منطقة سفانيتي بجورجيا- أعلى قرية في أوروبا
لمحبي الوجهات غير الاعتيادية، هذه المدينة هي مبتغاكم! حمت العزلة منطقة سفانيتي في جورجيا لقرون عديدة، ولم يسمع العالم بهذه المنطقة النائية، المعروفة ببوابة العالم السياحية الخلابة، سوى منذ فترة وجيزة. تقع في هذه المنطقة الرائعة ذات الطابع البري الغريب قرية أشغلي، أعلى قرية أوروبية حيث تقع على ارتفاع 6900 قدم فوق مستوى سطح البحر.
تقع أشغلي وسط جبال القوقاز التي تكسوها الثلج، وتضم أربع قرى تنتمي إلى مواقع التراث العالمي بحسب منظمة اليونسكو في أعالي سفانيتي. تضفي القمم المغطاة بالثلوج والمروج المزينة بالأزهار التي تمتد على مساحة 4000 متر، جمالاً وسحراً على هذه القرى، وتمنح المتنزهين فرصة مثالية لتجربة المشي. ولكن المثير في أشغلي لا يقتصر فقط على جمال المنظر، بل يمتد إلى الهندسة المعمارية المتميزة التي تعود إلى العصور الوسطى. تتخذ العديد من منازل القرى شكل الأبراج، وكانت تُستخدم للدفاع عن سكان القرية والحفاظ على أمنهم وسلامتهم في أوقات الغزوات. لا يزال هناك أكثر من 200 منزل من هذه المنازل الاستثنائية في قرية شازهازي وكانت تٌستخدم إما للإقامة أو للحراسة من الدخلاء الذين أثاروا الرعب في قلوب القرويين. ويوجد حالياً في سفانيتي أكثر من 175 “كوشكيبي”، وتعني بالعربية حصون حجرية، بنيت بين القرن التاسع والقرن الثالث عشر.
تتميز منطقة سفانيتي بطابع عصر النهضة، وتعكس الرسومات الجدارية تأثير عصر النهضة على جورجيا.
تقع أشغلي وسط الجبال بعيداً عن بقية العالم، ما يجعلها تحتفظ بسحر العالم القديم. ولكن كان ذلك قبل بناء طريق ميستيا، أكبر مدن سفانيتي، الذي ربط المنطقة بباقي مناطق جورجيا، ومن ثم تطورت المنطقة تطوراً سريعاً. تخوض ميستيا عملية تحديث شاملة، وإن كانت مناطقها القديمة لا تزال تحتفط بروحها المتميزة ممثلة في أبراج بمثابة حصون حجرية.
بالأمس القريب، كانت سفانيتي لا تعرف الزحام، لكن التطور السياحي الذي شهدته المنطقة منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قد أسفر عن إنشاء منتجعات تزلج جديدة ورحلات طيران تُقلع من تبليسي وتطور في البنية التحتية حيث تم إنشاء طريق من زوغديدي، وزيادة هائلة في خيارات الإقامة وأعداد الزوار، حتى أصبحت ميتسيا، المدينة الوحيدة في منطقة سفانيتي، مزدحمة للغاية خلال فصل الصيف. سحر وجاذبية سفانيتي لن يختفي على الإطلاق تحت أي ظرف من الظروف.