الدكتور أكليل ظنين أشاد بالجهود التي تبذلها المؤسّسات القطرية لتنمية بلاده 07:09 م 18
نوفمبر
2012 بوابة الشرق – الدوحة

أشاد فخامة الرئيس أكليل ظنين رئيس جمهورية القمر المتّحدة باهتمام دولة قطر ومساهماتها الكبيرة والمقدّرة في مسيرة التنمية والاستثمار في بلاده، مؤكّداً أن المشاريع التي تبنتها قطر من خلال مؤسّساتها الرسمية أو الإنسانية منذ مؤتمر الدوحة الدولي للمانحين ساهمت في تحريك عجلة الاقتصاد في جزر القمر.

وخلال لقاء مع ممثلي الصحافة القطرية المرافقين لوفد اللجنة العربية للتنمية والاستثمار في زيارته الأخيرة لجزر القمر، رفع فخامة الرئيس أكليل ظني أسمى آيات الشكر والعرفان إلى أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على اهتمام سموه بالتنمية في جزر القمر، مشدّداً على أن هذا الأمر يعطي شعب جزر القمر ومسؤوليها أملاً في أن تتمكّن من تحقيق الكثير للبلاد على مختلف المستويات.

وعبر فخامة الرئيس عن سروره بزيارة وفد اللجنة العربية للتنمية والاستثمار في جزر القمر برئاسة سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن جبر آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي رئيس اللجنة العربية.

وفي بداية اللقاء توجّهت الشرق بالسؤال لفخامة الرئيس حول رؤيته للجهود التي تقوم بها دولة قطر حكومة وشعباً في مجال التنمية والنهضة في جزر القمر؟

.. بداية أشكركم على هذه الفرصة السانحة، وأقول إننا نعمل مع الأخوة القطريين منذ مؤتمر الدوحة للتنمية والاستثمار في جزر القمر الذي عقد قبل نحو ثلاث سنوات، وقد قامت المؤسّسات الخيرية والإنسانية القطرية بجهود مقدرة في دعم شعبناً، وكذلك هناك مشاريع عملاقة مثل مشروع صيد الأسماك ومشاريع البنية التحتية، ونحن بدأنا في المرحلة الحالية مع الإخوة القطريين في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق والمستشفيات خاصة في أنجوان وموهيلي، وهناك مشاريع بنية تحتية ذات صبغة اجتماعية تنعكس على المجتمع بصورة مباشرة مثل بناء سوق في جزيرة أنجوان، وكذلك فإن مشروع شركة رتاج الفندقية يعد من المشاريع المهمة في جزر القمر، وقد وافقنا على منحهم الإمكانية لتوسيع الفندق وإنشاء مزيد من المرافق التي تعود بالخير على بلادنا، ونأمل إقامة معهد فني في جزيرة موهيلي، كما نأمل إقامة قاعات اجتماعات في هذه الجزيرة ومشاريع للبنية التحتية في هذه الجزيرة.

قدرات سياحية

— بلادكم تتمتّع بقدرات سياحية كبيرة، من طبيعة ساحرة وشعب طيب وسيادة الأمن والأمان في ربوع بلادكم، وكما هو معروف فإن سنغافورة أخذت لمعانها من السياحة.. فأين تقع السياحة من اهتمام فخامة الرئيس بالسياحة وإمكانية أن تكون مصدر الدخل الأوّل قبل اكتشاف الخيرات في باطن الأرض؟

.. نحن في جزر القمر نضع السياحة - كما تفضلتم - على رأس أولوياتنا، وندرك أنها يمكن أن تجلب لنا عائدات مهمة، لكن تنقصنا أشياء أساسية في البنية التحتية السياحية، وكذلك مسألة الطاقة، ونحن نعاني من أزمة خانقة في الطاقة خاصة وأننا ليس لنا الإمكانيات التي تتيح لنا استيراد الطاقة من الخارج، وكذلك لدينا مشكلة الطرق، ولذا فإن المشاريع السياحية التي يمكن أن نفكر فيها تختلف تماماً عمّا هو موجود في سنغافورة، فنحن نريد أن نحافظ على البيئة ونحافظ على الهوية ونحافظ على جميع مقوماتنا في مجمل المشاريع السياحية التي يمكن أن نقوم بها في جزر القمر.

وكما تعلمون فإن صناعة السياحة تتطلب وجود مطار دولي وميناء عصري يستطيعان استقبال أفواج السياح من مختلف دول العالم، ونحن في مؤتمر المانحين بالدوحة تطرّقنا إلى مشاريع البنية التحتية، وأوضحنا أن إمكانية تطوير هذه المرافق المهمة مثل المطار والميناء متوافرة، وهناك متطلبات كثيرة مثل تطوير وتأهيل الكوادر المحلية القادرة على القيام بمهام السياحة، وأنا أرى أن تأهيل الكوادر في مجال السياحة شيء في غاية الأهمية، وقد اتفقنا مع شركة رتاج على بناء أكاديمية لتعليم الطلاب القمريين فنون ومهارات إدارة السياحة، الأمر الذي سيفتح لهم مجال العمل في السياحة هنا في جزر القمر أو في الخارج في المستقبل.

