رحلة إلى بلاد شمس منتصف الليل (لابلاند)

[إبراهيم سرحان]

صورة في بهو المبنى توضح مسار الشمس خلال ساعات الليل.






متحف يحكي تاريخ المكان وقصص المستكشفين الأوائل، وأسماء الملوك والمشاهير الذين زاروه، كما يحوي قسماً خاصاً لتخليد زيارة ملك تايلند (Chulalongkorn) الذي قام بها في مطلع القرن، بالتحديد عام 1907م.








تاريخ المكان مكتوب بطريقة مفصلة ومجسمات توضيحية، وكنت ذكرت أهم الأحداث التي مرّت به عبر سنابشات، ولكني وللأسف فقدت الملفات.
ومما أتذكره أن المستكشفين الذين زاروا المكان كانوا يحاولون العثور على منفذ بحري يربط بين أوربا والصين، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، أو الموت في البحر أو صحراء سيبيريا.






كنيسة







مأكولات بحرية من المحيط القطبي، ما بين لحم الحوت وفصيلة سرطان البحر الضخم المسمى (King's Crab) والذي يتوجد في المياه الباردة.













لم أتوقع أنه يتواجد بهذ الحجم ! تخيّل تدعس عليه وأنت تسبح !







يصطادونه بطرق عجيبة









بعض الحيتان المتواجدة في المنقطة
ولا أدري إن كانت هذه هي الفصيلة التي يأكلونها أم غيرها.

[إبراهيم سرحان]

العودة إلى إيفالوا

الكرفانات هي أكثر ما يسير في طرقات لابلاند، أحسست أني الوحيد الذي يقود مركبة عادية.














في موقف أحد المطاعم، لفت انتباهي امرأتان مسنتان من شعب السامي.











هذه العجوز لطيفة جداً، وما أن وضعت الكاميرا عليها إلا وانهارت بالضحك











أحياناً أقول، لو لم أقطع المسافات إلا للحصول على لحظات مثل هذه، لكفى.

[إبراهيم سرحان]

غريب أمر البيوت في هذه البلاد














انتبه من عبور الدبابات الثلجية في الشتاء









أشنات على الصخور






الأشنات هي خليط من الطحالب والفطريات، تنمو بدون جذور، على شكل طبقة خفيفة فوق الصخور.







يسمونها بالمراقب الجيلوجي لأنها حساسة جداً ضد التلوث، ووجودها في هذا المكان دليل عل نقاء الهواء وخلّوه من التلوث.

[إبراهيم سرحان]

بين فنلندا وروسيا حدود طولها 1340 كلم، فيها 13 منفذاً رسمياً بعضها يعمل بشكل موسمي
وتقع على فنلندا مسؤولية كبيرة في حماية منطقة الشنجن من التسلل الغير مشروع.
في عام 2007 عبر الحدود بين البلدين قرابة 7.2 مليون، احتاج فيها كل من الطرفين للحصول على تأشيرة دخول.







تنتشر هذه التحذيرات بشكل كثير في منطقة إيفالوا وغيرها من المدن القريبة من الحدود.








توقف .. هذه حدود .. لا دخول بدون تصريح خاص.








يتم مراقبة الحدود من قبل قوات مخصصة، وكلاب حراسة، وزلاجات، وغير ذلك، وغالباً ما تكون محاولات التسلل فاشلة ويتم القبض عليها.
في عام 2007 تم ضبط 27 حالة تسلل من الجانب الروسي إلى الفنلندي، و5 حالات من في الاتجاه الآخر.








لوحة من أمام الفندق تشير إلى مدينة مورمانسك في روسيا، والتي تبعد أقل من 300 كلم.
“اسست المدينة عام 1916 على الساحل الشرقي الصخري لخليج كولا على بحر بارنتس. هذا الخليج لايتجمد شتاء ويبتعد عن المحيط 50 كيلومترا.”
للمزيد: ويكيبيديا مورمانسك https://goo.gl/pmwo40







منفذ (Raja-Jooseppi) الحدودي بين روسيا وفنلندنا








مدينة مورمانسك الورسية، وقد زارها عميد الرحالين معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي
وتحدث عنها وعن أحوال المسلمين فيها بشكل مفصل.
وجدير بالذكر أن المدينة تحتوي جالية إسلامية غير قليلة.
فيديو تقرير قاة “روسيا اليوم” عن رمضان في مورمانسك: https://youtu.be/vDLCYizmRZY

[إبراهيم سرحان]

في الطريق لفتت إنتباهي لوحة تشير إلى وجود مطل على بحيرة إيناري (Inari Lake)
وهي أحد أكبر بحيرات فنلندا.







المكان خالٍ وهادئ







بوابة بدت كأنها مهجورة، حين اقترتب منها وجدت عليها ورقة
متهالكة مكتوب عليها "دفع ثمن 5 يورو التذكرة بالداخل"







دبابة عليها شروحات باللغتين الفنلندية والروسية، لم أستطع قراءتها، تبين فيما بعد أنها أُستخدمت في حرب قديمة بين البلدين.











