يسافر الإماراتيون إلى كل بقاع الأرض تقريبا للسياحة في الصيف، ويزداد الإقبال على السفر الى الخارج مع ارتفاع درجات الحرارة وحلول موسم الإجازات السنوية، ويفضل المواطن الإماراتي العروض السياحية التي يتم تفصيلها حسب متطلباته، لذلك تمتاز العروض التي تقدمها وكالات السياحة والسفر هذا الصيف بالتنوع والإختلاف، كما أنها تناسب جميع فئات وشرائح المجتمع وتمتاز بالأسعار المنخفضة وتنوعها وحرية الاختيار.
وتشهد خارطة السياحة الخارجية عربيا بالنسبة للمسافر الإماراتي تغيرا جذريا هذا العام ، فعلى صعيد منطقة الخليج اختار السياح الإماراتيون صلالة الوجهة السياحية المفضلة لصيف 2007، وصلالة المدينة الحالمة تعتبرمن أبرز المناطق السياحية في الوطن العربي، إذ تتحول خلال فصل الخريف من كل عام (يونيو الى سبتمبر) تحديداً من تاريخ 21/6 الى 21/9 إلى مصيف بالغ الجمال والروعة، تراه في المناخ اللطيف الذي يتخلله الرذاذ بينما تكون حرارة الصيف الشديدة على الخليج العربي، أما عربيا فقد أدت الأوضاع السياسية السيئة التي تشهدها الأراضي اللبنانية كما يوضح شهيد بوصاحب -المدير الإقليمي لوكالة الطيار للسياحة والسفر في دبي - الى تراجع كبير في حركة السفر إليه من قبل الإماراتيين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام ويعلق حول ذلك بقوله "تعد مصر هذا العام الوجهة العربية المفضلة للمسافرين القادمين من دولة الإمارات، ويبدو ذلك جلياً عبر الكم الهائل من الحجوزات للرحلات المتوجهة مباشرة من مطارات الدولة إلى القاهرة".

ولا يختلف اثنان في أن آثار مصر العظيمة التي تجسد بقايا أكبر حضارة عرفها التاريخ، أكبر عنصر جذب للمقيمين في دولة الإمارات من مختلف الجنسيات على حد سواء، فبالإضافة إلى المنتجعات الفخمة ومواقع الغطس الرائعة التي تتفوق على مثيلاتها في العالم، تجتذب مدينة القاهرة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات بأجوائها الرائعة أيام عيد الفطر والتي تشهد العديد من الحفلات الفنية ومتابعة آخر إنتاجات السينما المصرية وتناول أشهى المأكولات المصرية المعروفة.

ويؤكد بوصاحب أن ماليزيا آسيويا حازت القسم الأكبر من كعكة السياحة الإماراتية وحول ذلك يعلق بقوله: "يبلغ متوسط التكلفة المادية للرحلة إلى ماليزيا، تشمل زيارة كل من كوالالمبور وجنتنج وبينتج 3800 درهم إماراتي تشمل الإقامة في فنادق من فئة 4 نجوم، وترتفع إلى 5200 للاقامة في فندق 5 نجوم ومع الانتقال بين المدن الماليزية بالطائرة" إضافة لماليزيا يذكر محمد فتحي – مستشار رحلات في شركة الراية للسياحة والسفر- أن استراليا أضحت كذلك من الوجهات الأكثر طلبا حتى الآن كونها متناسبة مع متطلبات السائح "الإماراتي". وأشار الى ان أستراليا وجهة سياحية مهمة بالنسبة للاماراتيين الذين زاروها بمعدل أكثر من 23 ألف سائح في عام 2006، أي سبعة أضعاف عدد السياح لعام 1996.

"الحكومة الأسترالية عملت على منح مواطني بلدان مجلس التعاون الخليجي بشكل عام تسهيلات مختلفة، إذ يمكنهم التقدم للحصول على تأشيرة سفر سياحية لمدة سنتين تتيح لهم الدخول مرات عديدة الى استراليا".

ومن بين الأسباب التي ترفع خيارات السفر إلى خارج الإمارات تحسن الظروف الاقتصادية من ارتفاع أسعار النفط وانتعاش سوق الأسهم وانتعاش سوق العقارات والأوجه الاقتصادية، إضافة إلى الاستقرار الذي يعيشه العالم في هذا الموسم بخلاف الأعوام السابقة.

ودعا فتحي المسافرين الراغبين بالاصطياف وقضاء إجازاتهم الصيفية في الخارج الى التخطيط المبكر واختيار شركات سياحية كبيرة ذات سمعة وخبرة، لأن سعيهم وراء الإعلانات ذات الأسعار الرخيصة يدخلهم في مشاكل هم في غنى عنها.

وفيما يتعلق بطبيعة البرامج السياحية المتاحة للسائح الإماراتي هذا العام يؤكد محمد قدو مدير قسم خدمة المسافرين في شركة ماجستيك للسياحة ان الموسم الحالي مبشر للغاية، حيث تزداد نسبة الإقبال على البرامج السياحية بنسبة نمو في المبيعات بلغت 30% مقارنة بالأعوام السابقة.

وأشار قدو إلى أن العطلات التي تقدمها الوكالات تغطي العديد من الوجهات السياحية حول العالم، منها شرق آسيا، وغيرها من نقاط السياحة الأخرى بسعر مميز وتتضمن العروض قضاء عطلة لمدة أسبوع وثلاثة أيام بين مختلف هذه الوجهات. ومن فوائد الاستعانة بوكالات السياحة والسفر ـ كما يوضح ـ توفير عدد من الأمور أبرزها الحصول على تخفيضات الإقامة في الفنادق، مشيرا الى أن كثيراً من الإماراتيين يسافرون دون حجز أو عروض سياحية مما يؤدي الى استغلالهم من الفنادق التي ترفع أسعار الغرف لهم.

ووفقا لإحصاءات منظمة السياحة العالمية لعام 2006 ينفق السياح العرب من دول الخليج أكثر من 12 مليار دولار في عطلاتهم خارج المنطقة سنويا مما يجعل دول مجلس التعاون محط اهتمام وكالات السياحة والسفر العالمية لاجتذاب السائح الخليجي الذي يصنف بين الأكثر انفاقا بين راغبي السياحة والسفر من مختلف بلدان العالم.