ミ★ミ اخواني اعضاء و زوار سفاري تركيا ミ★ミ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم اينما كنتم . . .
تعالوا معي اليوم لنتعرف على
عيد الاضحى المبارك واجوائه في تركيا
إنه العيد الذي يملأ الأيام والليالي بأقدس اللحظات
والقلوب بالبركة والصفاء والإيمان.
عند سماع تكبيرات العيد وأصوات الآذان المرفوعة
من مآذن المساجد التركيه الواصلة حتى عنان السماء تزهو القلوب،
ويجتمع المؤمنون كافة تحت ظل واحد، هوظل الله عزوجل
فيتعاهدون ويتفقون على كلمة واحدة بألسنتهم وقلوبهم،
ألا وهي كلمة الله عزوجل
في فترة العيد بتركيا يسيطر جو خاص على
البيوت والمساجد والمدارس والمشافي والسجون والوحدات العسكرية،
إذ نجد الألفة والسعادة والمحبة، قد أحاطت بجميع الناس.
يأتي عيد الأضحى بعد شهرين وعشرة أيام من عيد الفطر،
فيحتفل المسلمون الأتراك بحلوله لأربعة أيام مستمرة،
ويقدمون فيه الأضاحي قرباناً لله تعالى،
وهي سنّة، بقيت لنا منذ أيام سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ،
إذ رأى في منامه أنه يقدم ابنه إسماعيل قرباناً،
فلما أخبره برؤياه أجابه ابنه إسماعيل: امض فيما أمرك الله به.
لقد كان ذلك اختباراً صعباً لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام-
فكيف له أن يقدم فلذة كبده وابنه الوحيد أضحيةً؟
لكن سيدنا إسماعيل، رضي بذلك دون اعتراض امتثالاً لأمر الله،
وهنا بدأت المعجزة: تأبى السكين القطع،
ويرسل الله خروفاً ليكون قرباناً بدلاً من إسماعيل -عليه السلام-
فكانت تلك سنّة يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى.
وتختلف عادات وتقاليد الأعياد في تركيا باختلاف المرجعيات؛
فمنهم من يأخذ عاداته من القرآن والسنة،
وآخرون، يعودون لتقاليد أجدادهم.
يذهب المسلمون في تركيا كل عيد أضحى
إلى سوق (قربان بازاري) ليشتري كل منهم أضحية،
تناسب حالته المادية؛
فمنهم من يشتري جملاً،
ومنهم من يشتري خروفاً.
,منهم من يشتري بقره
ويتم الشراء بعد مساومة طويلة على الثمن.
وبعد الاتفاق النهائي،
يمسك البائع بيد المشتري،
ويهزها طويلا تعبيراً عن قبول كلا الطرفين بالسعر،
وهذه العادة من العادات التركية القديمة.
يأخذ المشتري الخروف إلى بيته،
ويقوم بغسله وتمشيط صوفه وصبغ رأسه بالحناء،
ثم يضع حول عنقه طوقاً من الخرز الأزرق
ليبين للناس أنه الأضحية.
وتمر الأيام حتى موعد تقديم الأضحية،
في أول أيام العيد،
إذ يستيقظ أفراد الأسرة منذ الصباح الباكر،
فيرتدون من الثياب أحلى ما لديهم،
ويتزينون بأجمل ما عندهم من الزينة
، وتمتلئ المساجد بالمصلين الذين يملؤون السماء بأصوات التكبير.
يسلم الرجال على بعضهم في المساجد وغيرها تسليماً حاراً،
ويقومون بإلقاء تحية العيد،
لتصفو القلوب، ويلتئم الشمل,
وعند انتهاء صلاة العيد
يذهب الرجال إلى المقابر فتمتلئ تلك القبور بالأزهار،
ويقرؤون القرآن الكريم على أرواح أمواتهم،
ويدعون لهم بالرحمة والغفران.
وعند عودة المصلين، تكون آخر التحضيرات من أجل العيد قد انتهت،
فتبدأ المعايدة في المنزل: إذ يقبل الصغير يد الكبير
الذي يبادر بدوره إلى طبع قبلة على جبينه،
مرددين السلام على بعضهم بعضاً بقولهم:
(هايرلي بيرملار)
أو(بايرامن مبارك أولسن).