بعد دخول البوابة كان هناك الكثير من المعروضات القديمة، ولكن المكان بدا موحشاً.








في الواجهة مبنى حديث مكون من طابقين، فلما دخلته استقبلتني صاحبة المكان التي تديره ورحبت بي وسألتني من أي دولة أتيت.






المكان لطيف وفيه الكثير من المعروضات والهدايا التذكارية.








ركن لتراث شعب السامي (اللاب).






كانت صاحبة المكان تشتكي من البرد، وتقول أنها نسيت إحضار معطف سميك كانت تستخدمه، وكان الجو بالفعل بارداً جداً على الرغم من صفاء الجو.
قلت لها أن المكان جميل جداً، فسُرّت بذلك وقالت أنها تملكه بالكامل، فقلت ولكنني لم أصل إليه
إلا بالصدفة حين تجرأت فدخلت أحد الطرق الفرعية بين الأشجار والذي لم أكن أعلم أين ينتهي بي.
ونصحتها أن تضعه في موقع (Tripadvisor) كأحد المزارات السياحية، فإنها أكثر ما يدل الناس عليها، فبدت مهتمة بالموضوع وكتبت عنوان الموقع في ورقة جانبية.
سألتها إن كانت تقضي هنا أوقاتاً طويلة، فقالت نعم وأشارت إلى أواني المطبخ وراءها، حيث وفرت لنفسها ما تحتاجه في هذا المكان.
وسألتها عن الدببة القطبية، فقالت أنها منتشرة في المكان، لكنها نادراً ما تقترب من الأماكن المأهولة بالناس.









الدببة البالغة تكون ضخمة تزن 400 كيلوجرام
وتستطيع أن تلاحقك بسرعة 60 كلم في الساعة.

[إبراهيم سرحان]

من الدور الثاني منظر جميل لبحيرة إيناري Inari Lake












روسيا 45 كلم
نورث كاب 420 كلم
هلسنكي 1130 كلم






صورة من الانترنت للبحيرة خلال أيام مشابهة من الصيف






ألوان الخريف العجيبة







مع الأضواء القطبية في فصل الشتاء، وفيه تتجمد البحيرة بأكملها

[إبراهيم سرحان]

تبدوا ألوان الأشجار على درجة واحدة حتى تستطع الشمس
فإذا سطعت تباينت وبدت كأنها سحبٌ خضراء.







أحد الأنهار التي تصب في البحيرة.










مطعم مطل على النهر، يقدم أطباق من أسماك البحيرة
















صورة لهذه الأماكن في الشتاء








في منتصف الشتاء لا تشرق الشمس أبداً










ما أجمل منظر الرنة وهو يمشي بين الثلوج

[إبراهيم سرحان]

Sajos, Sámi Cultural Centre, Inari
مركز شعب السامي الثقافي في إيناري.











أهلاً بكم في فنلندا .. الترتيب والأناقة تطال أبعد الأماكن النائية.







قاعة إجتماعات جذابة.









المتحف مطل على نهر.













الصورة النمطية لرعاة الرنة.










يعتقد أن أصولهم آسيوية من منغوليا

[إبراهيم سرحان]

كلاب الهاسكي في لابلاند
Husky

كلاب الهاسكي نوع خاص أشتهر بالخدمة الجليلة التي يقدمها للسكان المناطق القطبية فهو يجرّ
الزلاجات بكل كفاءة، مما يسهل عملية التنقل في تلك الظروف المناخية الصعبة.







الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة كذّبه أهل زمانه في أمرين ذكرها في كتابه، أحدها كلاب الهاسكي.
ذكر ابن بطوطة شأن هذه الكلاب وجرّها للعربات حين وصل إلى المنقطة القطبية
في سيبيريا والتي أسماها (أرض الظلمة) لأنه أتاها شتاءً، والشمس لا تشرق في الشتاء.








