منها أكثر من 300 غرفة وتشتمل على عدة طوابق تصل الى الخمسة. لقد لعبت القصور عبر التاريخ دورا مركزيا في حياة سكان المنطقة كمظهرا من مظاهرالإستقرار ,مثلما مثلت الخيمة مظهرا من مظاهر الترحال والإنتجاع .ان التعمق في وظائف القصر المتعددة كفيل بإبراز هذا التداخل الذي كان قائما بين أصناف المعيشة والقدرة على التأقلم مع مناخ شبه صحراوي. ولعل هذا التكامل بين الخيمة والقصر مثل خصوصية الحياة البدوية في المنطقة الجنوبية بما يجعلها تتميز في بعض خصائصها عن أنماط البداوة في مجتمعات أخرى. فالقصر يقوم بوظيفة تخزين المنتوجات الفلاحية المحلية (شعير,قمح,زيت,تين مجفف,تمر,صوف,علف...)وهذا يدل على الماضي الفلاحي التقليدي ومعاصر الزيت وبقايا مطامير الحبوب وروايات الشيوخ عنها تدل على ذلك.فالوظيفة الأساسية ليست السكنى كما يتبادر الى الذهن بل إن القصر يمثل مخزنا جماعيا تملكه القبيلة والعشيرة,أما الغرفة فتملكها العائلات والأفراد بينما يتم السكن زمن الإستقرار حول القصر
وللقصر وظائف أخرى ثانوية تقوى وتضعف بحسب المواسم والظروف الأمنية مثل تأمين النشاطات التربوية والدينية والتجارية.الإقامة حول القصر والتواجد به مؤقتا يبرزان وقت التهديدات الأمنية وأثناء الجفاف,أما في فترات الرخاء فتتميز حياة المجتمعات بالتنقل والإنتشار في الأراضي السهلة حيث الأرض المشتركةو-أراضي الملك.ويتألف القصر من أجزاء
.السقيفة : وهي عبارة عن مدخل القصر,تخصص لتجمع الميعاد,أي المجلس القبلي
.الصحن : الساحة الداخلية للقصر ويستخدم لحماية الحيوانات في عض حالات الإغارة
الغرف : تمثل الغرفة الوحدة الأساسية للقصر,تستعمل للخزن ولها هندسة خاصة تراعي شروط حفظ المحاصيل الزراعية والحيوانية لمدة طويلة.....تفضي الغرف الى بعضها بواسطة مدارج,أو بواسطة سلسلة من الأعمدة الخشبية المغروسة في الحائط الذي يمثل الجبس المحلي أحد أهم موارده
المسجد : ويقوم بوظيفتي التعبد والتعليم ومن الأجزاء المتممة بشكل يتفاوت بين قصر وآخر حسب الموقع وتاريخ القصر وحسب قوة وتعدد أفراد القبيلة,منها : معصرة الزيتون وبرج المراقبة والآبار والمواجل
لقد كانت القصور في القديم تقام كالرباط على قمم الجبال وأغلبها أصابته التعرية والخراب,ثم ما لبثت ظاهرة القصور أن آنتشرت على الهضاب والسهول وخاصة مع فترة الإحتلال ...منذ الإستقلال زمع آنحلال الروابط التقليدية وتشكل البنى الإجتماعية الجديدة وتحقيق الإندماج الوطني بتوطين البدو وتحقيق الأمن ونشر التعليم,ازدهرت حركة العمران في الجهة وأصبحت القصور مجرد معالم أثرية وسياحية تشهد على عمق التاريخ والحضارة في الجنوب التونسي