحالت اوقتنا الى مجموعة من الأغنيات الماجنة
فبعد الهدوء حل الصخب..وبعد السكون حل المجون
فقط بمجرد نزولهم بجوارنا ارتفع صوت جهاز التسجيل المزعج بكل انواع الأغاني الماجنة..
فبينما كنا هناك نتجاذب اطراف الحديث الممتع قطع اولئك الفاسدين سكوننا بصوت تلك الاغاني التي كانت تنقل لنا صوت الغناء العالي الصاخب
الذي ازعجنا و ازعج من كان حولنا
كان الوقت وقت صلاة المغرب و نريد ان نصلي ولكن صوت الغناء كان عالي جدا جدا
ما هو مصدر الصوت و من اين اتى ؟؟؟؟
الصوت كان يصدر من المسكن الذي بجوارنا ولا يفصلنا عنهم سوى موقف السيارة الخاصة بنا
ذهبت لهم لكي يخفضوا الصوت و نستطيع الصلاة و الاستمتاع بالمكان و الاجواء الجميلة
في البداية وقفت بطرف المسكن الخاص بنا و رفعت يدي احيهم واسلم عليهم و لكن لقوة الصوت لم يستطيعوا سماعي فذهبت لهم و تكلمت مع احدهم وقلت له
السلام عليكم كيف الشباب ان شاء الله طيبين
انا مو قصدي اضايقكم او انغص عليكم ولكن الصوت جدا عالي ولا نستطيع اداء الصلاة على هذا الحال
فاستجاب الاخ و خفض صوت الغناء بحيث يمكنهم السماع و في نفس الوقت لا يضايقنا صوت الغناء
رجعت لصحبتي و حدثتهم بالذي حصل معي
فقال لي صاحبي ارتكبت خطأ عندما قلت لهم ان الصوت عالي و نحن نريد ان نصلي !!!!
الآن سوف يربطون الصوت العالي بالصلاة
توقعت ان صاحبي كان قاسي عليهم في الحكم و لكن صار ما قاله بالضبط
لم تمر سوى ساعة واحدة حتى عاد ذلك الصوت المجلجل بازعاجنا
توترنا قليلا و اخذنا نتكلم في الوضع الهمجي الحاصل لنا من جيراننا
في ذلك الوقت كان المطر يزداد و نفحات الخير تزيد
ولكن صوت الغناء ايضا كان يزداد عن السابق و بدأوا بما لم يكن بالحسبان
بدأوا بشرب المسكر و جلب الغانيات
حينها استسلمنا للوضع الذي نحن امامه
كيف نتكلم مع من فقد عقله و لا يدري اهو في ارض ام في سماء
حينها فكرنا بمخاطبة ادارة مجمع السكن بان توقف هذه المشكلة و هذا الازعاج فالساعة قاربة الواحدة و نريد ان ننام ولكن لا فائدة ترجى مع ذاك الصوت العالي
فعلا بعد نصف ساعة توقف ذلك الصوت و شعرنا ساعتها بارتياح شديد
و ما هي الا لحظات حتى قرب منا اثنين منهم وبدأ احدهم بالحديث معنا قائلااسمع يا
مطوع سوف نشغل الاغاني و ننبسط انت مطوع ادخل نام فقال له صاحبي خذ راحتك
عندها قال و الله انا احب المطاوعة و جاء للسلام علينا فقبل راس صاحبي ثم قبل يدي
بالقوة لم استطع سحب يدي و عدم تمكينه من تقبيل يدي ثم قبل راس صاحبي الاخر و بدأ
بشرح معاناته وانه ما اتى هنا الا للاستجمام و الهروب من الكبت و المشاكل التي تضغط
عليه و المضحك و المؤسف بانه بدأ بنشر غسيل اصحابه بداية باسمآئهم ثم اماكن عملهم
في ظل استماته من صاحبه بعدم تركه يسترسل في الحديث مكتفيا بالمعلومات التي
سمعناها ولكن هيهات لا حياة لمن تناديثم التفت الى صاحبي و قال له والله اني اتفقت مع
الشباب اذا عندهم أي شي بعد صلاة العشاء وانا ما شربت الا لما صليت المغرب و
العشاء اثناء الكلام هذا نظرت الى صاحبه فوجدته مبتسما كانه يوافق صاحبه على ما
ذكر و يهز راسه دام هذا الوضع قرابة النصف ساعة ثم انصرفوا بعد ان اخذ علينا وعدا
بان نشرب القهوة عندهم في الصباح و انه جلب قهوة من بيته .ثم اتى مجموعة من
اصحابه و اخذوا صاحبهم بالحيلة لانه كان يقول انه سوف يبات عندنا جلسنا بعد هذه
الحادثة قرابة الثلث ساعة ثم ذهبنا للنوم .و ما كادت عيني تغفو حتى سمعت طرق بالباب
فتحت باب غرفتي الا و صاحبي يقول البس و الحقني الناس هذه ما تستحي !!!!!
تدرون لماذا ؟؟
لان صوت الموسيقى و الغناء كان يهز جدران المسكن الذي نسكنه
تاخرت قليل حتى اغسل وجهي و لحقت بصاحبي فوجدته يتكلم مع ناس يشعروا باننا من
ارتكب الغلط و ليس هم
نا س تحلقوا على طاولة مليانه بانواع المشروب و كل واحد منهم
بجانبه جليسة وكان معظم حديثهم يدور على ان اختارنا لهذا المسكن هو غلطتنا وانه علينا اختيار سكن غير هذا اذا اردنا الهدوء
و كلام غير مبرر من ناس لا يستطيعوا نظم الجمل و الكلمات التي من المفترض انها
تصدر من رجال بذاك السن
و بعد اخذ و عطاء قال لهم صاحبي والله لا يصبح علينا الصبح
الا و نحن مغادرون هذا المسكن وانتم استمتعوا حينها و لو اردتم اشعال السكن بحريقة لكم ذلك ولكن دعونا ننام
فعلا ما اصبح الصبح الى و نحن نرتب حقايبنا في السيارة و نعمل
تشيك اوت من السكن
حينها بدأت اتذكر مقولة صاحبي
عندما يسرق البهاء بايدي السفهاء
هذا ما صدر من بعض الشباب اللذين يرون في السفر بانه تحرر
من العادات و التقاليد التي تربينا عليها و انه بمجرد ختم الجواز لمغادرة البلاد فانه يجوز له عمل اي شئ و في اي وقت
هذا عملهم مع من هم من ابناء جلدتهم و كان هذا رأينا فيهم فما بالكم
برأي الآخرين و نظرتهم لنا باننا شعوب متخلفة
لماذا نزعل و ننزعج من معاملة الآخرين لنا و نظرتهم لنا باننا شعوب متخلفة و لماذا نزعل حين يرفعوا سعر حجوزات الفنادق علينا في حين انها ارخص لبلدان اخرى
يبقى السؤال الذي حيرني و حير الكثير
لماذا لا نمارس حياتنا في السفر كما نمارسها في بلداننا و بيوتنا
و مجتمعنا بصفة عامة ؟
لماذا نسيئ الأدب عندما نسافر ؟
تحياتي لكم