قال ابن بطوطة في كتابه:
ذكر أرض الظلمة "وكنت أردت الدخول إلى أرض الظلمة، والدخول إليها من بلغار، وبينهما أربعون يوما. ثم أضربت عن ذلك لعظم المؤونة فيه وقلة الجدوى. والسفر إليها لا يكون إلا في عجلات صغار تجرها كلاب كبار. فإن تلك المفازة فيها الجليد، فلا يثبت قدم الآدمي ولا حافر الدابة فيها. والكلاب لها الأظفار، فتثبت أقدامها في الجليد. ولا يدخلها إلا الأقوياء من التجار الذين يكون لأحدهم مائة عجلة أو نحوها، موقرة بطعامه وشرابه وحطبه. فإنها لا شجر فيها ولا حجر ولا مدر. والدليل بتلك الأرض هو الكلب الذي قد سار فيها مرارا كثيرة، وتنتهي قيمته إلى ألف دينار ونحوها، وتربط العربة إلى عنقه، ويقرن معه ثلاثة من الكلاب. ويكون هو المقدم، تتبعه سائر الكلاب بالعربات. فإذا وقف وقفت. وهذا الكلب لا يضربه صاحبه ولا ينهره، وإذا حضر الطعام أطعم الكلاب أولا قبل بني آدم، وإلا غضب الكلب وفر وترك صاحبه للتلف. فإذا كملت للمسافرين بهذه الفلاة أربعون مرحلة، نزلوا عند الظلمة، وترك كل واحد منهم ما جاء به من المتاع هنالك، وعادوا إلى منزلهم المعتاد. فإذا كان من الغد عادوا لتفقد متاعهم، فيجدون بإزائه من السمور والسنجاب والقاقم، فإن أرضى صاحب المتاع ما وجده إزاء متاعه أخذه، وإن لم يرضه تركه، فيزيدونه، وربما رفعوا متاعهم، أعني أهل الظلمة، وتركوا متاع التجار. وهكذا بيعهم وشراؤهم. ولا يعلم الذين يتوجهون إلى هنالك من يبايعهم ويشاريهم، أمن الجن هو أم الإنس. ولا يرون أحدا. والقاقم هو أحسن أنواع الفراء. وتساوي الفروة منه ببلاد الهند ألف دينار، وصرفها من ذهبنا مائتان وخمسون. وهي شديدة البياض، من جلد حيوان صغير في طول الشبر، وذنبه طويل يتركونه في الفروة على حاله. والسمور دون ذلك. تساوي الفروة منه أربعمائة دينار فما دونها. ومن خاصية هذه الجلود أنه لا يدخلها القمل. وأمراء الصين وكبارها يجعلون منه الجلد الواحد متصلا بفرواتهم عند العنق. وكذلك تجار فارس والعراقين. وعدت من مدينة بلغار مع الأمير الذي بعثه السلطان في صحبتي، فوجدت محلة السلطان على الموضع المعروف ببش دغ، وذلك في الثامن والعشرين من رمضان. وحضرت معه صلاة العيد، وصادف يوم العيد يوم الجمعة".


وذكر في موضع آخر حاله في المناطق الباردة فقال:
"وكنت ألبس 3 فروات وسروالين أحدهما مبطن، وفي رجلي خف من صوف، وفوقه خف مبطن بثوب كتان، وفوقه خف من البرغالي وهو جلد الفرس مبطن بجلد ذئب، وكنت أتوضأ بالماء الحار بمقربة من النار؛ فما تقطر من الماء قطرة إلا جمدت لحينها، وإذا غسلت وجهي يصل الماء إلى لحيتي فيجمد؛ فأحركها فيسقط منه شبه الثلج، والماء الذي ينزل من الأنف يجمد على الشارب، وكنت لا أستطيع الركوب لكثرة ما علي من الثياب حتى يركبني أصحابي".

رحم الله الرحّال العظيم ابن بطوطة.

كلاب الهاسكي تجّر العربات بكل نشوة ونشاط
وتبدو سعيدة ومغتبطة بهذه الهمة.






قبل أقل من 3 ساعات على موعد رحلتي زرت هذه الحديقة التي تضم
مجموعات من كلاب الهاسكي والتي تستخدم بشكل مكثف في مواسم الثلوج.








يستطيع الهاسكي الجيد أن يقطع بالعربة مسافة 200 كلم في اليوم الواحد.








تتساقط شعورها في فصل الصيف فتبدو أقل حجماً وضخامةً مما هي عليه في الشتاء
والعجيب أن العصافير تستخدم هذه الشعور المتساقطة لبناء أعشاشها.
والكلب الظاهر في الصورة هو أحد الكلاب القيادية التي توضع في مقدمة الفريق
وليس كل كلب يصلح لهذه المهمة، فلا بد أن يكون ذكياً بصيراً قوياً متميزاً عن غيره
والقائمون على تربيتها يولونه اهتماماً أكثر من غيره.








بعضها ذو أصول سيبيرية، وبعضها هجين، وبعضها من لابلاند.








مبنى خشبي ومفارش من جلود الرنة كفيلة بجعل المكان ملجاً شتوي دافئ.







الخشب عجيب في مقاومته للبرد
ويستخدم في هذه المناطق بكثرة وهو أفضل من المباني المسلحة.







لا يوجد فرو أجمل من فرو الرنة، سعر الواحدة منها قرابة 150 يورو







سجلّ الزوار








صفحة لهم على الفيسبوك لمزيد من المعلومات والصور

[إبراهيم سرحان]

المغادرة




إلى المطار









مطار أنيق







الإجراءات ميسرة








إلى هلسنكي










مشاعر آخر من يركب الطيارة

.

تم بحمد الله ،،،