" بلدي الأجمل من تركيا ؛ وأتحداكم "
لنكن اوفياء لبلادنا
وطني وإن شغلت بالخلد عنه ..... نازعتني اليه في الخلد نفسي
تصفحت المنتديات ، قرأت تقارير الأخوة والأخوات
هذا يصف محبوبته ، وذاك يتغزل بمعشوقته
يصفون جمالها ، ويثنون على محاسن اخلاق شعوبها
يكاد أن يكون كل شيئ فيها جميل
مرة يتغزلون بأنهرها ، ومرة بجبالها ، ومرة بأوديتها
ببساتينها ، ببحارها ، بحيراتها ، غاباتها ، طرقها حتى المكسرة منها والغير مزفتة
جميلة هي جميلة
لن يكون العاشق المحب في الوصف لما أحب وعشق في بلاد السياحة
والترحال تعلقا أفضل حالا من قيس الذي أخذ يصف محبوبته ليلى بصفات
الجمال والإبداع حتى أنساه حبه لها طبيعة الصحراء التي عاشت فيها
حتى أثرت خشونتها على يديها وحر الصيف ووهج الشمس على بياض بشرتها
حتى قال عنها :
يكاد حباب الماء يخدش وجهها .... اذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد
ولو لبست ثوبا من الورد خالصا ...... لخدش منها جلدها رقة الورد
يثقلها لبس الحرير للينها وتشكو .....الى جاراتها ثقل العقد
وارحم خديها اذ لحظتها حذار ..... للحظي ان يؤثر في الخد
وفي وجهة نظري أن هذا شيء جميل أحيانا إن لم يؤثر على المرء بالسلب
فيفقده الإحساس بحقيقة الشيء ، جميل إن كان يزينه لنفسه من غير أن يكون
فيه خداع لغيره ، لينظر للجزء الممتليء من الكوب ، ويغض الطرف عن الفارغ منه
يرى كل شيئ جميل حتى تسمو نفسه ويستمتع برحلته التي أصبحت
واقعا في كثير من الأحيان لا يقدر عن الفرار أو الهروب منه
وحتى لا يتعكر صفو مزاجه ، وينكد ويكدر على غيره
فما أجمل أن تصنع السعادة
كل هذا وغيره رائع وجميل
لكن المؤسف أن نجعل من سعادتنا نقمة على بلادنا
فنصب غضبنا ، ونكيل التهم على أوطاننا
مرة نتحدث عن سوء شوارعها ، ومرة نتحدث عن غبارها
ومرة عن خشونة ابنائها ، ومرة عن فحش أخلاق بعض أهلها
في الوقت الذي نرى فيه في تلك البلاد كل شيء جميل فيها حتى السيء
ونرى في بلادنا كل شيء جميل فيها بشع وقذر
يأخذني الغضب في كثير من الأحيان
وأنا اقرأ لكاتب ما يصف جمال ما زار من البلاد وإذا به
يصب غضبه على بلده ووطنه وترابه
لا اعلم وجه المقارنة التي جعلته ينقم على بلده
في مقابل الثناء على غيره فكل له ما يميزه ويخصه
ألا ترى أن أحب البقاع إلى الله مكة والمدينة وهي قاحلة جرداء
فلن يكون دائما ذوقك هو المعيار
وأنا لا أقصد وطنا بعينه سواء تركيا أو سويسرا
ولا أقصد بلدا من بلادنا بعينها سواء كانت البحرين أو عمان
أو الأردن أو الرياض أو القاهرة ، أو سوريا ، ....
لماذا لا يكون حبنا لبلادنا كحب قيس لليلى
لا بد أن نكون أوفياء لبلادنا ولا يوجد ما يدعو
أن ننقم عليها ونذكرها بالسوء عند ذكر محاسن غيرها
اعلم أن البعض يتكلم بذلك لا يقصد الإساءة وإنما هي
نفثات يعبر فيها عن خلجات ما في الصدور اتجاه ما يجده في تلك البلاد
لكن يجب النصح والتنبيه حتى لا نسيء إلى اوطاننا وإن كان حبنا لأوطاننا
غريزة في نفوسنا فهو من أشرف الأشياء
فهذه منابر يقرأها الملايين فلا نريد أن نعكس صورة غير حقيقية
ونعطي انطباعا عاما يكون سيئا
لكن إن طلب منا النصح للآخرين لا بد لنا أن نعرف رغبتهم في بلادنا
وعليه نقدم النصح سواء من الناحية السياحية أو العلمية أو الدينية
أو الطبية وهكذا .....
ومن باب التنبيه فأنا في كلامي هذا لا أدافع عن القائمين على بلادنا العربية ولا أزين أو احسن
صورتهم بالداخل أو الخارج حتى لا أفهم خطأ
وأنما ادافع عن اوطاننا وسمعتها فهؤلاء القائمون على بلادنا في نفسي هم من أبغض الناس
إلى قلبي ابغضهم ولا أحبهم والسبب بسيط لأنهم ليسوا بأوفياء لدينهم ولا لأوطانهم
ولن يكون قولي فيهم أفضل وصفا من قول الذهبي بالحجاج وقد فتح على يديه البلاد
أما الوطن فيبقى حبه بالقلب ونفديه بالروح والدم
بنت العروبة هيئي كفني
أنا عائد لأموت في وطني
أأجود من خلف البحار له
بالروح ثم أضن بالبدن!
قيل لاعرابي: اتشتاق الى وطنك؟
قال: كيف لا اشتاق الى رملة كنت جنين ركامها، ورضيع غمامها!
وكنا الفناها ولم تك مألفاً
وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
كما تؤلف الأرض لم يطب بها
هواءً ولا ماءً ولكنها وطن
اخواني: إن الوفاء للوطن ليس إذا مللت غيره واشتقت
إلى أهلك وبيتك حننت له ومدحته
إنما الوطن أن لا تنساه ولا تذكره إلا بخير ولا تقارنه بغيره
لتذمه وتمدح غيره
فالوفاء كل الوفاء أن تبقى دائما مثنيا مادحا لوطنك
فإن كانت أمك قد حملتك تسعة أشهر فوطنك
احتضنك من مولدك إلى مماتك ، وإن لم تكن أنت فقد كان
حضنا لأجدادك ومن بعدك ابنائك
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ... وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
كتبه أخوكم المحب لإخوانه ولتراب وطنه / الراكع لله