يشرفني اهتمامك ويسعدني حرصك أخي (كولمبس)
بارك الله فيك
والشكر موصول للمشرف القدير (الذيب الوافي)
وجزاكم الله خيراً
ونبدأ الجزءالأخيربالصلاة والسلام على المصطفى الأمين ودمتم
. ثم ودعنا اهل القرية على أن نبحث لهم عن بعض المحسنين لأتمام المسجد
( ..........والفزعة الفزعة...........)
ثم اتجهنا لبيت لقمان ( رجل في قمة حسن الخُلق)
يعمل إ ماماً في احد مساجد المملكة .
وقد وعدناه بزيارة منزله وتصوير ابنته ( سمية ) التي لم يرها بعد منذ ثلاث سنوات
وقد صاحبنا الشيخ عبد الحفيظ أستاذ لقمان
ليدلنا على البيت الذي هو عبارة عن : ثلاث غرف كما في الصورة أدناه
وهذا حوش بيت لقمان

مجلسهم الفاخر والشيخ عبد الحفيظ
يقدم أباعمر في صدر المجلس من أجل الجلوس على الشرشف المطرز
ثم ناولونا برعمين صغيرين ( سمية التي في حجري وأخوها أرشد )
وقد وفينا بالوعد وصورنا سميه , وقلوبنا تذرف قبل عيوننا
وهذا نعمان أخو لقمان وبين يديه الطفلين
وهذه سفرةالإفطار الثاني في بداية تجهيزها وفيها من كل ماهب ودب مما نعرف ولا نعرف وكان للأرز نصيب الأسد
وهؤلاء أرحام وأعمام وأقارب لقمان للوداع وسيكون لهذا المنزل والله أعلم( مزار) بعدنا
وأهم شيء العمدة

ثم نغادرهم إلى أماكن أخرى لايتسع المقام لذكرها .
ونتجه إلى مقر الجامعة استعدادًا لما جئنا من أجله ليأتي بعد ذلك موقف عظيم . جد عظيم .
اتجهنا إلى إحدى مزارع الأرز لنجد فيها (أمة) من الناس يقدرون بالآلاف حضروا من كل حدب وصوب لصلاة الجمعة .
وقد دُهشت في البداية وانعقد لساني فلم يكن في بالي هذا الحضور المثير .
وحضر أقوام وأقوام فقط من أجل الاستماع ( صلوا قبلنا )
ولقد لمحتهم أثناء الخطبة يتوافدون ويزيدون .
وقد نبهني بعض طلبة العلم على أن تكون الخطبة
بأفصح وأوضح ما يمكن من كلمات اللغة العربية.
والعجيب أن تعليم هؤلاء فقط على المحسنين في كل بلدة لارواتب ولاهم يحزنون
يدرسون ويدرسون القرآن وعلوم السنة ،
لذا هم يجيدون مهارة الفهم ومهارة الكتابة وأما النطق يفتح الله .
فحينما تكون اللغة هادئة وواضحة يفهم أكثر القوم
وقد يسر الله أن خطبنا كما يريدون عن آيات من كتاب الله
كان لها ولله الحمد أثرًا طيبًا وأكتفي بهذه الصورة
انتهينا من الصلاة ، وأدخلونا مرة أخرى إلى الغرفة المجاورة
وقد احتشد علينا الناس لرؤية أبناء الصحابة هههه
فهم عند الأبواب والنوافذ يمرقوننا بنظراتهم التي تقطع نياط القلوب
وأكبر واسطة من يشفع له المدير للدخول والسلام علينا وبعد الغداء
طلبوا مني محاضرة في يومهم المفتوح الذي يمتد 24ساعة
فخرجت إليهم وأبو عمر ظل في الغرفة وقد أعياه التعب .
وبدأت في حديث طويل عن اليوم الآخر بمعنى أكملت أكثر من ساعة ونصف
فقلت للمترجم أخبرهم إن كانوا قد أصابهم الملل او التعب فلعلنا أن نكمل بعد المغرب
فرد عليّ المترجم : " لاداعي لهذا" فقلت لابد من سؤالهم
" وتبغون الصدق أنا الذي تعبت " .
فرد القوم ردًا مثيرًا مخيفًا مزعجا ، من كان قاعدًا فقد وقف يشجب ويستنكر لماذا التوقف نحن ما أتينا إلا لمثل هذا وطلبوا المزيد .
طبعا أبو عمر في الغرفة سمع الصياح وهبت هبوبه وحان وقت النجدة يظن الأخ أن القوم قد أغتالوني كما أخبرني من بعد .
فحينما سمعني أعاود الكلام هدأ وسكن .
ثم يأتي من بعد ذلك مفتي عام باكستان وقد أُستقبل استقبالا حافلا وقبّلنا رأسه
وبدأ في محاضرة أخرى يتحدث بالأوردو والمترجم بالبنغالي ( ورحنا فيها )
لكنه أطااااااال مما دعاني إلى مقاطعته بعد الاستئذان حيث أن الرحلة قد أزفت
ونحن في الشمال فشكرنا الشيخ العثمان الذي انبهر بوجودنا بينهم
وودعناهم وشكرناهم ليبدأ بعد ذلك هجوم الوداع الكاسح ،
ولم نصل إلى السيارة إلا بشق الأنفس في مشاعر ملؤها الحنين والدموع .....

اتجهنا بعد صلاة العشاء إلى دكا (نحن في الشمال سبع ساعات إلى دكا )وفي منتصف الطريق
( با هُبل ) ضيفتنا أم الشيخ ( فضل كريم فردوس )
مرة أخرى إذ تقول أنها لم تقم بواجب العرب في المرة الأولى .
وقد تناولنا وجبة على المزااااج .
لنواصل المسير ونصلي الفجر في مسجد خادم الحرمين أمام مطار دكا .
وقد ودعنا الحبيب الشيخ عبد الحفيظ لأن رحلته المتجه إلى لندن تسبقنا .
بقي معنا ثلاث ساعات ليقوم الوفد بجولة سريعة داخل العاصمة
وإليكم بعض الصور بيت المكرّم ( أكبر مسجد في بنجلاديش )
من حبهم للغة العربية كما ترون
وهذا من أفخم الشوارع والعمائر التي ترون متهالكة لايسكنها أحد

باقة ورد هدية
والأناناس هدية أخرى
والفل وسام أضعه على صدرور الأحبة

والتيوس بسعر خاص 50 ريال ومن يزيد (و أبو عمر راح في خرايطها )

ش
ومع هذه العربة المقبلة والمودعة نودعكم .
فقد حان موعد إقلاع الرحلة
ومن أعظم الدروس ,
ماأسبغ الله به علينا في هذه البلاد من نعمٍ لا تعد ولا تحصى ,
فعساني وإياكم نحمد الله على ما نتقلب فيه من النعيم فهو القائل : ( ولئن شكرتم لأزيدنكم )

وحينما تزور مثل هذا البلد فحتماً سيكون
لتجربة الماليزية على سبيل المثال مذاق خاص
واترك باقي الدروس لكم , راجياً من المولى السميع البصير لكم المتعة والفائدة والعظة والعبرة ,
وادعوا لنا بالإخلاص والقبول ودمتم بخير
( فوجداننا كل شيء بعدكم عدم)