البعد العربي

فخامة الرئيس.. ماذا عن البعد العربي.. وكيف يرى علاقة بلاده بشقيقاتها الدول العربية رغم البعد الجغرافي الذي يفصل بلاده عنها؟

.. فيما يخصّ هذه المسألة فإننا منذ خمس سنوات بدأنا نرى اهتماماً من الدول العربية بجزر القمر، وذلك خلال فترة الرئيس أحمد عبدالله سامبي، ونحن نعمل على تقوية هذه العلاقات وتطويرها، وقد قمنا مؤخّراً بزيارات متعدّدة للدول العربية كان آخرها زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتقينا بحكامها وعرضنا عليهم العديد من المشاريع التي تعود بالخير على شعبنا، وايضا نحن نعمل مع البنك الإسلامي للتنمية الذي يستطيع أن يجلب الاستثمارات إلى بلادنا كما تضمن مشاريعهم، وهي كمؤسّسة لها ثقل تستطيع أن تعمل معنا ومع الآخرين، كما أننا نرحب بجميع أشكال التعاون مع جميع الدول العربية.

فرنسا حاضرة

— فخامة الرئيس لم نلحظ من سيادتكم حرصا على وجود مطعم فرنسي في فندق رتاج حسب خطة التطوير والتوسّع التي تمّ عرضها على سيادتكم؟

.. فرنسا دولة مهمّة ولها حضورها في جزر القمر، ومطاعمها موجود، وقد عرضت علينا شركة رتاج إقامة مطعم عالمي وبالضرورة فإن المطعم العالمي سيكون لفرنسا فيه نصيب كبير.

— علمنا فخامة الرئيس أن جزر القمر سوف تستضيف مؤتمراً عن الأيدز في دول المحيط الهندي.. فهل تعاني جزر القمر من هذه المشكلة؟

60 % من شبابنا يسافرون

.. نحن في جزر القمر ليس لدينا معدّل إصابة مرتفع بالإيدز، لكن في دول المحيط الهندي هناك نسب متفاوتة من الإصابة بهذا الفيروس بعضها مرتفعة.

والقمريون بدأوا يسافرون وبدأ الناس يأتون إلينا، فلا بد أن نأخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنّب هذا المرض الخبيث، وبطبيعة الحال فمن الأفضل أن تكون لدينا الوسائل المتاحة مستقبلاً لمكافحة هذا المرض، ومثل هذه الورشة التي ستعقد في جزر القمر ستعود بالتأكيد بالفائدة علينا في أخذ الاحتياطات في هذا المجال، ولدينا حوالي 60 % من طلابنا الذين حصلوا على الثانوية العامة يسافرون إلى الخارج في منح دراسية، ومثل هذه الأعداد إذا لم نقم بتحصينها وتوعيتها بخطورة هذا المرض فقد نفاجأ بأشياء غير سارة وهذا الأمر لا نريده مطلقاً، ومن هنا تأتي أهمية استضافة هذه الورشة.

تحريك عجلة الاقتصاد

وفي ختام لقائه مع ممثلي الصحافة القطرية تقدّم فخامة الرئيس أكليل ظنين رئيس جمهورية القمر المتّحدة بالشكر والتقدير إلى أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على اهتمام سموه بالتنمية في جزر القمر، الأمر الذي يعطينا أملاً في أن نتمكّن من تحقيق الكثير لبلادنا على مختلف المستويات، مؤكّداُ أن المشاريع التي تبنتها دولة قطر منذ مؤتمر الدوحة ساهمت في تحريك عجلة الاقتصاد في بلاده.

وعبّر فخامة الرئيس عن سروره بزيارة وفد اللجنة العربية للتنمية والاستثمار في جزر القمر برئاسة سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن جبر آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي رئيس اللجنة العربية.



في إطار زيارة اللجنة العربية إلى جزر القمر

وفد مؤسّسة جاسم الخيرية يتفقّد إنشاء مستشفى الشيخ جاسم بأنجوان

من جهة ثانية و في إطار زيارة وفد اللجنة العربية للتنمية والاستثمار إلى جزر القمر، قام وفد من مؤسّسة الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني الخيرية خلال الفترة من 9 إلى 13 نوفمبر الجاري بزيارة إلى جزيرة أنجوان للوقوف على سير العمل في مشروع مستشفى المغفور له الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني يرحمه الله الذي رصدت له المؤسّسة 30 مليون دولار.

