السلام عليكم
هذه القصة ليست حقيقية ولاتمت الى الواقع بأي صلة وابطالها من نسج الخيال.. وإذا تشابهت احداث القصة مع أي قصص اخرى مشابهة لأشخاص على أرض الواقع فهي من قبيل المصادفة...(لاتودونا في داهية)
قصتنا اليوم لواحد من الناس..
صاحبنا بطل هذه القصة..شخص عادي مثله مثل غيره كانوا يسمونه اصحابه في الحارة بأسم (الدحمي)
ولما كبر شوي اصبح مشهور عند ربعه بـ(دحيم الخبل)
هو شخصياً يعرف أنه لاتوجد لديه صفات خاصة أو قدرات خارقة او مواهب فوق العادة
ومع مرور الوقت كبر( دحيم الخبل) وتعين في احدى الوزارات..واصبح ينادونه(عبد الرحمن)ومن المصادفات الطريفة أن يتم تعينه في مكتب الوزير على المرتبة الثالثة.. وشوي ..شوي..كون صداقات ومن المعلوم الآن في زمننا الحالي وجود قاعدة مهمة(كون صداقات مؤثرة ودع عنك المؤهلات) فهذه العلاقات تصنع من الأمعة مديرا ....ومن الفراش وزيرا.....ومن (دحيم الخبل) صاحب قرار....
اعجب الجميع بذلك (الدحيم) اللي مايقول كلمة (لا)..حبيب وخدوم ومتواضع..جيب الملف ..يجيبه... ودي المعاملة الفلانية..يوديها..وحبة ..حبة ..اصبحت له علاقات مع كل الناس اللي فوق..هم كبروا ...وكبروا (دحيم الخبل) معاهم...وذات صباح وجد (دحيم الخبل) نفسه وزيراً في حكومة.فأصبح اسمه(معالي الوزير)..تبدلت صفات صاحبنا(الخبل) الى شخصية خارقة ووزير ملهم يستلهم منه الآخرين الآراء ...فهذا صواب ..وهذا خطأ..وعينوا ذلك الموظف..يتعين.. واخصموا من الموظف الفلاني ..ينخصم عليه.. وافصلوا فلان.. يفصلوه..
اصبح ذلك الخبل يدير عقليات جبارة تحت إدارته وموظفين كبار..مفكرين..ونوابغ من الرجال..يسوى الواحد منهم (1000) من مثل (دحيم الخبل)
لعب الكرسي بعقل (الخبل)..والمطبلون من حوله خيلوا اليه أنه النابغة الفريد في زمانه...ماتسمع إلا ياطويل العمر..سم طال عمرك..
تبدلت احواله واخذت العظمة منه كل مأخذ..فهو لايقابل زواره إلا (والعلكة في فمه)..فتسلط الكبرياء عليه واصبح رداءه الذي يرتديه..وهو اللي كان مايعرف يلبس الشماغ على رأسه اما الآن ..فما تدخل عليه إلا إذا عديت على مدير مكتبه والبشت معلق في المكتب.. والسيارة الفارهة عند باب الوزارة ...والسواق يمسحها كل شوي
حقد ذلك (الدحيم) على كل ماهو ذكي ومتميز فأصبح شغله الشاغل فصل الموظفين المتميزين خوفاً من ماذا...لاندري..
كل ماهو رائع يحاربه ذلك الخبل..كانت وزراته من احسن الوزارات..فغدت موطن للفشل والأحباط.. ومرتعاً للتخبطات..وبؤرة للفساد..
اتاه الناصحون من كل حدب وصوب..لتغيير الامور ..وللإنقاذ مايمكن إنفاذه..ولكن لاحياة لمن تنادي..كل مادخل عليه احد المخلصين لنصيحته..يخرج من عنده ساخطاً..فهو يتهم كل من ينصحه بأن اهدافهم معروفة والمطبلين حوله يقولون ..صح طال عمرك..جهدك ياطويل العمر معروف..وتعبك الكل يعرفه ..وماعليك من المغرضين ..الحاقدين..
قرب المنافقين..والمنتفعين منه..وابعد المخلصين والناصحين..
قراراته غير مدروسة ..فلا مستشارين ...ولاتخطيط...ولادراسة للجدوى ..هو يرى أن كل الناس خطأ ..وهو الوحيد ..صح..والمطبلين حوله..كلامك صح طال عمرك..
فاحت رائحة (دحيم الخبل) عند باقي المسئولين فقرروا احالته الى التقاعد (وهو مصير محتوم ) يوما ما
عندها اصابت معالي الوزير حالة نفسية غريبة..
استيقظ ذا ت يوم فوجد كل شئ تغير..لابشت..لاسيارة..لاسواق..لازوار..لاكلمة (سم طال عمرك أنت صح)
لامراجعين..حتى كذابين الزفة هجروه
لم يصدق ذلك (الخبل ) أنه احيل الى التقاعد فالسلطة ماتزال تسري في دمه..
اتدرون ماذا فعل؟؟؟
رجع لخبالته القديمة..
اتصل على شركة تأجير للسيارات واستأجر منهم افخم سيارة..مع سواقها..لبس البشت...وعدل العقال..ومباشرة على الوزارة..
وصل عند الباب يأمر وينهى .. والموظفين يعلموا الحقيقة ...وأنه لم يعد له من الأمر شئ..
حزنأ على حاله ..ورأفة به لم يحاولوا إستثارته..عندما يمشي في ممرات الوزارة أو يدخل الى احد مكاتبها..تجد الموظفين يتغامزون ويتهامسون ..فمنهم من يصمت شفقة عليه ومنهم من يحمد الله على نعمة العقل...
فالوزير تغير.. والموظفين مايبون لدحيم ريحة.. وهو مازال متمسك بالبشت والمنصب ..ويتجول في اروقة الوزارة
وكل من يسأله عن تغيير الوزارة..يقول كل ذلك خطأ..الوضع ماتغير وأنا مازلت الوزير...
وإذا قابل احد عرفه بنفسه (معاك معالي الوزير)
يريد أن يوهم الآخرين أنه مازال هو الوزير.. وأن الامور لم تتغير
مرت الأيام وعاد (دحيم الخبل) الى شلته القديمة..وعندما دخل عليهم رحب فيه احد اصدقائه السابقين بصوت عال:هلا والله بدحيم..
عندها سقط ارضاً مغشياً عليه من هول الصدمة..
أين كل مابناه
أين معالي الوزير ؟؟
أين (سم طال عمرك)؟؟؟
كل ماكان يحلم به اصبح من الماضي ..
لقدعاد معالي الوزير الى لقبه القديم(دحيم الخبل)
وعاد الى الخبل ..خبالته
تقبلوا محبتي واحترامي
محبكم
ابو تركي