النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: 5 أيام سباقاً مع الوقت: من لندن إلى باريس فلوزان وصولاً إلى... يونغفراو

  1. #1
    كبار شخصيات سفاري
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    1,546

    5 أيام سباقاً مع الوقت: من لندن إلى باريس فلوزان وصولاً إلى... يونغفراو


    5 أيام سباقاً مع الوقت: من لندن إلى باريس فلوزان وصولاً إلى... يونغفراو
    قــطــارات أوروبـــا تــقـصّر المسافــات وتــزيــد مـتـعـة السـفــر




    [SIZE="4"]مؤلم حقاً أن تنتهي رحلة جميلة بالقطار في أوروبا بعملية نشل وقعت ضحيتها في جادة الشانريليزيه وفقدت فيها كل مالي وما يمكن أن يدل علي وجعلتني لا أحد في أشهر جادة في العالم. "شبح" بلا حس ولا أثر نشل حقيبة يدي فختم شريطاً لصور من لندن وباريس ومونبيلييه ولوزان وصولاً الى القمم الشاهقة في سويسرا، بكابوس.

    بالطبع، لم يكن في برنامج الزيارة الاوروبية عملية نشل ولا نشالون. كان القصد شيئاً مختلفاً تماماً: "استكشاف" بالقطار لأوروبا التي تتقلص خريطتها سنة بعد سنة مع افتتاح خطوط جديدة للقطارات السريعة تقرب المسافات في القارة، وتجعل التنقل بالقطار أسرع من الطيران أحياناً.

    قد يكون القطار غير مألوف بالنسبة الى غالبية اللبنانيين لغياب المواصلات بالسكك الحديد في بلادنا. حتى ان كثيرين كانوا يتجنبونه في رحلاتهم السياحية أو رحلات الاعمال في أوروبا بحجة أنه يستغرق وقتاً. لكن الواقع يظهر أن القطارات الحديثة باتت قادرة على منافسة الطائرة في الرحلات التي تستغرق أربع ساعات وما دون، ذلك ان محطات القطارات واقعة في قلب المدن، وهو ما يوفر على المسافر مشقة الانتقال الى المطار ومنه، كما يجنبه الاجراءات الروتينية المعقدة للمطارات. هذا اضافة الى الراحة والخدمات الاساسية التي تتوافر في القطارات السريعة خصوصاً. أما الاسعار، فتختلف باختلاف مواعيد السفر ودرجات الحجز.


    تكاد شبكة السكك الحديد الاوروبية تنافس نظام الطرق السريعة في الولايات المتحدة باتساعها وتشعباتها، فهي تمتد على مسافة أكثر من 150 الف كيلومتر ويجتازها 80 الف قطار تقريباً كل يوم.
    ومع الازدياد الكبير للاستثمارات الأوروبية في هذا القطاع يتوقع أن تمتد الشبكة بحلول 2020 من البرتغال الى بولونيا مما يزيد حتماً متعة السفر بالقطار في أطر طبيعية تراوح بين سهول هولندا الخضر وقمم سويسرا المكللة بالثلوج.
    سياحتنا الاوروبية التي بدأت بلندن، استغرقت خمسة أيام، وشملت عبور المانش في "يوروستار"، ورحلة بالقطار السريع "تي جي في" من قلب باريس الى قلب لوزان مروراً بالأرياف الفرنسية، واستكشافا لجبال سويسرا في قطار بانورامي، قبل العودة الى باريس بعد محطة في مونبيلييه. كل ذلك في طقس دافئ وشمس ساطعة غير عادية في ربيع أوروبا التي تعاني ربما أكثر من غيرها من بقاع الأرض، تغيرات مناخية كبيرة.


