من وحي حياتي
بين مطرقة الصراحة وسندان المجاملات نعيش
الصراحة كم نتغن بهذه الكلمة كثيرا وقد لا اكون مخطئ لو قلت هي كلمه الحق.
هذا الكلمة الجميلة التي تفقدك الكثير من الأحباب والأصحاب
ولكن بكل تأكيد تكسبك أضعافهم، وعلى رأسهم تكسبك احترامك لنفسك، وصدقا من خسرته لصراحتك فلا تبكي عليه، فهم هما قد أزاحه الله عنك.كنت أتسال دائما هل الصراحة بحرا صغير له شاطئ يجب أن ترسوا عنده قلوبنا وألسنتنا ، أم هو كالمحيط الذي تعجز أن تدرك آخره ...
أم هي كالسفينة تبحر بها في كل بحر....
وكنت أتسأل هل تبحر بهذه السفينة ضد الرياح وتكابد عناء ومشقه
الإبحار، وقد تخسر من معك في السفينة وقد تصل لهدفك
وقد لا تصل فتنكسر وتغرق سفينتك على أمواج البحر العاتية فلا أنت
كسبت سلامتك وسلامة من معك ولا أنت حققت هدفك .
أم تكتفي بان تنزل شراعك وتترك الرياح تأخذك إلى حيث أرادة
وتسلم لكَ نفسك ومن معك ؟!
كنت أتسال هل لهذا السفينة أوقات تبحر فيها !!
أم هي سفينة دائمة الترحال !!
هل الزمن والمكان والرياح يجب أن تراعيها عن الإبحار
بها !!
هل هي خاصة بالمهمات الصعبة ولا تتحرك في كل وقت
فتراه راسية طوال العام إلا وقت الأزمات تبحر !!
هل يجب أن تلمع الصراحة حتى تقدم على طبق من فضه حتى لا تجرح من تحب ؟!
كنت أتسال هل أكون ذلك الرجل المجامل الذي يصفق للجميع
ويعطي الدرجة الكاملة للكل ؟!في الصواب دون نقدا تقويمي
أو أكون ذلك المجامل الذي يعطي نسبه 50 % لكل المخطئين .
ومن عاده المرور وفقهم الله، بعدنا عن المشاكل وطلبا
للإصلاح تعطي هذه النسبة فيتقاسم الظالم والمظلوم!!
وكم من الحقوق ذهبت لعيون الـ 50 %
كنت أتسال هل للتعزيز حدود !! أم هو مطلق .
كنت مره من المرات في اجتماع وكان معنا احد الأفاضل نحسبه
والله حسيبه كنت دائما معه في اخذ وجذب وأقول له يا أبا محمد
لا تصوب الجميع ولا تصفق للجميع ولا تقول لكل رأيين مختلفين
كليهما صواب وهو متضادين قال نريد أن نكسب الجميع قلت له
سوف تخسر الجميع من حاول أن يكسب الكل خسر الكل لاحقا وخسر نفسه واحترام الناس له.
مرت الأيام وجلست في اجتماع آخر قال المدير (كلمه واحد) فقام أخونا أبا محمد وقال ممتاز إنا معك التفت إليه
احد الزملاء وقال يا أبا محمد المدير لم يقال شيء إلى الآن . فكيف تقول ممتاز !
نظرة له من تحت النظارة وسامحه الله قد فهمها أنها نظرة شماتة .
واقول ولا تكن مجامل تذهب بك الرياح متى شاءت فسوف تكون أول الخاسرين .
وسوف تنكشف حقيقتك وينفض أحبابك من حول .
وبعد طول ممارسة في خضم هذه الحياة، وبعد كثير من الصدمات
الإنسانية والقفزات الثقافية.
تأكد لدي :
((النفوس بيوت أصحابها فإذا طرقتموها فاطرقوها برفق))
نعم يجب عليك إن تكون صريحا ولكن لطيفا، هل هناك فرق بين أن تكون صريحا فضاً أو صريحا لطيفاً؟
نعم البون شاسع بين الأمرين .