أما الأضاحي فتقسم وفق الشريعة الإسلامية،
حيث يخصص قسم من لحمها للفقراء والمساكين,
وتقوم النساء بطهي أشهى المأكولات والأطعمة من القسم المتبقي،
لتفوح رائحة الطعام الزكية من مختلف الأطباق والوجبات باختلاف المناطق التركية.
ومن أشهر هذه الأطباق:
(كباب, صاج قاورما, كله باشي, مومبار دولماسي, تشي كفته )
وساصف لكم بعضاً من هذه الأطباق:
(صاج قاورما):
يؤتى بلحم مقطع بحجم رأس العصفور،
ويوضع على صاج مدهون بالسمن،
وتوقد النار تحته،
وينتظر حتى ينضج،
ويؤكل مصحوباً بسلطة(شوبان).
(كله باشي):
يأتي اسمها من جزأين من الخروف،
هما رأسه وكرشته،
ينظفان تنظيفاً كاملاً بالماء المغلي،
ثم تقطع الكرشه،
وتوضع مع لحم الرأس على النار
، و يضاف إليهما الكثير من عصير الليمون.
(تشي كفته)
وتختار لحمتها من أجود أنواع اللحم المنظف والمهروس
بحجر مخصص لهرس اللحم يسمى (آت تاشي)،
ويضاف إليه البرغل الناعم والبصل والبهارات ودبس الفليفلة،
ويفرك المزيج جيداً،
ويجعل على شكل كرات،
تحشى باللحم والبصل المقلي،
وتدهن بالدهن، وتشوى،
ويؤكل مصحوباً باللبن البارد (العيران).
وتحتل الحلويات مكانة خاصة عند الأتراك في الأعياد؛
ومن أهمها الـ (لوكوم) او الحلقوم
فهو ذو ألوان زاهية وأنواع مختلفة،
نذكر منها المحضر بالفستق والورد الجوري والمسك وجوز الهند،
وتوضع علبة الـ (لوكوم)
بجانب الشوكولا والسكاكر والبقلاوه
وكولونيا الليمون التي هي من العادات التركية القديمة والقائمة إلى اليوم.
ومن أهم تقاليد العيد زيارات الأقارب والجيران والأصدقاء والأجداد،
ولدى الأتراك زيارات أخرى،
هي زيارة أصحاب القلوب الحزينة،
وهي لفته انسانيه كريمه من الاتراك
فيذهبون إلى المشافي والسجون
ومراكز العناية بالأيتام والعجزة والمسنين
ليطمئنوا على أحوالهم، ويواسوهم،
مساهمين في إدخال السعادة إلى قلوبهم.
كما تقام الأسواق الخيرية (هاير كارميسلاري)
في الضواحي ومراكز المدن احتفالاً بالعيد،
وتبدأ منذ الصباح، وتستمر حتى المساء.
وتعود مكاسب مبيعات هذه الأسواق للجمعيات الخيرية أو للفقراء أو المرضى،
ومع انتهاء السوق تبدأ الاحتفالات بإطلاق الألعاب النارية،
ولما كان العيد يُفرح الصغار أكثر من الكبار
تقام في كل ناحية مدينة ألعاب صغيرة (لونا بارك)
يبدأ تحضيرها قبل عدة أيام من العيد،
فيراقب الأطفال تلك التحضيرات بصبر شديد،
منتظرين حلول العيد لينفقوا النقود التي جمعوها من الأهالي والأقرباء
في تلك الملاهي ذات الألوان الساحرة.
وتعيش تركيا في العيد فرحتين:
الأولى فرحة العيد،
والثانية عند عودة الحجيج من الكعبة المشرفة
،ففي كل عام تشارك تركيا ببعثة من الحجاج الأتراك،
فتودعهم كما تستقبلهم بفرح وسرور،
وتزين مقدمة كل سيارة بالعلم التركي،
ويرجع الحجاج إلى منازلهم المزينة بالأعلام والأضواء.
ولا ينسى الحاج هدايا زواره،
وهي عبارة عن سجادة صلاة
ومسبحة وخاتم فضة،
ويكرم الضيوف بشربة ماء زمزم،
تقدم بكؤوس خاصة
وحبات التمر التي جلبوها من الأراضي المقدسة.
وينتهي العيد في تركيا بأيام ملأى
بالتعب والجهد والفرح وقلوب ملأى بالحب والإيمان.
هذا هو العيد في بلاد بني عثمان
ارجو ان تكونوا قد استمتعتم معي في اجواء العيد بتركيا
وكل عيد وانتم بالف خير