  2. #2
    كبار شخصيات سفاري
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    1,546

    نظمت الرحلة الخطوط الاوروبية للسكك الحديد (EURAIL) وهي شركة مختلطة بين الشركة الوطنية للسكك الحديد الفرنسية ( SNCF) والشركة الوطنية للسكك الحديد السويسرية تعنى بتسويق تذاكر سفر بالقطارات وبيعها خارج أوروبا، في آسيا وأوستراليا وأفريقيا والشرق الاوسط وجنوب أميركا. لهذه الشركة أكثر من 80 وكيلاً في 40 دولة، بما فيها لبنان حيث بلغ حجم مبيعاتها عام 2006، 100 الف أورو، في مقابل مليون أورو في الامارات و500 الف أورو في السعودية و400 الف أورو في كل من عمان وقطر والبحرين والكويت. ويمكن الحصول على بطاقات السفر على موقع www.raileurope-middle-east.com
    بوابتنا الى أوروبا كانت مطار أثينا المحصن كغيره من المداخل الاوروبية بالتدابير الامنية المعقدة. هناك لم تسلم حقائب اليد من "تشريح" انتهى بمصادرة كل ما في مكوناته من مادة يمكن أن تشعل ناراً.
    وفي المقابل، كان الخروج من مطار هيثرو على غير العادة، سريعاً نسبياً. من هناك مباشرة الى قلب لندن في أقل من 45 دقيقة على متن القطار "السريع جداً".
    لا تبدو لندن ولا باريس بالقطار المدينتين اللتين يقصدهما لبنانيون كثر أكثر من مرة في السنة. حتى سويسرا مقصد محترفي التزلج شتاء، هي بلد مختلف بالقطار.

    ففي القطار يكتشف الزائر وجها آخر لمدينة شكسبير وتشارلز ديكنز ووينستون تشرشل. فقبل أن تشده ضخامة قصر باكينغهام وعراقة كاتدرائية سان بول وعجقة ساحة الطرف الأغر وغيرها من المعالم التي يشكل كل منها عودة الى التاريخ، يدخل المدينة العريقة من ضواحيها المتواضعة والهادئة ببيوتها القرميد المتراصة جنباً الى جنب على جانبي طرق ضيقة.

  3. #3
    كبار شخصيات سفاري
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    1,546

    اقامتنا اللندنية كانت في فندق "اللينزبوروه" الواقع عند مدخل منطقة نايتسبريدج وعلى احدى زوايا "هايد بارك" وغير بعيد من قصر باكينغهام. هندسته مزيج من النمطين الكلاسيكي والاغريقي الذي كان سائداً في فترة الوصاية على العرش. شيد للمرة الاولى عام 1817 ليكون منزلاً للفيكونت لينزبوروه الثاني ثم حول مستشفى قبل أن يهدم عام 1825 ليشيد بشكله الحالي عام 1828، وقد أدرج على لائحة أهم الاعمال الهندسية المميزة في لندن.
    حتى في "اللينزبوروه"، أحد أعرق الفنادق البريطانية، لا يغيب اللبنانيون، نزلاء وموظفين. ففي مطعمه الاساسي يستقبلك جيمي جرداق، وهو مساعد أول للمدير غادر لبنان أخيراً للعمل في لندن. وفي قسم الغرف، جو هندي الذي يتولى وظيفة مساعد مدير أيضاً.
    وكما في "اللينزبوروه" كذلك في "الانتركونتيننتال لندن بارك لين" المجاور الذي توضع اللمسات الاخيرة على أعمال ترميمه التي فاقت تكاليفها 76 مليون جنيه استرليني. ففيه أيضاً أكثر من لبناني يتولى وظيفة بارزة في الفندق الذي يعد 60 جناحاً و387 غرفة، طلال أشقر مدير تطوير الاعمال وأندريا سعادة التي تعمل في القسم نفسه.
    صحيح ان الانتشار اللبناني في لندن ليس جديداً، الا أن اللافت أنه يزداد مع كل محنة يعانيها لبنان.
    الهدف الرئيسي في لندن كان زيارة محطة سان بانكراس التي ستصير بدءا من 14 تشرين الثاني المقبل محطة لـ"اليوروستار"، مع افتتاح خط جديد بين لندن والقناة الانكليزية بسرعة 168 ميلاً في الساعة، يقلص ما بين 23 دقيقة و25 دقيقة مدة الرحلة، الى ساعتين و15 دقيقة بين لندن وباريس وساعة و 51 دقيقة بين لندن وبروكسيل.
    تبدو المحطة بذاتها معلماً هندسياً مميزاً شأنها شأن محطة "أتوخا" للقطارات في مدريد ومحطة "غار دو ليون" في باريس. قناطر حديد ضخمة يكللها سقف زجاجي، وساعة كبيرة تعد الثواني في انتظار الساعة الصفر. محال ومقاه ستزيد متعة الانتظار لرحلة عبور المانش.
    ولان اقامتنا الاوروبية لن تدوم حتى تشرين الثاني، كان علينا التوجه سريعاً الى واترلو، المحطة الاولى لـ"اليوروستار" في لندن، لنتوجه منها الى باريس.


