قبل مجيء الاستعمار الأسباني كانت للفلبين حضارتهم الخاصة
قسم منها قدم من هجرة المالاويين أليها قبل آلاف السنين وقسم
منها من احتكاكهم بالتجار العرب والمسلمين أو من خلال اختلاطهم
بالصينيين وقسم منها بقي مع السكان الأصليين (الأقزام الآسيويين)
وكانت لهم عاداتهم وتقاليدهم العريقة وملابسهم الخاصة
البعض منها اندثر وانقرض والبعض لازال يحتفظ بأشلاء الماضي
في القرى والمناطق النائية والجبلية سنركز في هذا التقرير على
اللباس الوطني الفلبيني ما قبل الاستعمار وما بعده
اللباس الوطني قبل الاستعمار الأسباني في عروض ثقافية ومسرحية
كان لباس الفلبيني (الرجال) يتألف من قسمين علوي وسفلي
يسمى القسم العلوي كانقان kanggan عبارة عن قميص بدون
ياقة وكانت ألوانه سوداء أو زرقاء وأكمامه قصيرة ويعتمد لون
القميص على مكانة ورتبة وشجاعة الرجل فالرئيس يرتدي القميص
الأحمر والأقل منه إما أسود أو أزرق حسب موقعهم في المجتمع
والجزء الأسفل سروال يسمى باهاقbahag وهو قطعة من القماش
تلف حول الخصر وتتدلى بين الفخذين
بعض القبائل البدائية تحتفظ بلباسها القديم
الباهاق قطعة من القماش بالكاد تستر العورة
أما لباس النساء فيتألف أيضا من قطعتين القسم العلوي يسمى بارو
Baro أو كاميسا camisa وهو معطف بأكمام طويلة (بلوزة)
والقسم السفلي عبارة عن تنورة فضفاضة تسمى بالتاغالوغ saya
وفي جزر الفيزاياس patadyong وتلف على الخصر قطعة من
القماش الأحمر أو الأبيض ويطلق عليها اسم tapis
baro.t saya أو لباس السايا بالتقالوق
patadyong وباتاديونق بالفيزاياس
اللباس الوطني للمرأة
قيمة اللباس الفاخر95 دولار...يابلاش
قبل قدوم الأسبان كان الجميع رجال ونساء وأطفال يمشون حفاة ولا
يعرفون الأحذية والنعل
وكان الرجل يرتدي غطاء رأس عبارة عن قطعة قماش يلفها على
رأسه وتسمى putong وألوانها متعددة وكل لون يدل مقدار الرجولة
والشجاعة فاللون الأحمر يدل على أنه قتل رجل واحد في الحرب أما من
كان غطاء رأسه ملون ومطرز فهو قد قتل سبعة على الأقل في الحرب
البطل المسلم لابو لابو الذي قتل ماجلان بلباسه
الفلبيني التقليدي قبل قدوم الأسبان عام 1521م
لاحظ ربطة رأسه تدل على شجاعته
أما المرأة فلم يكن لها غطاء رأس ولكنها كانت تزين شعرها وتعقده
بشكل جميل خلف رأسها
اللباس الوطني بعد قدوم الأسبان
Baro ng tagalong ومعناه لباس التاغالوغ وهم سكان جزيرة لوزون
شمال الفلبين ثم أصبح اسمه barong tagalong وبعد أن انتشر
في كل الفلبين أصبح اسمه barong
ولتوضيح هذه النقطة نحن في السعودية نلبس الثوب الحجازي الذي كان في
منطقة الحجاز فقط وبعد انتشاره في كل البلاد أصبح اسمه الثوب السعودي
والبارونق لباس رسمي مطرز وزنه خفيف جدا يشبه المعطف أو الجاكيت
يستخدم في حفلات الزفاف والمناسبات الرسمية (مثل المشلح أوالبشت عندنا )
كان أول من استخدمه كلباس وطني رسمي هو الرئيس الفلبيني رامون
ماقسايساي ramon magsaysay وقد استخدمه في أغلب الشئون
الرسمية والاجتماعية والشخصية فأثار اهتمام الناس ورجعوا إلى ماضيهم
وزيهم القديم بعد أن كادوا ينسوه مع انتشار الملابس الغربية
الرئيس الفلبيني رامون ماقسايساي استخدم
البارونق كلباس رسمي عام 1935م
وفي عام 1975م أصدر الرئيس فرديناند ماركوس مرسوما جمهوريا
ينص على أن البارونق barong هو الزي الرسمي الوطني الفلبيني
لذلك نشاهد الرؤساء الفليبنيين يحرصون على لبسه وخصوصا عند
الاحتفال بتنصيب الرئيس
أنيق وجميل وجذاب هل فكرت بلبسه في الفلبين
ولكي نتعرف على تاريخ البارونق barong يجب أن نعود إلى العصر
الاستعماري الأسباني وهناك 3 نظريات والنظرية الأكثر شيوعا أن
