التواجد الرمضاني داخل المساجد
ويستوقفنا التواجد الرمضاني الكثيف داخل المساجد ، حيث تمتليء المساجد بالمصلين لا سيما
صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين
مما يشعرك بالارتباط الوثيق بين هذا الشعب وبين دينه وتمسّكه بقيمه ومبادئه .
هذا ، وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على ما يسمى
بـ (
الدروس الحسنية الرمضانية ) وهي عبارة عن سلسلة من الدروس
اليومية تقام خلال أيام الشهر الكريم بحضور كوكبة من العلماء
والدعاة ، وعلى رأسهم
صاحب السمو الملكي محمد السادس وتلقى هذه
الدروس اهتماما من الأفراد والشعب كافة لما يلمسونه من أهمية هذه الدروس
ومدى ارتباطها بواقعهم وإجابتها عن أسئلتهم وهذه الاخيرة تذاع يوميا على
شاشة التلفزيون، و طبعا تقوم
وزارة الأوقاف
بطباعة هذه الدروس وتوزيعها إتماما للفائدة .
ليالي رمضان عند المغاربة
ليالي رمضان عند المغاربة تتحول إلى نهار فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح
يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث . وهنا يبرز
الشاي المغربي
كأهم عنصر من العناصر التقليدية المتوارثة ، ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق
هذه العادة وأصالتها في هذا الشعب الكريم ، وظلت هذه العادة تتناقل عبر الأجيال وفي
بعض المدن المغربية تقام الحفلات والسهرات العمومية في الشوارع والحارات
ويستمر هذا السهر طويلا حتى وقت السحر .
النفار او الطبال او المسحراتي
وهنا نقول : إن شخصية (
الطبّال ) أو (
المسحراتي ) - كما يسميه أهل المشرق - لا تزال ذات
حضور وقبول ، فعلى الرغم من وسائل الإيقاظ التي جاد بها العصر فإن ذلك لم ينل من مكانة تلك
الشخصية ولم يستطيع أن يبعدها عن بؤرة الحدث الرمضاني حيث لا زالت حاضرة في كل حيّ
وكل زقاق يطوف بين البيوت قارعا طبلته وقت السحر ، مما يضفي على هذا الوقت طعماً مميّزا
ومحبّبا لدى النفوس .
يوميات المغربي بعد صلاة العصر
الفترة ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر تشهد فتورًا ملحوظًا وملموسًا ، حيث تخلو الشوارع من
المارة والباعة على السواء ؛ لكن سرعان ما تدب الحياة في تلك الشوارع، وينشط الناس بعد
دخول وقت العصر – خصوصا في الأسواق – لشراء المستلزمات الخاصة بالإفطار من الحلويات
والفواكه وغيرها من المواد التموينية المهمة ، مما يسبب زحاما شديدا في المحلات التجارية
وعند الباعة المتجولين .يفضّل أكثر الناس الإفطار في البيوت ، إلا أن هذا لا يمنع من إقامة
موائد الإفطار الجماعية في المساجد من قبل الأفراد والمؤسسات الخيرية لاسيما في
المناطق النائية والقرى والبوادي .
بعد صلاة الفجر
وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في
المساجد لقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية بينما
يختار البعض الآخر أن يجلس مع أصحابه في أحاديث شيّقة لا تنتهي إلا عند طلوع الشمس
عندها يذهب الجميع للخلود إلى النوم بعد طول السهر والتعب .
ومع
قرب انقضاء أيام هذا الشهر تختلط مشاعر الحزن بالفرح ، الحزن بفراق هذه الأيام
المباركة بما فيها من البركات ودلائل الخيرات ، والفرح بقدوم أيام العيد السعيد ، وبين
هذه المشاعر المختلطة يظل لهذا الشهر أثره في النفوس والقلوب وقتاً طويلا
إنتهى