    "اليوروستار"

    هناك، كنا نتوقع تفتيشاً دقيقاً نظراً الى ما تردد طويلاً في أوروبا عن أن "اليوروستار" قد يكون هدفاً لهجوم ارهابي بعدما بدا أن تنظيم "القاعدة" أدرج وسائل النقل في القارة على لائحة أهدافه. لكن الامر المفاجئ كان "التنقيب" الذي أخضعت له حقيبة احد الزملاء بعدما رصد الكاشف الآلي "علبة" مشتبهاً فيها وهو ما كان سيفوت علينا الرحلة.
    في القرن التاسع عشر، لقب نظام السكك الحديد في أوروبا "الموحد الاكبر لاوروبا".
    وبعد مضي أكثر من قرن، لا تزال هذه الصفة تنطبق عليه اليوم، وخصوصاً مع تشييد القناة الانكليزية، تحفة الهندسة الحديثة. هذا الحلم الذي راود نابوليون منذ 1802 بصلة أرضية بين بريطانيا وأوروبا القارية، وهي الاولى منذ العصر الجليدي، بات حقيقة منذ 1994 وشد أوصال القارة أكثر.
    كانت الرحلة بين لندن وباريس مريحة. عربات واسعة لا تشعرك بـ"سجن" الطائرة، وأجواء دافئة يمر فيها الوقت سريعاً. عالم صغير تتوافر فيه المسلتزمات الاساسية للمسافرين على أنواعهم. سائحة هنا غارقة في كتابها، وآخر هناك يستمتع بقيلولة، ورجل أعمال هنالك يواصل عمله على جهاز الكومبيوتر. ففي مقصورات الدرجة الاولى، توفر القطارات السريعة مثل «يوروستار» و «تي جي في» و «تي جي في ليريا» شبكة انترنت طوال 24 ساعة، كما يمكن استعمال الهاتف الخليوي.
    ... السكوت واجب في بعض العربات، لكن "الحكي" بالتأكيد يزيد متعة السفر.
    مرت الدقائق سريعة قبل دخولنا القناة الانكليزية التي لا تزال بالنسبة الى كثيرين سراً كبيراً. السرعة نفسها والشعور نفسه. لا شيء في تلك الدقائق الـ20 التي تستغرقها رحلة الـ31 ميلاً في القناة يوحي بأننا نجتاز 23 ميلاً منها على عمق 150 قدماً تحت سطح البحر. ربما لهذه الاسباب، اضافة طبعاً الى الجهد العملاق الذي بذله 13 الف عامل لحفر 95 ميلاً من الانفاق (3 أنفاق متصلة، واحد لكل اتجاه وثالث للصيانة)، صنفت جمعية المهندسين المدنيين الاميركيين القناة الانكليزية واحدة من العجائب السبع للعالم الحديث.
    وكما بعد ظلام كل نفق، أشرقت علينا الشمس أكثر دفئاً، في حضن الريف الفرنسي ببساطه الاخضر الشاسع. كان القطار يتسلل وسط المروج الخضر التي تتلون بين الحين والاخر بصفار زهور الكولزا. هنا قطيع سارح وهناك بيوت متناثرة على تلة صغيرة في نموذج للقرية الفرنسية النائية، وهنالك كروم عنب واعدة بنبيذ فاخر. أينما التفتّ يقع بصرك على مناظر طبيعية فاتنة الفناها في لوحات فنانين كبار وفي الافلام.
    لم تفقد سرعة "اليوروستار" الرحلة رومانسيتها. فعلى رغم تمتع هذا القطار الاوروبي بالمعايير الدولية ومجاراته التكنولوجيا من حيث السرعة والرفاهية، احتفظ بالطابع الخاص الذي يميز القطار عن الطائرة.