الأسبان جعلوا الفلبينيين يرتدون البارونق كنوع من العنصرية والتفريق
بينهم وبين المواطنين وتمييزهم عنهم و فرضوا عليهم لباس مصنوع
من النسيج الرقيق الشفاف أو النصف شفاف وبدون جيوب حتى لا يحملوا
السلاح ويرفعونه في وجوههم والنظرية الثانية أن الفلبين بلاد استوائية
ومناخها حار وشمسها حارقة فمن الطبيعي أن يظهر البارونق بعد التقدم
الصناعي والتكيف مع الحرارة والرطوبة والنظرية الثالثة تقول أنه قميص
شعبي يستخدم في المكسيك قديما وتم جلبه للفلبين
في السابق كان البارونق يصنع من النسيج وألياف أوراق الأناناس
أو من نسيج الموز ولكن منذ الستينات استبدل بالحرير المستورد الناعم
بالنسبة لي شخصيا استخدمته عدة مرات في حضور حفلات الزفاف
لبعض الأصدقاء الفلبينيين وكم كان شعوري رائعا وأنا أختال فيه
قد تستغربون مقالاتي واهتمامي بالتفاصيل الدقيقة ولكن هذه هوايتي
ومن أحب بلدا وعشقه لا يستكين أبدا ولا يستقر في الشوارع الخلفية
المشبوهه بل يجد كامل لذته بالتنقل ومخالطة الناس واكتساب المعرفة
أخواني جربوا ولن تندموا فهذه هي السياحة الحقيقية
قبعة السالاكوت
Salakot قبعة عريضة لها حافة تقليدية تصنع من أعواد الخيزران
والقصب وتعتبر رمزا شائعا للهوية الفلبينية كما هي الغترة لدينا
والبرنيطة في الغرب وتستخدم كغطاء للرأس وكحماية من الشمس
وتروي لنا كتب التاريخ أن المالاويين الأوائل القادمين من إندونيسيا
وماليزيا قبل مئات السنين اشتروا الوديان والسهول في جزيرة panay
من السكان الأصليين وهم قبيلة إيتا aetas التي تتألف من أقزام سود
البشرة ولا زال بعض أفرادها موجود حتى اليوم وذلك مقابل قبعة سالاكوت
ذهبية Salakot golden وعقد طويل من اللؤلؤ يسمى
manangyad ويقال أن زوجة زعيم القبيلة ارتدت هذا العقد
وهو يسحب على الأرض ((طبعا قزمة))
وفي زمن الاستعمار الأسباني انتشر لبس السالاكوت بين المزارعين
والميستيزو ((المهجنين)) والمسيحيين الفلبينيين الجدد وكل الطبقات
والأغنياء كانوا ينقشون عليها الفضة أو يعلقون عملات فضية عليها
وأحيانا على حافة القبعة وأثناء فترة الاستعمار كان الموظفين الحكوميين
يرتدون القبعات المزخرفة والأثرياء يستخدمون القبعات المصنوعة من
المواد الثمينة كصدفة السلحفاة والأحجار الكريمة
الأحذية
Pakya صنادل خشبية تشبه القبقاب الشامي كانت تستخدم بكثرة في الفلبين
قبل انتشار الأحذية المطاطية وتصنع من الخشب المحلي لأشجار السانتول santol
وشجر laniti ويقطع الخشب إلى حجم القدم المناسب ثم يحكونه بالفأرة حتى
يصبح ناعما ويتم تشكيله وتصميمه على شكل مناظر طبيعية جميلة وزهور ثم
يصبغ ويلمع ويستخدم بعد ذلك المطاط أو البلاستيك في الجزء العلوي وحول الأصابع
ويتم تثبيته بمسامير صغيرة جدا ويصبح جاهزا للاستعمال (نعال زبيرية فلبينية)
كانت الباكيا bakya شعبية جدا في الخمسينات وتضاءلت تدريجيا إلى حد الانقراض
بعد انتشار الصنادل البلاستيكية والمطاطية ويحرص السياح الغربيين واليابانيين
إلى شرائها كتذكار بعد العودة لأوطانهم أما اليوم فلا تستخدم إلا في العروض المسرحية
والتاريخية والثقافية وبعض المناطق الفقيرة النائية جدا
بالنسبة لي شخصيا فأنا حريص على ارتدائها في بعض الرحلات خصوصا خارج مانيلا
وقمت بتفصيل واحدة ب400 بيسو واستمتعت بها فهي خفيفة ومريحة للقدمين
وأجمل ما فيها صوتها وصرقعتها على الرصيف (مثل غوار في مسلسل صح النوم)
ملاحظة مهمة :-كلمة باكيا bakya تستعمل في الفلبين كدلالة على الشيء الهابط
والرخيص والحقير فلا تقل هذه الكلمة لأحد لأن الدم يسيل للركب فقد يعتقد أنك تسيء
إليه وتهينه