بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني السفاريون
كنت من الناس الذين يستشيرون في من لهم سابقة في تجربةٍ سأخوضها ..
فاستخلص خلاصة خبرتهم وعصارة حكمتهم الناتجة من خوض غمارها ..
وإن كنت أنتقي منهم من أثق برأيه وجودة فكره ورجاحة عقله ..
وهذه ما هي إلا ظنون تصيب حينا وتخطيء أحيان !
فكم من مرة جعلني المستشار " أشمِّع بعمود " ويجعلني محولا .. أرى الجميع إثنين إثنين ..
وأعضّ أصابع قدمي وقدم الذي خلفوني ..
كما حدث لي عندما استشرت من سبقني للسفر إلى ماليزيا ..
فكان يُصرّ ويؤكد أن لا طريق للمتعة والنجاح للرحلة إلا على يد " مكتب سياحي موجود بماليزيا "
ويدعو بالويل والثبور على كل من لم يتعامل معهم .. فماليزيا غير ومكاتبها غير ..
فلهم تخفيضات خاصة لا تحوزها " بوكينق أو أقوادا أو حتى سلطان بروناي زاته " .
فقلت : أهذا صحيح يا رجل ؟!
فضرب يدا على يد .. وزمّ ناصيته .. ومطّ شفتيه .. أما سمعت عن حمدان وما أصابه ؟!
فاسمعني قصة جعلتني وكأنني أشاهد مسلسلا خليجيا ..
جميع من في تلك الحلقة يضرب أخته ويغازل بنت الجيران ويطرد أمه ..الخ
فلا زال بي حتى علمت أني محظوظ باستشارتي له ومن ثم أخبرت زوجتي حتى ندعو له بسجودنا وفي كل حين ..
وصار ما صار ووقعت الفأس بالرأس ومات البطل "الذي هو أنا " وأصبحت لعبة بيد أخواننا العرب الماليزيين ..
يمرحون بي ويسرحون كأي بهيمةٍ ضالة .. تقتات على خشاش حوشهم وتشرب من مائهم العكرة التي لا تروي ضمأن ولا تغيث لهفان ..
وإني أقف أمامكم عبرة وعظة .. بل آية تسير في طرقات " بوابة ماليزيا " .. تحكي قصة كهلٍ ضحكوا عليه واللي ما يشتري يتفرج ..
ورب الكعبة شابت لحيتي وتقول زوجتي عددت " سبع شعرات بيض لم تكن موجودة قبل تعاملي معهم " ..
فهذه بدايتي وغرّة رحلتي .. وما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن .
ثم إن سكان المدينة النبوية مغبونون بسفرهم عبر الإماراتية ..
لأنه لا توجد إلا رحلة واحدة قبل الفجر تذهب بهم لدبي ومن هناك يكملون المسير لكوالا فلا يصلون إلا بعد منتصف الليل ..
فضاعت عليهم ليلة تم دفع ثمنها فلا يرون غير ظلام المكان وسواد البلاد .. فلا سوّد الله لهم عيشا ولا أكرب الله لهم حياة ..
فالبدار يا جيراني بالسفر عبر السعودية لأنها تناسبنا أكثر من غيرها ..
فكان وصولنا صباحا لدبي .. وكادت أن تضيع الرحلة التالية والمتوجهة لكوالا بسبب أن ساعتي على توقيت " مكة مكرمة "
والتذكرة كان توقيتها للرحلة من دبي إلى كوالا بتوقيت " دبي " فسلّمنا الله وكنا آخر الصاعدين للطائرة .. التي صعدت بعد خمسة دقائق للسماء ..
وكادت فرفرتنا ودجتنا وفتح فاهنا بمطار دبي الدولي تضيعنا .. والحمد لله أولا وآخرا ..
كنت أعاني من مشكلتين وعصيتين على أفحل شنب .. إحداهما أنني مصاب بإنزلاق غضروف
وعرق نسا .. فكنت أدهن بمرهم رهيب جدا جدا " مرسوم عليه حصان " فيضيع الألم بدرجة 90% ..
فالجلوس على مقعد الطائرة كل هذا الوقت وأكثر من عشرة ساعات .. وربي عذاب وألم لا يطاق لعمودي الفقري ..
وأما الأخرى ولدي الصغير أنظروا ماذا صنع في مطار دبي حين نزلنا به .. لتأخذوا عينة من بعض صنيعه وشيئا من أفعاله ..
ذهب لعائلة ورفع عربة طفلهم ليسقطها أو يدحرجها أو يكتشف نوعية العربة أو ينظر أي دولة صنعتها ..
عموما أنا لم أسأله ولا أجروء على ذلك .. فهو مشاغب لحد الثمالة .. هداه الله
ثم هنا وصولنا ليلا وقد أخذ التعب مأخذه .. وفرغنا من الجوازات وجميع الإجراءات بسرعة ..
حيث أن شرطي جاء وسحبني وعائلتي ووضعني أمام إمرأة شرطية الجوازات مباشرة .. لربما لأنني ملتحي ..
خرجنا سريعا ولم ننتبه للطريق ودخلنا الفندق واخذت صورتين ونمنا !
رد مع اقتباس