    باريس المتجددة

    ... بالقطار أم بالطائرة، مشياً أم بالسيارة، تبدو باريس هي هي، جميلة دائماً، متجددة دائماً. لكل شيء في هذه المدينة التي يدخلها سنوياً أكثر من 25 مليون سائح، وقع خاص، حتى زخات المطر من سمائها مختلفة.
    لا شيء مجانياً في هذه المدينة. لكل زاوية في الحي اللاتيني حكاية ولكل نافذة رواية... أسماء المحال والجسور والمقاهي تستعيد حقبا من تاريخ مضى. كتاب عاشوا هناك أو نزلوا في أحد فنادقها، كرموا بحفر أسمائهم على الواجهات الخارجية.
    شارع سان جيرمان يزداد أناقةـ ومقهى "دو ماغو" لا يزال محجة المثقفين والسياسيين. المعركة التي كانت محتدمة بين سيغولين رويال ونيكولا ساركوزي كانت واضحة في واجهة مكتبة لا هون حيث تنافست الكتب التي تتناول كلاً منهما.
    أما الشانزيليزيه، فعلى حالها: حياة لا تتوقف. فيه أخذت الرحلة الاوروبية منحى مختلفاً. "le bonheur du lido" مع مشاهدتنا عرض
    وتتواصل الرحلة الاوروبية، من باريس الى لوزان على متن القطار السريع "تي جي في ليريا"، التابع للشركة الوطنية للسكك الحديد الفرنسية ( SNCF) بنسبة 74 في المئة والشركة الوطنية للسكك الحديد الفيديرالية السويسرية بنسبة 26 في المئة.
    ثلاث ساعات و45 دقيقة أكثرها في "البحر الاخضر" للريف الفرنسي، مروراً بمدينة ديجون الخضراء الشهيرة بخردلها.... سهول خضر على امتداد النظر تزينها قرى ترتاح على تلال صغيرة وتسرح فيها قطعان المواشي.
    تمر الساعات سريعة على رغم السكون الذي يلف الريف. لا القطار يتوقف على الحدود بين سويسرا وفرنسا ولا المروج الخضر التي تتكرر هي هي.


    لوزان و"السويس باس"

