أيها الأحباب الكرام
عندما عدت اليكم بعد العودة من رحلتي .. أشتقت كثيرا كثيرا لتلك البلاد
مرة اخرى , تماما كما كنت أغالب شوقي اليكم و إلى المنتدى الأثير ...
و ها أنا ذا مرة أخرى بينكم أنادمكم وأبادلكم حبا بحب و شوقا بشوق ..
فلكم مني خالص الحب و التقدير ..
عدنا اليــــــكم في المساء النامي .... و نجومـــه البيضاء في اعظام
عـــدنا بعيد تراكـــــــمات لم تــزل ... تــسقي الجنون بنـشوة و ســقام
عــدنا و قد كـــــنا هنا نرجو اللقا ... متــــحيـــنين مــــرابع الاكــــرام
عدنا و قد كان الــــوجوم سميرنا ... و رفيقـــنا التحليق في الالـــهام
يا أيها الأحـــبـاب ان قصــــيدتي ... ثـارت على الأوراق و الأقـــــلام
جـــــنحت و حـــــق لها مما رأت ... فتفحــــمت في مــــوكب الاجـرام
ثارت على الكلـــمات دون هوادة ... سفكت دمــــاء الحبر كالأفـــــلام
لكنني صـــــــبرتها بــمــدامــــعي ... و نصـرتها بالرفــق في استرحام
و مضت تجــاورني لأخرج مرغما ... نبــضي و لو ألقى به اعــدامي
طورا سأضحك للصباح و تارة ... سأذوب في عشق المساء الرامي
مرحــــى لنا يوما هنا يــحـلو لنا ... و نغـــير بعد قــــضائه لـــــصرام
و نغادر الافــاق بـعـــــد عنــــاقها ... و نقـــــبل الاركان دون فــــطام
يا منتدى الاحباب جئتك و الهوى ... مــتوســـــدا قلبي بغــير حــــرام
هذا الهوى أســـر الفؤاد فصغته ... في خافـقي و أســـرته بغـــرامي
و قذفته نحو الجــــنون فقادني ... في غير وعي للجــنــون السـامي
مرحى لكل مغــامر عشق الربى ... و سمى لوصــل مـرابع الاحــلام
هي درة الــبـلدان دون تـــردد ... هي تاجــــــها من غــــير اي كــلام
هي مصدر الالق الجـميل لقاصد ... هي مـرتع الصـــادي بلا احــجام
يا من تسـائلني ألـســت بـفــاقد ؟... أقــــــدم فان الفــوز في الاقــدام
أســـرت قـــويا ويحها من لاقط ... سحبت قوي الباس لاســـــتسلام
يا قلب جــاكرتا رويــــدك انني ... أشـــكو فمن يشـكو لهيب ضرام ؟
أوثقت قلبي في جمالك فانتهى ... عصر القعـود و سرت كالمـتعامي
نحو الجـــبال الخضر حتى انني ... لم استـطع بعدا لــــــفرط هـيامي
نحو الطـــــبيعة دون اي تدخـل ... من دافــــع للعــــــشق أو رســـام
هي لـــــوحة مرســـــومة لكنها ... متــــحدث ما مــل مــن افــــهـام
هي مــنظر للناظــــرين تعيدهـم ... لحـياتهم هي مـــــوئل لعـصـامي
قد كنت أسترق الليالي نحــوها ... و أغيب عن عـملي الى احـلامي
قد كنت أقتــــطع الدروب محـلقا ... و أعـانق الجوزاء نـــحو غـرامي
فمتى وصلت سهولها و وهادها ... خفقت ضلوعي بل فؤاد الظامي
احسست بالانسام تضرب هامتي ... بنعومــة وغـــرقت فـي أيــامي
أحسست أني عاشـق لقي الذي ... يهـــوى فــــذاق رضــــاب مــدام
أحسست أني حــاكم في أرضه ... قطع الفيافي الخضر في اعــظـام
أحسست أني قـــــائد فــتح الـدنا ... بتــذاكــر و دراهـــــم و حســـام
أحسست أني فــاقد عــقـلي الذي ... أحــيا به فغـــرقـت في الاوهـام
فاذا سألت عن الهوى فالـيـكها ... أيام سكــــران الجمال الســـامي
في قــلب جاكرتا أعاقــر نشوتي ... وأقيل هـما من نـــهى هـــــمـام
وأســرح الطــرف الذي لا ينثني ... عــن رؤيــــــة لمــــعـالــم الايــام
بل أســـتديم هــواء بنشاك التي ... اسرت بحــلو الشكل والانـــسـام
فأسبح المولى وأغرق ســاعة ... في بحر شعري أستجيش هيامي
أو قل ببال الشعر أي خــواطر ... ان كنت في بالي ولست بعـــامي
فيها تجــم القـــــلب بعد شـــروده ... وتــــرده لحـــــظـيرة ونــــظــام
واستلق بين الــزهر دون تخــوف ... من نحــلة أوقـــاطع أو حــامي
واذكر مصـاب الاهل يا من زرتهم ... فلــقد تـجــدد للردى ســونامي
ماذا أقول ؟ وقد عـجزت لبرهــة ... فارحل لجاوة بغــية استــجـمام
يا منتدى الاســـفار طـاب نهاركم ... فلقد أطــلت وجـئت دون نــظام
لكـــن بعـــذري انني أشـــتاقها ... تلك الـربى فمتى أســـير أمــامي
ومتى أمـــتـع ناظـــــــري بعناقها ... ومتى أحيـل حــقائـقا أحــلامي
اني لارجــو أن تـــقـارب رحلتي ... ميـــعــــادهــا لأشـــدها ارامـي
و أغــذ سيري طائرا نحـو الذي ... أسر الحبيب وعاش بين عظامي
حتى و ان أقــفـــلت نحو مرابعي ... بالأمس تجــــذبني لها أرقامي
قد عـدت دون القـــــلب بعد زيارة ... هي زبـــدة الأيـــام و الأعـوام
فتــصـــبروا بالله يا أصحاب ما ... بعـد الحبيب عن الحبيب الظــامي
ما زلـــت مشتاقا عناقا هادئا ... و البـعــد يذكي الشوق في إكـرام
و أظن أن مشاعــري موقودة ... بقــــصائدي لكنني المـــتــعـــامي
أحيا أســـــــير حنانها و تظنني ... من يعـتـلي الطــــيران في أحلام
لكن قــيـدا مـــؤلما في كاحلي ... هــو من يعيد فواجعي و خصامي
حتى الإجازة في البعيد ســرابها ... دومـــا تشيح بــحبها المتسامي
والصيف ما زال البعيد و ليس لي ... إلا الجلــوس بمـدفني و ركامي
و أظل أنتظـــر الحـــياة مـؤملا ... صبحا سيقـتل حسرتي و ظلامي