فان الصراحة الفضة إنما هي وقاحة مزجت بعدم احترامك للآخرين تنم عن سطحية في التفكير والفهم، فتنقلنا من دائر الصراحة لدائرة أخرى وهي الوقاحة .
بعكس الصراحة اللطيفة التي تزين بعبارات تنم عن فكر وثقافة عميقة وفي نفس الوقت لا تفقدها بريقها وقيمتها.
يختلط الأمر على بعض الناس فيزين الصراحة بماكياج حتى تفقد قيمتها الحقيقة، فتتكلم مع بعضهم وتطلب رأيه وتجده يلف ويدور وتكتشف بعد الحديث معه لساعات طويلة انك لم تخرج منه بشيء!!ثم بعد ذلك يقول لك لقد قلت لك رأي بكل صراحة !!
ما يجب أن يكون في الصراحة ؟
جميل أن تزين بعض كلماتك في إبداء رأيك في آراء الآخرين أو شخصياتهم ببعض الكلمات منها اعتقد ذلك، وأظن ذلك .
فقول أظن ذلك ، ومن الأفضل أن تفعل كذا، أو لو تركنا كذا لكان أحسن من الكلمات التي لها قبول في نفس الشخص ، فأسلوب التقويم المباشرة وقول هذا غلط وهذا خطأ من الأمور التي يصعب على الإنسان قبوله فاجعل من حولك يسمع رأيك في المسألة واترك لهم اختبار ما تقول ، وارمي الكره في ملعبهم .
أخي ، أختي للصراحة وقت فتحين الوقت المناسب لإظهارها وخاصة أن طلبت منك ، أو وجدت نفسك ملزوم بها ، أما بسب موقف يجب أن تتخذ موقفك فيه ، أو بسب رفع الظلم عن شخص أو بسب مسألة يتوقف حسمها على رأيك .
وقيل : -
قـول الصراحة دام تبغي الصراحة
ريـّح ضميـرك لا جـل تنسى وترتـاح
صدق المشاعر تجعل الهم راحة
ألعب على المكشوف والهم ينـــزاح
للصراحة مكان فلا تقال في كل مكان فقد يكون ضررها اكبر من نفعها
ولا تقال لكل شخص .
هب انك لا تحب أبا زوجتك فهل من الصراحة أن تقول لها أنا اكرها والدك!
أخي الكريم أختي الكريمة
للصراحة حدود وشاطئ يجب أن ترسو عنده نفوسنا وألسنتنا، فكان صريحا لطيفا يقبل منك الناس ويحبونك.
ومتى ما أحسست انك كانت لطيفا في صراحتك ولكن قد تفقد من تحب وقد
لا تصل لهدفك فهل تركب هذا السفينة أم تتراجع.
أقول أنت اعلم بنفسك وتذكر رضي الله في المقام الأول ورضاك عن نفسك
بعدها واعلم أن لصوتك ولكلمتك صوت مسموع ولو بعد هين.
يأتي عليك موقف يجب ان تحدد موقفك دون النظر لزمان او وقت او حركة الرياح.
ولنا اسوه في موقف البطل الهمام الصادق امير المؤمنين ابو بكر الصديق في فتنة الزكاة اليس
عمر بن الخطاب قال لعلك تحاور المرتدين خوفا من اعداء الخارج من الروم؟! فما كان منه الا ان وقف كالطود
الشامخ .، وقال لو منعون من عقال بعير كان يؤدوه للرسول صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم .
والامام الجليل احمد بن حنبل في فتنة القرأن يوم كثر عليه اللوم من احبابه فقال اخرجو وانظر من يفعل
الناس فوجودوهم كلا يحمل قرطاسه معه وينتظر مايقول الامام ليكتبه فلا الزمن اهملهم ولا المكان فكان لزما عليهم كلمه صريحة
تكون احد من السيف تطلق وفي حينها ، حتى يستقيم الامر .
فتذكر اخي عند ابداء رايك او تفوهك بكلمه ان هناك من ينظر لك انك بمنزله القدوه له فاحذر!.
في النهاية :
فكم علمتنا الحياة أن من الناس من يعود لرأيك بعد أن يمر بهي وقت من زمان
ويقولون يا ليت كان أحسن مما كان !
.
محبكم أبو مصعب