    محطة القطار تقع في قلب لوزان، على مسافة دقائق من الفندق، وهو ما يوفر مشقة الانتقال بعربات التاكسي. لا تفاجئ لوزان، صغرى البلدات الكبرى في سويسرا، من يزورها للمرة الاولى، فلا هدوؤها غريب عن هذه الدولة التي أصرت طويلاً على تحييد نفسها عن ضجيج الصراعات، ولا اخضرارها استثنائي في بلد عشقناه "غيابياً" نحن اللبنانيين وتباهينا باطلاق وصف سويسرا الشرق على بلادنا.
    انها عاصمة كانتون فود في الجزء الفرنسي من سويسرا، تتوسط اطاراً طبيعياً يمثل المنظر الطبيعي الاجمل في العالم، إذ تقع على ضفاف بحيرة جنيف أو بحيرة ليمان، كما يسميها الفرنسيون، وهي البحيرة الكبرى في أوروبا الشرقية وربما الاجمل في العالم. وتتمدد بين كروم منطقتي لافو (شرقاً) ولا كوت (غرباً) وغابات أشجار التنوب، الامر الذي يجعلها احدى المدن الاكثر اخضراراً في أوروبا. نادرة هي الطرق المستوية في هذه البلدة، انها غالباً منحدرة إما صعوداً واما نزولاً. حتى ان الفارق في الارتفاع بين ضفاف بحيرة لوزان والطرف الشمالي للمدينة يبلغ 500 متر.
    كانت لوزان دائماً نقطة مركزية في الطريق من بحر الشمال الى المتوسط. فيها نحو 20 متحفاً تشهد على تاريخ غني وتحتضن الفنون العصرية بكل أشكالها. ولا تزال مدينتها القديمة التي تعود الى القرون الوسطى، تحتضن كاتدرائية شهيرة من العهد الغوطي.
    من لوزان كما من كل بلدات سويسرا ومدنها، يسهل التنقل بالقطارات وخصوصاً في ظل نظام السفر السويسري "السويس باس" الذي يتيح للسائح رحلات متعددة والذي تختلف مدته بين ثمانية أيام وثمانية و15 و22 يوماً. ويمكن الافادة منه في شبكة مواصلات تمتد 200 الف كيلومتر من السكك الحديد والطرق البرية للاوتوبيسات والطرق البحرية.
    "مغامرتنا " في القطار السويسري كانت على خط "غولدن باس" في قطار بانورامي يتمتع فيه الراكب بأجمل مناظر طبيعية يمكن أن تراها العين. من مونترو الى تسفيسمان ومنها الى انترلاكن أوست فغريندل فاد القريبة من يونغفراو أو قمة أوروبا، الواقعة على ارتفاع 3454 متراً فوق سطح البحر. دروب شاقة يشقها القطار حينا وسط الوديان وأحياناً بين الجبال ودائماً في مرج أخضر تلونه زهور ربيعية خجولة ومنازل رسمت رسماً لئلا تشذ عن اللوحة الطبيعية، وتسوره جبال بدأت تخلع زيها الابيض لتحول المنحدرات شلالات غزيرة.
    من غريندل فالد يمكن ركوب العربات المعلقة الى قمة فريست على مسافة 20 دقيقة، ومن هناك يمكن مشاهدة مرتفعات جبال الالب والتزلج عبر شبكة من الطرق يصل طولها الى 100 كيلومتر. أما في يونغفراو فيمكن ممارسة رياضات مختلفة من ركوب الخيل الى الدراجات، والتسلق والسباحة والصيد.
    في طريق العودة محطات جديدة وأخرى تتكرر، من غريندل فالد الى انترلاكن فانترلاكن أوست وسبيتس فبرن وصولاً الى لوزان. صور طبيعية تعيد نفسها وتنطبع في الذاكرة. وليس مبالغاً فيه القول إنه يمكن مقارنة طبيعة لبنان (عندما كان أخضر) بطبيعة سويسرا. وقد لا يكون محض مصادفة أن يرفرف العالم اللبناني على شرفة أحد المنازل بين لوزان ومونترو في منطقة خضراء بامتياز.


