كرة القدم او الساحرة المستديرة كما يطلقون عليها تلك الرياضة التى خلبت لب الملايين و تحولت الى اللعبة الاكثر شعبية و جنونا حول العالم . عرفنا دول لم نكن نسمع عنها لولا مشاركتها فى كأس العالم و تنافس التصنيف الكروى احيانا مع التصنيف السياسى او حتى تصنيف الدول المتقدمة تكنولوجيا .
هذا ما دفع دولة مثل اليابان الى دخول المضمار فى ثمانينيات القرن الماضى و نشر اللعبة و تعريفها بين شبابها عن طريق مسلسل كرتونى شهير " كابتن تسوباسا " او ما عرف فى بلادنا العربية ب "الكابتن ماجد " فى قصص انسانية كثيرة امتزجت فيها الاصرار و التحدى بالرياضة و من ثم فى النصف الاول من عقد التسعينات الاستعانة بجوهرة البرازيل البيضاء زيكو ليلعب فى دورى المحترفين اليابانى .
السر يكمن فى الاثارة و التشويق والمفاجأت حتى اللحظة الاخيرة مع مزيج من المهارات و التوفيق و الحظ و احيانا اخطاء بشرية فى التحكيم توليفة عجيبة لا نجدها الا فى كرة القدم .
و لكن على الجانب الاخر تجاوزت علاقة البعض بكرة القدم حدود التشجيع و المتابعة المعقولة احيانا الى التعصب و ارتبطت حياتهم بشكل مبالغ فيه بجدول المباريات و نتائجه فنجد العلاقات متوترة و عصبية بعد الهزائم و المعنويات منخفضة و العكس صحيح .
كم اضاع البعض من المناسبات و الاجتماعات العائلية و حتى حفلات الزفاف و تأخر عنها بسبب مباراة كرة وزاد الامر حتى اصبح للبعض انتمائان رياضيان احدهما فريقه المحلى و الاخر اوربى فمن الاهلى و الزمالك الى الريال و البرشا.
هل هو البحث عن تحقيق الذات و لحظات السعادة فى الفوز و البطولة و الرقص فى الطرقات دون ان تكون حقا انجازات حقيقية ؟؟!!
ابحث عن اللحظات الحقيقة التى لا تعوض وسط الاسرة او الاصدقاء و صلات الارحام و احلى كلمات و عتاب و جلسة سمر و مزاح او اكتشف اماكن و اصدقاء جدد دون ان تفكر متى يلعب فريقى و موقعه فى الجدول و حسابات الاحتمالات و لغة الاحصائيات .
انها فرصة تاريخية لقد اطلق الحكم صافرته معلنا ركلة حرة لمصلحتك فلا تتردد سدد الكرة بكل قوة الى زاوية صغيرة لتحرز احلى اهداف حياتك و تفسح الطريق امام الحب و اشياء اخرى.
m.m.a.a
12/06/2015