بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... أما بعدأهلا وسهلاً بكم مع أخوكم الباحث الجغرافي والرحالة حمد العسكر في رحلة جديدة من رحلاتهأنقلكم من خلالها إلى جزء من العالم الفسيح إلى لبنان بلاد المدن التاريخية والتضاريس المتنوعةأخي القارئ هذه الرحلة ليست دعوة مني إلى السياحة أو الزيارة بقدر ما هي نقل لإطلاعي ومشاهداتي هناكلبنان رحلة مع مدن التاريخ إلى حدود فلسطين المحتلة خرجت أنا وزميلي خالد الحقباني من مملكة الأردن مساءً داخلاً الأراضي السورية متجهاً نحو لبنان ... وقد سلكت الطريق الجنوبي الغربي الذي قادني إلى حدود الجولان عبر طرق زراعية تختصر الطريق نحو جنوب شرق لبنان كما رسمها جهاز الملاحة GPS ... إلا أن تلك الطرق تنتهي عند حدود الجولان المحتلة ، حيث وصلت إلى نهاية مغلقة يمنعك الحرس الجمهوري من تجاوزها إلى منطقة الجولان المحتلة. عدت عبر طرق ريفية نحو دمشق ومن ثم الحدود السورية اللبنانية ( باب المصنع ) ... وقد وصلنا المنفذ عند الساعة 11مساءً ... ففاجئني الجمرك اللبناني بمنع دخول سيارتي إلى لبنان بحجة أنها سيارة زراعية . وبعد نقاش طويل وحاد دار بيني وبين خفير الجمرك هناك شرح لي أن السيارات ذات الحوض ( الصندوق ) التي تسمى زراعية يمنع دخولها إلى لبنان ... فهي خاصة بالجيش والجهات الحكومية فقط .لم أقتنع بكلامه ... فاضطررت إلى دهن سيور ذاك المصنع بأكمله وخاصة السير الكبير الذي أمضى لي ورقة الدخول وقال أنت مسئول إن أوقفك الجيش اللبناني.خريطة توضح طريق السير في الأراضي اللبنانية
خريطة للجزء الأول من خط السير من باب المصنع إلى بعلبكدخلنا لبنان بحمد الله ... وسرنا نحو مدينة شتورة التي فاجأتني بتلك المحلات العاملة بعد الساعة 12 منتصف الليل ... وهي محلات لبيع أسلحة الصيد ( شوازن ) بجميع أنواعها وذخائرها ... صناعات أوربية .... توقفنا وألقينا نظرة في تلك المحلات لنمتع ناظرينا بما رأينا هناك.
محدثكم في إحدى محلات بيع أسلحة الصيدمدينة بعلبك التاريخية بعلبك مدينة لبنانية تقع في قلب سهل البقاع الذي اشتهر بغناه ووفرة محاصيله الزراعية لامتداد أراضيه وغزارة مياه نهر الليطاني التي يروي أراضيه. وهي مركز قضاء محافظة البقاع. اشتهرت عبر العصور لموقعها على الخطوط البرية. بناها الرومان في القرن 15 ق.م وشيدوا فيها معابد ضخمة بقيت شاهداً على ما صنعته يد الإنسان. توجهنا نحو مدينة بعلبك نحو الشمال الشرقي من لبنان لنبيت ليلتنا هناك ... وفي الصباح أفطرنا بمدينة بعلبك وتجولنا في المدينة لنقف على آثارها التاريخية التي بهرت أعيننا بروعة تصميمها الهندسي وتاريخها الزمني .
أترككم مع هذه الصور التاريخية لتلك المدينةفي الصباح الباكر تلفت الأنظار جبال لبنان الغربية تكسوها الثلوجصور لأبرز المعالم البشرية التاريخية للرومانبقايا معبد فينوس الرومانيصورة تخيلية للمعبد الذي بقيت آثاره للعيانمعلومات هيئة السياحة على لافتة أمام المنطقة التاريخيةصورة عبر الأقمار الاصطناعية لموقع الآثار الرومانية في بعلبكبعد ذلك خرجنا من مدينة بعلبك سالكين طريقاً ريفيا في سهل البقاع يقودنا نحو جبال لبنان الغربية ونحن على أمل وجود طريق يخترق تلك الجبال التي تكسوها الثلوج طوال أيام الشتاء ... فغالباً ما تغلق الثلوج تلك الطريق التي تصل بين بعلبك وطرابلس على الساحل الغربي.أترككم مع الصور في سهل البقاع قبل وصولنا إلى الجبالخريطة توضح خطة السير من بعلبك إلى طرابلس مروراً بسهل البقاع ثم جبال لبنان الغربيةصور من سهل البقاع السهل الخصيب حيث تنتشر الزراعة في تلك المناطق الريفيةبعد ذلك اقتربنا من جبال لبنان الغربية وكلي خشية أن أجد الطريق مغلقة ... وبالفعل وجدنا نقطة تفتيش عند مفترق الطريق وقد أغلق الطريق بحجة كثافة الثلوج في أعلى الجبل ... لكن بعد حوار هادئ بيني وبين الجيش اللبناني أقنعتهم بالسماح لنا بالمرور لنلقي نظرة في الأعلى وإن وجدنا الطريق مناسب حيث أن سيارتنا ذات دفع رباعي عبرنا وإلا عدنا أدراجنا ... وقد سمحوا لنا بكل احترام وتقدير. أترككم مع بعض الصور الجميلة من تلك الجبال التي اجتزناها بحمد الله بيسر وسهولة.انخفاض درجات الحرارة كانت سبباً في اختفاء الغطاء النباتيصورة من الطريق الضيق الذي يخترق جبال لبنان الغربيةصورة من الأعلى نحو سهل البقاع شرقاً ونشاهد تلك الغيوم المنخفضة تكسو السهل جمالاًصورة لسيارة الرحلة ويظهر إلى جوارها ارتفاع مستوى الثلوج على الجبالالثلوج تزاحم المكان وبعد أيام يتوقع أن تغلق الطريق في منتصف الشتاءفي هذا المكان المرتفع وفي هذا الطريق الخالي من السير جاء وقت الراحة والغداءعندما يجتمع الجوع والبرد والجمال