    مونبيلييه النابضة

    قبل العودة الى باريس، كانت محطة في مونبيلييه، المدينة التي لا تغيب فيها الشمس، كما يحلو للبعض وصفها. انها ثامنة كبرى المدن الفرنسية، تقع على مسافة 160 كيلومتراً من مرسيليا، وفيها كبرى مناطق المشاة في أوروبا.
    قلبها النابض، ساحة لا كوميدي لا تنام، مهرجون وبهلوانيون وموسيقيون ومغنون يتنافسون على استقطاب نحو 60 الف شخص يمرون فيها يومياً. ويسترعي الانتباه مرور الترامواي الازرق في وسط الساحة المكتظة ليضفي عليها طابعاً خاصاً.
    ثمة ظاهرة يسهل تسجيلها في هذه المدينة. فالشباب دون الخامسة والعشرين يمثلون ما نسبته 366 في المئة من سكانها، في مقابل 341 في المئة على مستوى فرنسا كلها. ويعزو المسؤولون المحليون هذه الظاهرة الى العدد المتزايد للطلاب الذي زاد أربعة أضعاف في السنوات العشرين الاخيرة. فيها أولى جامعات الطب في أوروبا و24 مدرسة لتعليم "الفرنسية لغة أجنبية". كل حي في مونبيلييه مختلف عن الاخر في ما يبدو استعادة لنحو الف سنة هو عمر المدينة. من أصولها حافظت على شوارع ضيقة من القرون الوسطى مع دروبها الحجرية وفوانيسها التي كانت تتدلى من سقوف المنازل المقببة والتي تحولت محال تجارية. وفيها أيضاً أحياء فيها ملامح يونانية - رومانية. متحف «فابر» للفنون الجميلة لذي أُعيد افتتاحه أخيراً يمتد على 9150 متراً مربعاً ويعرض 1800 لوحة زيتية و4000 رسم و300 منحوتة.
    ... صور كثيرة لا تنسى سجلتها الذاكرة للمغامرة الاوروبية بالقطار، وأخرى التقطتها الكاميرا التي كانت هي أيضاً ضحية النشال "الشبح"

    المساهمون أنقذوا "يوروتانل"

    كسبت شركة "يوروتانل" التي تدير النفق تحت بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا، معركة بقائها هذا الاسبوع، بعدما وافق المساهمون بالاجماع على خطة لاعادة هيكلتها. ومن المتوقع أن يعاد تأسيس الشركة في حزيران باسم "مجموعة يوروتانل"، بعدما وافق 87 في المئة من المساهمين على ابدال اسهمهم بأخرى في شركة جديدة تعاني ديوناً أقل، علماً أن مثل هذه النتيجة كانت مستبعدة العام الماضي اذ رفض المدينون خطة انقاذ وأقاموا دعوى قضائية على الشركة. لكن "يوروتانل" انتصرت في النهاية بعدما اطلقت حملة اعلانية بملايين الجنيهات، للحصول على تصويت المساهمين الفرنسيين.
    ويقفل التصويت صفحة قاتمة في تاريخ مشغل النفق الذي بدا أنه على وشك الانهيار تحت مجموعة أعباء قوامها دين بـ6,2 مليارات جنيه ومشاكل ادارية وعصيان المستثمرين.
    وكانت "يوروتانل" دخلت العام الماضي "نظام الحماية" وهي الصيغة الفرنسية لنظم الحماية من الافلاس المتبعة في دول اخرى، وذلك بعد انهيار اتفاق على اعادة جدولة ديونها، وهو ما ترك الشركة أمام فرصة أخيرة لرسم خطة انقاذ.
    وبموجب اتفاق اعادة الهيكلة، يتقلص دين "يوروتانل" الى أكثر من النصف الى 2,8 ملياري جنيه، وسيحصل المساهمون على حصة قيمتها 13 في المئة في "مجموعة يوروتانل" تزيد الى 67 في المئة مع مرور الوقت.
    وقال المدير التنفيذي لـ"يوروتانل" جاك غونون ان افتتاح محطة سان بانكراس في لندن سيزيد حركة مرور قطارات "يوروستار" عبر النفق.
    وتنوي الشركة مستقبلاً تطوير نقل الشاحنات الثقيلة، واقتراح خدمات نقل الآليات تحت المانش.


    تحقيق موناليزا فريحة

  4. #4
    مسافر جديد الصورة الرمزية naifano
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    18

    كبير الف شكر

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X