موضوع منقول
تصوّر نفسك سائحاً تسير مستمتعاً في صحراء مليئة بالصخور التي تشكّلت بفعل حركة الصفائح التكتونية في طبقات الأرض بإثيوبيا.
لتفاجأ بمشهد خلّاب على مدّ النظر أمامك ولوحاتٍ تزدان بألوان لم يسبق لك أن شاهدتها في الطبيعة
ثم لتكتشف أنك أمام ينابيع لا حصرَ لها من المياه الكبريتية في منظر تراه عيناك ويصعب عليك تصديقه!
ذلك يحدث في وادي “دناكل” الذي يُعتبر بحق واحدة من أجمل بقاع الأرض من حيث الشكل، وأخطرها من حيث المضمون، وأكثرها خلواً من الكائنات الحية على الإطلاق.
يقع وادي “دناكل” هذا في القرن الإفريقي، في إثيوبيا على وجه التحديد، بالقرب من حدود إريتريا وجيبوتي.
قد يُخيّل إليك للوهلة الأولى أن هذه الصور لوحاتٍ فنيةً أبدعَها رسّام موهوب وتشهد له بروعة الأداء, لكن الخالق الجبّار هو الذي تفرّد وحده بخلقها في هذه الصحراء الصخرية الوعرة، وقد تكوّنت –كما أسلفنا- نتيجة تحرك الصفائح التكتونية في أثيوبيا.
هنا تظهر فجأةً أمامك فسيفساء رائعة الألوان تثير تساؤلاتك واستغرابك، لكنك سرعان ما تدرك أنها ينابيع مياه كبريتية ذات مظهر سريالي ينفرد به منخفض “دناكل”, حيث قمة الجمال وقمة الخطر, قبالة رقعة من الحدود الأثيوبية-الجيبوتية-الأريترية تكاد تختفي فيها الكائنات الحية، ما عدا العفر والحمار الوحشي الإفريقي وياللعجب…زهور يانعة وأوراق خضراء!
وإلى وادي “دناكل” في إثيوبيا حيث ترتفع درجة حرارة لتصل إلى 53 مئوية شدّ المصور النيوزلندى “برادلي أمبروز” الرِّحال مغامراً أكثر منه سائحاً، لالتقاط هذه الصور المدهشة لينابيع الكبريت الطبيعي ذات اللون الأصفر المائل إلى البنّي الداكن والتي تبدو كأنها مناجم للذهب.
يقول “برادلى” إن الأمر لم يكن مجرّد سياحة بالمعنى المتعارف عليه، وإنما كان أشبه بالذهاب في رحلة إلى الفضاء للتعرف على كواكب أخرى.
ويضيف إن الكبريت يجعل الأرض رقيقة جدًا إلى درجة تحمل الناظر على الاعتقاد بأنها سوف تنشق وتبتلعه وتغلي به حتى الموت.
وأبلغ برادلي صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن روعة اللون وجمال المنظر دفعاه إلى المغامرة بالبقاء لكي يوثـّق كل ما تقع عليه عيناه بالصور.
وعلى الرغم من أن برادلي يقيم في “روتوروا” بنيوزيلندة -التي تشتهر هي الأخرى بكثرة الينابيع الحرارية، السطحية منها والجوفية- فقد ذُهل هذا المصوِّر المحترف بجمال المَشاهد التي تنفرد يها إثيوبيا.
وإذا كان لا بد من الكلام لوصف ما يقع عليه البصر، فإن الصور قد تكون أبلغ في التعبير عما تكشف لنا الطبيعة من معجزات هي من صنع الخالق العظيم.