ضمّ الوفد كلاً من السيد محمد أحمد الهيل عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التنفيذية، والسيد سعيد مذكر الهاجري الرئيس التنفيذي للمؤسّسة، والسيد حسن عثمان الموظف بالمؤسّسة والمهندس محمد بير المدير العام لشركة "جروب 3" التي تقوم بتنفيذ مشروع المستشفى، وكذلك المهندس آفاق حليم المدير الإقليمي للشركة الوطنية الباكستانية التي تولّت تصميم المشروع.

وقام الوفد بزيارة ميدانية لموقع المستشفى بجزيرة أنجوان للوقوف على آخر التطوّرات والمستجدّات وسير تنفيذ الأعمال، والوقوف على المعوّقات الفنية وإيجاد الحلول الممكنة لها، وفتح حساب بنكي باسم المؤسّسة في البنك القمري الفيدرالي.

وأجرى وفد المؤسّسة خلال زيارته عدداً من اللقاءات والاجتماعات، حيث اجتمع مع السيد لويس فان كوتان - مدير المشروع والتعرّف منه على أهم ما وصلت إليه مراحل تنفيذ المشروع وكذلك أهم المعوّقات الفنية والإدارية.

كما تمّ الاجتماع بالسيد أنيسي شمس الدين - حاكم جزيرة انجوان وتمّ اطلاعه على آخر مستجدّات المشروع، وقد تمّ التأكيد على أن مؤسّسة الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني الخيرية قد أتت لهذا البلد لتقديم يد العون والمساعدة وأن إدارة المؤسّسة وعلى رأسها كلّ من معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة المؤسّسة ونائبه سعادة الشيخ نواف بن جاسم بن جبر آل ثاني -حفظهما الله - يوليان الرعاية الكاملة لجمهورية جزر القمر وأن إدارة المؤسّسة جادة في تنفيذ مشاريعها الخيرية والإنسانية في هذه الدولة والتي من أهمها مشروع مستشفى الشيخ جاسم يرحمه الله، وقد أبدى حاكم جزيرة أنجوان سروره لما رآه من تطوّرات على أرض الواقع وقد أثنى على مجهودات المؤسّسة والقائمين عليها وخصّ بالذكر معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة المؤسّسة ونائبه سعادة الشيخ نواف بن جاسم بن جبر آل ثاني - حفظهما الله.

وأضاف أن مشروع مستشفى الشيخ جاسم فتح أبواب الرزق لأكثر من 200 أسرة قمرية حتى هذه اللحظة، حيث قام المقاول بتشغيل مجموعة كبيرة من الشباب من الجنسين وهو ما يبشّر بالخير للجميع بإذن الله تعالى، واختتم السيد الحاكم حديثه بأنه يودّ الانتهاء من تنفيذ وتشغيل المستشفى قبل انتهاء فترة ولايته للجزيرة والتي ستستغرق أربع سنوات والتي مضى منها عام ونصف العام.

ومن ناحيته أكّد السيد سعيد الهاجري أن إدارة المؤسّسة قد أوفت بوعدها بالبدء في تنفيذ أعمال التشييد والبناء مع مطلع عام 2012 وبإذن الله ووفقاً لسير الأعمال فسيتمّ الانتهاء من البناء والتشييد والتجهيز خلال العامين القادمين.

وقد بحث وفد المؤسّسة مع كلّ من الشركة الاستشارية ومقاول البناء في حضور مدير المشروع للوقوف على أهم المعوقات الفنية، مثل صعوبة توافر الماء والكهرباء والمحروقات والمواد الخام، وكيفية سير العمل في المشروع في ظلّ نقص هذه المواد الضرورية، وقد أكّدوا أنه ورغم وجود هذه المعوقات إلا أن سير الأعمال يسير بشكل جيد ولا توجد مشاكل في التنفيذ.

وشدّد الهاجري على أن هذه الزيارة وتفقّد مشروع المستشفى أكدت أننا قد خرجنا من عنق الزجاجة وأن الانطلاقة الكبرى قد بدت معالمها تتضح للجميع، مشيراً إلى أن التكامل الذي حرصت إدارة المؤسّسة على وجوده بين المقاول والاستشاري الهندسي ومدير المشروع والمؤسسة، آتى ثماره - حتى تاريخه - حيث أشاد الجميع بالمستوى الهائل في التنفيذ حيث إن مواصفات البناء تعدّ مثالية وهي السابقة الأولى في جمهورية جزر القمر، على الرغم من وجود المعوقات والصعوبات والمشاكل الفنية والتي من شأنها أن تعوق أي مشروع.

ولفت إلى أن وجود العاملين والعاملات من القمريين في تنفيذ بناء المشروع يعطي انطباعاً جيداً عما سيحقّقه المشروع من أبعاد اجتماعية هائلة ناهيك عن الأبعاد الإنسانية الأخرى.